الثلاثاء 15 صفر 1438هـ - 15 نوفمبر 2016م
العربية نت
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمهاجر سوري مسن داخل قطار في إحدى المدن الألمانية.
وتظهر في الصورة معالم حزن عميق على وجه ذلك المسن، تشرح أنين آلامه بعد الحرب التي عصفت ببلاده منذ أكثر من 5 سنوات.
صورة تؤكد أن قرار اللجوء عند السوريين لم يكن بالسهل، كما أن رحلة اللجوء تلك كانت رحلة موتٍ لفّتها المخاطر وليست كما يظنها البعض "رحلة رغيدة".
ويبدو اللاجئ المسن في الصورة وهو سارحٌ حزين، تدور في خلده أفكار كثيرة وسؤال واحد: ما الذي أتى به إلى هنا؟ فألمانيا ملاذه من ويلات الحرب لكنها لم تكن يوماً الأرض التي ينتمي إليها. هذا اللاجئ المسن يرى


عربي21 - فراس اللباد# الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 10:53 م 0159
مع انقطاع أخبار المعتقلين في سجون النظام السوري، يلتمس الأهالي أي خبر عن أبنائهم بشتى الطرق، سواء عبر محاولة التواصل مع معتقلين سابقين أو طرق مختلف أبواب الفروع الأمنية، مرورا بالسماسرة الذين "يبتزون" الأهالي بمبالغ مالية كبيرة مقابل الحصول على معلومات صغيرة عن المعتقل، مثل ما إذا كان على قيد الحياة أم لا، أو عن مكان وجوده.
وفي هذا السياق، يقول إحسان الحاج علي، هو أحد الأشخاص الذين تعرضوا لـ"عملية نصب" من قبل سماسرة أكثر من مرة: "أحدهم اتصل بي، وقال إنه مستعد أن يطلق سراح أخي المعتقل لدى النظام السوري، وأن يجلب لي أخبارا سارة عنه، وفي أي سجن يقبع، لقاء مبلغ مالي قدره 10 ملايين ليرة سورية، يتم دفعه بالتقسيط، على أن تكون الدفعة الأولى 6 ملايين ليرة، والباقي يتم دفعه بعد إطلاق سراح أخي". لكن الحاج علي يبيّن أنه بعد التجارب السابقة مع "هؤلاء المجرمين"، أيقن أن هذه التجربة لن تكون أحسن من سابقتها، إذ أن السمسار سيأخذ المبلغ المحدد ويقفل هاتفه المحمول ويختفي.


أحمد حاج بكري

لماذا يظهر المجتمع الدولي خوفه وقلقه على الموت الحاصل في سوريا؟ لا أعلم. هل هم لا يستطيعون فعل شيء غير ذلك، أم أنهم متفقون على ذلك؟ بعد صمتهم الذي استمر طيلة خمس سنين لم نعد نتكلم عن أوجاعنا نخاف أن يزعجهم منظر موتنا أو أن يعكر صفوهم.
آيلان الكردي الطفل الذي مات غرقا على شواطئ البحر المتوسط تكلم عنه العالم وعن قصة موته، رغم أنه مات بصمت، لم يكن يهتم بما سيحصل بعد موته، حاول ألا يموت بالداخل السوري لكي لا يزعجهم صوت الصاروخ الذي سيقتله أو مشهد الدم المتناثر من جسده، بل قرر رغم كل الظروف أن يبحث عن الحياة بداخل الموت، وفشل في تحقيق ذلك، ولكن الفاشل الأكبر هنا كان المجتمع الدولي، الذي لطالما غرد عن حقوق الأطفال والذي لم يكتف بالمساعدة بقتل آيلان والكثير من أمثاله في سوريا بصمته عن جرائم الأسد، بل نشر قصصهم على أنها حوادث مقلقة لم تحدث من قبل، والغريب أنهم هم من صمتوا وفتحوا المجال للوصل إلى هنا.

لا تتذكّر ماريا وقتاً كانت فيه بلادها دون حرب، فعندما كانت في الثالثة من عمرها اندلعت الحرب في سوريا. عندما تُسأل إذا كانت تعرف ماهية الحرب، ترسم ماريا فراغاً، ثم تقول بعد لحظات: "تحدث الحرب عندما يتوقف الناس عن حب بعضهم البعض". ماريا البرغوثي هي فنانة سورية تبلغ من العمر ثمانية أعوام ونصف العام، هذا العمر الصغير الذي تعلن عنه بفخر وابتسامة عريضة خلال حوار موقع ميدل إيست آي معها عبر برنامج سكايب. وبينما تتساقط القنابل على المناطق المحلية المجاورة وتنتشر التقارير الإخبارية حول دفن الأطفال تحت الأنقاض، تبدو حياة هذه الفنانة الصغيرة آمنة نسبياً. تجلس في غرفتها ومعها فرشاتها، لكن الألوان المائية ليس بمقدورها إطفاء نيران مدينة حلب التي تبعد حوالي خمس ساعات عن مسقط رأسها في مدينة دمشق. تثير أعمالها الفنية المشاعر وترسم صورة عن طبيعة الحياة التي يمكن أن تعيشها طفلة في بلد دمّرته الحرب. ضربات فرشاتها الخفيفة مثقلة بمعان، تحاور هؤلاء الذين يعون حقيقة العالم الذي يحيط بها. ويعلق مستخدمو فيسبوك على صورة عمل فني لماريا البرغوثي على صفحتها في محاولة البحث عن معنى أو مغزى لما ترسمه. أحدهم قال "أعتقد أنها تحاول تضميد جراح الوطن بعد أن تمزق إلى أشلاء. لقد دمروا الجمال والتراث، قتلوا أبناءنا وهجّروا عائلاتنا". وتكهن بعض المعلقين بأنها ربما تحاول جبر خاطر قلوبهم المكسورة. في سن السادسة، أمسكت ماريا

فاجأت قوات تابعة للجيش اللبناني سكان "مخيم الإنماء" التابع لمنطقة الريحانية في عكار، شمال لبنان، اللاجئين السوريين هناك بقرار إخلائه في مدة أقصاها عشرة أيام، اعتبارا من يوم الجمعة الماضي، ما يترك مصير مئات اللاجئين في المخيم مجهولا.
وحذر متطوعون ومسؤولون في الإغاثة من أن هذا الإخلاء المفاجئ للمخيم؛ يشكل كارثة إنسانية كبيرة بحق هؤلاء اللاجئين.
وقال مدير فرع الشمال لاتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان، محمد نور قرحاني، إن "الأهالي في حالة صدمة كبيرة، فهم لا حول لهم ولا قوة، حتى إن هناك الكثير من النساء يبكين طوال الوقت منذ أن أبلغن بالإخلاء".
وأضاف لـ"عربي21": على الرغم من أننا قمنا باتصالات عديدة بقيادة الجيش والجهات الرسمية المعنية لاستيضاح خلفيات هذا القرار وملابساته، إلا أننا لم نخرج بأي نتيجة".

JoomShaper