محمد السيد عبد الرازق
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وإنما العلم بالتعلم) [رواه البخاري]، ففي هذا البيان النبوي دلالة على أن صفات القادة من عفة النفس وعزتها، ومن قوة تحمل النفس وصبرها على الشدائد، يمكن للمرء أن يكتسبها، والطريق إلى ذلك أيضا يصفه النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث ألا وهوطريق التدريب والتعلم، ولا أدل على ذلك من قدرة هذه الرسالة المحمدية، وبراعة هذا القائد الفذ صلى الله عليه وسلم في إنشاء مدرسة لتخريج القادة، فتحول صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من أفراد عاديين يعيش كل منهم في إطار ذاته، ساعيا وراء نجاح شخصه أوقبيلته، فإذا بهم قادة جيوش، وأمراء دول وأمصار، وعلماء وشعراء وأدباء، فأسسوا قواعد الحضارة الإسلامية وأرسوا دعائمها.

مهدي قاضي
يا شباب الحق أدعوكم وفي قلبي لهيـب *** أمتي تشكو الأسى والمسجد الأقصى سليـب
كــيف قلبٌ مسلم لله بالذل يطيــــب *** يا شـباب الحـق " هُـبّوا " ليس يجــدينا النحيـــب
شباب الأمة ( رجالاً ونساء ) أنتم الأمـــل بإذن الله ونحن نعلم أن فيكم الخير العظيم والنخوة والشهامة والغيرة على دماء المسلمين وأعراضهم.. ولكنكم أُلهِيتُم وضُيِّعتُم بما وُجِّهَ إليكم من إفساد وتضييع وإلهاء يَقُوده أعداء الدين ويُنَفذه بعض أبناء المسلمين، فأنتم أحد ضحايا هؤلاء، وحسبنا الله ونِعْمَ الوكيل.
مؤامرةٌ تدور علـى الشبـــاب *** ليُعرِض عن معانقـة الحـراب
مؤامرةٌ تقول لهـم تعالــــوا *** إلى الشهوات في ظل الشراب
مؤامرةٌ مَرامِيها عِظــــامٌ *** تُدَبِّـرُها شياطيـــن الخــــراب
وإن كان وجود هذا العامل ليس عــذراً، فكل إنسان مسؤول عن أن يبعد نفسه عن كل مالا يرضي الله عز وجل وأن يبادر لمرضاته.

لها أون لاين
أكثر ما يميّز الفتاة الرقة والذوق، بالإضافة إلى الخلق الحسن والدين والحياء. والرقة تضفي على الفتاة جمالاً أخاذا، جمال الروح الذي يكسب الوجه إشراقاً وعذوبة.
الذي تقول الأستاذتان إسعاد جودة عفيفي ونظيرة نقولا في ترجمتهما لكتاب الشؤون المنزلية للناشئات: يصعب على الناس أن يروا أنفسهم كما يراهم الآخرون، ولكن رغبتهم في محاولة فهم أنفسهم تساعدهم على أن يتطوروا ليصلوا إلى الصورة التي يرغبون أن يكونوا عليها، فكل شخص يرغب في أن يكون محبوباً. وهذا طبعي ولكنه شيء لا يحدث من تلقاء نفسه، بل عليك أن تعملي من أجله. ولكن ما السبيل إلى ذلك؟ كيف يمكنك التحقق من أنك ستكونين الشخص الذي يسعد الناس بصحبته؟

محمد السيد عبد الرازق
يقول النبي قال صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا [أي المقاطعة]، وكونوا عباد الله إخوانًا) [متفق عليه].
يقول العلامة ابن حجر رحمه الله معلقًا على هذا الحديث: (أي لا تتعاطوا أسباب البغض؛ لأن البغض لا يُكتَسب ابتداءً... وحقيقة التباغض أن يقع بين اثنين، وقد يطلق إذا كان من أحدهما، والمذموم منه ما كان في غير الله تعالى؛ فإنه واجب فيه، ويثاب فاعله لتعظيم حق الله، ولو كانا أو أحدهما عند الله من أهل السلامة، كمن يؤديه اجتهاده إلى اعتقاد ينافي الآخر؛ فيبغضه على ذلك وهو معذور عند الله) [فتح الباري، ابن حجر، (17/231)].

أخي الشاب:
وقد حرَّم الله على المؤمنين كل ما من شأنه أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91]، ومن ثَم كان الحقد محرمًا؛ لأنه سبب رئيس في وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين.

أم عبد الرحمن محمد يوسف
1. الإيجابية:
جيش جرار يزحف عليها دون أن يقف في وجهه شيء، قد يقضي عليها ويدمرها، ولكن كان لها شخصية؛ أحست بالخطر، فلم تنجُ بنفسها، ولكنها خرجت أولًا؛ لتنذر قومها ذلك الجيش، فوقفت تخطب فيهم قائلة {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: ١٨]، هل عرفت من هي تلك الشخصية الرائعة؟! إنها النملة التي كرمها الله تعالى فجعل لها سورة باسمها في كتابه، لينبهنا عز وجل إلى التدبر في تلك الحشرة، والتعلم منها.
ما هي الإيجابية؟
أختي الفتاة، ما نعنيه بكلمة الإيجابية أنها تمثل تلك الطاقة الجبارة، التي تتولد لدى الشخص وتملأ عليه كيانه؛ ومن ثَم تدفعه للعمل الجاد الدءوب، من أجل الوصول إلى الهدف، متخطيًا كل العوائق، ومحطمًا كل الحواجز التي تعترض طريقه.

JoomShaper