لها أون لاين
أكثر ما يميّز الفتاة الرقة والذوق، بالإضافة إلى الخلق الحسن والدين والحياء. والرقة تضفي على الفتاة جمالاً أخاذا، جمال الروح الذي يكسب الوجه إشراقاً وعذوبة.
الذي تقول الأستاذتان إسعاد جودة عفيفي ونظيرة نقولا في ترجمتهما لكتاب الشؤون المنزلية للناشئات: يصعب على الناس أن يروا أنفسهم كما يراهم الآخرون، ولكن رغبتهم في محاولة فهم أنفسهم تساعدهم على أن يتطوروا ليصلوا إلى الصورة التي يرغبون أن يكونوا عليها، فكل شخص يرغب في أن يكون محبوباً. وهذا طبعي ولكنه شيء لا يحدث من تلقاء نفسه، بل عليك أن تعملي من أجله. ولكن ما السبيل إلى ذلك؟ كيف يمكنك التحقق من أنك ستكونين الشخص الذي يسعد الناس بصحبته؟

أم عبد الرحمن محمد يوسف
1. الإيجابية:
جيش جرار يزحف عليها دون أن يقف في وجهه شيء، قد يقضي عليها ويدمرها، ولكن كان لها شخصية؛ أحست بالخطر، فلم تنجُ بنفسها، ولكنها خرجت أولًا؛ لتنذر قومها ذلك الجيش، فوقفت تخطب فيهم قائلة {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: ١٨]، هل عرفت من هي تلك الشخصية الرائعة؟! إنها النملة التي كرمها الله تعالى فجعل لها سورة باسمها في كتابه، لينبهنا عز وجل إلى التدبر في تلك الحشرة، والتعلم منها.
ما هي الإيجابية؟
أختي الفتاة، ما نعنيه بكلمة الإيجابية أنها تمثل تلك الطاقة الجبارة، التي تتولد لدى الشخص وتملأ عليه كيانه؛ ومن ثَم تدفعه للعمل الجاد الدءوب، من أجل الوصول إلى الهدف، متخطيًا كل العوائق، ومحطمًا كل الحواجز التي تعترض طريقه.

محمد السيد عبد الرازق
لكل فن من الفنون مهاراته، ولك علم من العلوم أدواته، ونحن إذ بينا في المحطة السابقة ركائز القائد الفعال التي تقوم عليها معاني القيادة، ولا تتحقق القيادة إلا بها، فسنحاول في هذا المقال التعرف على مهارتين من مهارات القيادة الهامة، وأساليب كل واحدة منها.
تكوين الرؤيا المستقبلية:
إنها قدرة القائد على أن يرى فرصا لا يراها غيره، وأن يحيل هذه الفرص من خيال لا تدركه أبصار الآخرين، إلى واقع لا يخطئه مبصر، إنها تلك الآمال التي تذكي الهمم، وتفجر الطاقات، وتلهب الحماسة، فتحيل حياة الناس حركة ودأبا، وتسمو بنفوسهم إلى الغايات العلا، ولما كان تكوين الرؤية المستقبلية وصياغتها من أهم مهارات القائد، صاغ لنا نابليون بونابرت مقولة رائعة تلخص ذلك المعنى في قوله: (لا يستطيع أحد أن يقود أفرادا دون أن يقوم بتوضيح المستقبل الخاص بهم، فالقائد بائع الأمل) [صناعة القائد، طارق السويدان وعمر باشراحيل، ص (69)].

- في مرحلة الشباب يكون التوجه إما جنوحٌ إلى الطيش واللهو والعبث، وإما الانغماس في الأجواء الروحية والعبادية، ما هو السبيل إلى التوازن؟
يحتاج التوازن في أي مرحلة من مراحل حياة الإنسان إلى تربية الذات بالطريقة التي تجعل الإنسان ينجح في أن يلائم بين متطلباته الجسدية وآفاقه الفكرية والروحية، أمّا الإنسان الذي يستغرق في هذا أو ذلك، فإما أن يكون مؤمناً فتتغلب عليه حالة الإيمان فتجرّه إلى الاستغراق الروحي، وإما أن تطغى عليه الغريزة فتجرّه إلى اللهو والعبث.
ولابدّ للإنسان الواعي لانتماءاته، والعاملين في حقل التربية من أن يتحركوا في مجالات التوجيه الشبابي ليؤكدوا على مسألة التوازن في الجانبين المادي والروحي، فإذا أردنا أن ننفتح على الجانب الروحي في شخصية الإنسان فلابدّ أن نؤكد على أنّ الروحانية لا تبتعد عن المادية في الكيان الوجودي للإنسان، لأنّ المادة تختزن في داخلها شيئاً من الروح، كما أنّ الروح لا يمكن أن تتمظهر إلا من خلال الأشكال المادية، مما يجعل من التوازن بين المادة والروح مسألة تقتضيها طبيعة المادية في الإنسان وطبيعة الروحية فيه.

ما أحوج شباب الإسلام إلى استحضار سير العظماء من الشباب، واستبدالها بسير العابثين من الرياضيين والممثلين والمغنين وأضرابهم؛ فإن من أسباب تأخر المسلمين إهدار طاقات الشباب، وإفسادها بالشهوات، وإبراز القدوات السيئة للشباب عبر الإعلام.
وما أحوج الآباء والمربين إلى إبراز هذه النماذج الوضيئة من الشباب لتكون قدوة لشباب اليوم.
وهذا حديث عن شاب عطرت سيرته الكتب، وملأت أخباره مجالس العلم والذكر، استثمر شبابه فيما ينفعه فعاد نفعه عليه بالذكر الطيب، والرفعة والمجد، وعلى أمته بما خلف من علم غزير تنهل الأمة منه منذ قرون ولم ينفد.
ذلكم هو عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ولد في الشعب أثناء حصار قريش بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنوات، ولم يهاجر هو وأمه للمدينة إلا بعد فتح مكة وعمره عشر سنوات، وقال: ((كنت أنا وَأُمِّي من الْمُسْتَضْعَفِينَ، أنا من الْوِلْدَانِ وَأُمِّي من النِّسَاءِ)) رواه البخاري.

JoomShaper