إن نهضة هذه الأمة وإعدادها من أجل دورها الريادي: هي المهمة الربانية الكبرى التي جعلها الله تبارك وتعالى منوطة بكل من انتمى إلى أمة الإسلام على وجه العموم، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110)، وقال عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (البقرة: 143).

هل يمكن لحجاب طالبة في جامعة تركية أن يسبّب سقوط علمانية العلمانيين الأصوليين من ورثة أتاتورك؟..
هل يمكن لحجاب فتاة تونسية أن يسقط سيطرة الفرد الحاكم بأمره على شعب محروم من مقومات حقوقه الأساسية وليس من "الحجاب" فحسب؟..
هل يمكن لحجاب تلميذة مسلمة في مدرسة فرنسية أن تزعزع وجود العلمانية في فرنسا وترسيخها عبر مائة عام مضت؟..

د.نورة خالد السعد

صحيفة الاقتصادية الالكترونية

كرر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن «الأزمة المالية العالمية تضطرنا جميعا إلى الادخار وخفض التكاليف حيثما نستطيع، ولكن عملنا من أجل نساء العالم لابد أن يستمر دون تخفيض، فعندما تُمكن المرأة، تُمكن الأسرة، وعندما تُمكن المرأة، تُغير العالم». عبارات جميلة، ولكن من هن النساء اللاتي يتحدث عنهن بان كي مون؟؟ إذا استعدنا أقرب خبر نشر في جميع المواقع متزامنا مع الاحتفالات باليوم العالمي للسكان, الذي يتحدث عن: معاناة أكثر من 70 ألف سيدة مسلمة في باكستان تشردن وهن حوامل بين مناطق مقفرة ووعرة، بسبب العمليات العسكرية التي تشنّها القوات الباكستانية الحكومية المدعومة من القوات الأمريكية، ضد جماعات مسلحة في وادي سوات شمال غرب باكستان.

هؤلاء الحوامل الباكستانيات اللائي تشردن في مخيمات اللاجئين يتعرضن إلى أقسى المخاطر الصحية والحيوية بسبب الظروف الأمنية والغذائية التي يتعرضن لها. ونتيجة لذلك، حذر صندوق السكان التابع لمنظمة الأمم المتحدة من أن النساء اللائي أجبرن على النزوح والتشرد في هذه المناطق يعشن في أحوال صحية حرجة للغاية، تتطلب إسعافا وإغاثة فورية.

ارتدائي النقاب هو اختيار اتّخذته بكامل حرّيتي، لأسباب دينية..

أرتدي نقابي كل يوم قبل أن أغادر المنزل، دون أن أتوقّف ثانيةً للتفكير في ذلك، أجعله يتدلّى على وجهي، وأعقد رباطه خلف رأسي، وأُسَوِّي فتحة عيني؛ لأتأكد من عدم وجود ما يعيق مجال رؤيتي.

وبوجود مرآة بجانب الباب الأمامي للمنزل، يمكنني أن أرى كيف ينظر الناس إليَّ: امرأة متوسطة الوزن والطول، مغطّاة بطبقاتٍ عديدة من القماش، سواء كان ذلك نقابًا أو حجابًا وأحيانًا "عباءة"، باللون الأسود أو الأزرق أو البني.

لكن هل يراني الناس حقًّا هكذا؟ حينما أسير عبر المتنزه مع واحدة أو اثنتين من صويحباتي.. حينما أركن سيارتي في أحد أماكن الانتظار.. حينما أتصفّح الأرفف في قسم السلع المجمّدة.. حينما أسأل عن طريقة طهي الهليون (نبات من فصيلة الزنبق) في أحد الأسواق، كيف يرى الناس هذا المشهد؟ أيرون امرأةً مضطهدة، امرأة بلا اسم ولا صوت.. أم يرون مجرمة؟!

تعاني المرآة العربية دائماً من مؤامرات الشرق والغرب معا، الذي يرى في استهدافها استهدفا للأمة العربية والإسلامية بأكملها، ولذلك تأتي السهام دائما موجه لهذه الأمة في شكل المرأة التي مازالت ترزخ تحت نير التخلف الفكري والسياسي، وتتكالب عليها المراكز الحقوقية المعنية بحقوق المرأة – كما تحب أن تسمي نفسها – وهي في الحقيقة تحارب كل فضيلة تتحلى بها هذه المرأة.
حاولنا من خلال هذا الحوار مع الدكتورة أماني أبو الفضل، المدير التنفيذي للمركز المصري لرصد أولويات المرأة ( مرام )والأستاذ المساعد بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة فرع بني سويف رصد أولويات المرآة العربية وما تشعر به من مشاكل، وإعلان ذلك من خلال وثائق الأمم المتحدة التي تعلنها دون مواربة مثل فلسفة الجندر والتمكين والمساواة المطلقة بين الجنسين، فإلى نص الحوار:

JoomShaper