تجمع “بنات الشام” فتيات يواجهن بطش النظام بالإغاثة والتوعية
- التفاصيل
في ظل المعاناة الكبيرة للشعب السوري الذي يتعرض لأقسى الظروف والمعاناة, تبرز العمليات الإغاثية للحد من هذه المعاناة وتقديم ما يمكن تقديمه لدعم صمود الشعب في مواجهة نظام يمعن في إذلاله, ويمنع عنه حتى الدواء والاحتياجات البسيطة. تجمع “بنات الشام” مجموعة من صبايا سورية من جميع المحافظات يقدمن مساعداتهن وخدماتهن دون مقابل للسوريين في دمشق وريفها.
“بنات الشام” من هنّ؟!
تجمع “بنات الشام” يضم حوالي 80 فتاة سورية يقدمن خدماتهن الثورية والإغاثية والإعلامية والتوعوية, يتم التنسيق فيما بينهن عن طريق الاجتماعات لبعض أعضاء المجموعة أو عن طريق مجموعات موقع الفيسبوك السرية, يقدمن خدماتهن في دمشق وريفها.
أنشئ هذا التجمع بعد دمج تجمعي “حرائر دمشق” و”حرائر قاسيون” لتوحيد جهود العمل, لا يملكن الشهرة لأنهن يعملن بصمت دون هدف الظهور, فتقديم الإغاثة للمتضررين همهنّ الأول والحملات التوعوية للمرأة والطفل في هذه الأوضاع الصعبة يكون مهماً جداً.
بالتعاون مع رابطة المرأة السورية في السعودية ومع بعض السوريين المغتربين يقمن بأعمال الإغاثة في دمشق وريفها من حيث كفالات أيتام وكفالات أسر وتأمين سلل غذائية وآجارات للمنازل وطبابة, وبعض الاحتياجات الطارئة لبعض الأسر.
أطفال سوريا.. مأساة إنسانية مروعة
- التفاصيل
مازال نزيف الدم السوري يتواصل، ومازالت فصول المأساة الإنسانية الكبرى والكارثة البشرية المروعة تكتب على أرض سوريا الطاهرة، ولم يرتوِ بعد عطش عصابات بشار الأسد وزبانيته من دماء الشعب السوري الأعزل، وبينما يدخل الصراع الدامي بين الثورة وجيش ونظام بشار عامه الثالث، في ظل أوضاع إنسانية متفاقمة، بعد الدمار والخراب الذي حل بالبلاد، على يد عصابات الأسد، وبعد أن قتل عشرات الآلاف، وشرد الملايين داخل وخارج سوريا.
وفي قلب تلك المأساة الانسانية المروعة، يعيش أطفال سوريا، هؤلاء الصغار الأبرياء، يرون الموت بأعينهم، وتمر أمامهم مشاهد القتل والذبح والمجازر، وليت الأمر يقف عند ذلك؛ فمأساة أطفال سوريا أكبر من ذلك بكثير؛ فالآلاف منهم فقدوا أرواحهم دون ذنب، على يد قوات الأسد وعصاباته، وفقد معظمهم ذويهم وآباءهم وأقاربهم في ذلك العدوان الظالم من النظام الغاشم، وفي هذا الخراب والضياع، فقد الأطفال أسرهم وضاعت بيوتهم وفقدوا الأمن والأمان، وقاسوا الرعب والتشرد، وتقطعت بهم السبل داخل سوريا وخارجها في مخيمات اللاجئين، وفقد الأطفال مدارسهم ومستقبلهم التعليمي، كما فقدوا صحتهم وانتشرت بينهم الأمراض الجسدية والنفسية، وعانوا من قلة الغذاء والدواء والكساء، وعاشوا ومازالو في ظروف غير إنسانية، وصلت إلى العيش في مغارات الجبال، ولم تقتصر معاناة الأطفال على ما سبق فقط، فقد تم استغلالهم وتجنيدهم في الصراع الدموي الدائر في سوريا، بل وتم استخدامهم كدروع بشرية، في أتون القتال المشتعل هناك، وتعرض الكثير منهم للقتل والاختطاف والاغتصاب، ولم يرحم براءتهم أحد، وحاول بعض المتاجرين بالثورة وبمعاناة السوريين أن يستغل مأساة الاطفال، ويجمع تبرعات بالغش والتدليس لهم، وفي ظل تواصل تلك المأساة الإنسانية المروعة، ترفع المنظمات الدولية المعنية بالأطفال النداء من أجل مساعدة أطفال سوريا ودعمهم بكافة أشكال الدعم، وأبرزها مالي، لإنقاذ أجيال سوريا القادمة من الضياع.
منظمة إنسانية تناشد الأمم المتحدة أن تنقذ أطفال سوريا
- التفاصيل
ناشدت منظمة (انقذوا الأطفال) أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يفعلوا المزيد من أجل أطفال سوريا، وقالت إن مليوني طفل سوري تقريبا بحاجة للمساعدة، بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ عامين.
وانقسم مجلس الأمن على نفسه منذ تفجر الصراع إذ تستخدم روسيا الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد ومعها الصين حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي إدانة لحكومة الأسد أو محاولة لفرض عقوبات عليها.
في الطفولة السورية المغيّبة
- التفاصيل
محمد زهير كردية *
ذهبت وإحدى الصديقات اللواتي يعملن في مجال الإغاثة الى مزرعة مخصصة لتربية الدواجن في ريف مدينتي، سلمية، ذلك أن هناك من أخبرني أن فيها عائلة نزحت من الخالدية في مدينة حمص. وبعد تجاوز حواجز عدة لجيش الأسد وميليشياته، وعند وصولنا الى المزرعة كانت رائحة الفحم الحجري وبراز الدجاج والعلف المتعفن تفوح في كل مكان. استقبلتنا فتاة تقارب الثانية عشرة من العمر وقالت: «أهلا وسهلاً، هل انتم من جاء لتقديم المساعدة؟».
فوجئنا قليلاً قبل ان نسألها عن والدها الذي خرج الينا ودعانا للدخول الى الغرفة التي يقطن فيها هو وزوجته وزوجة ابنه المفقود ومعهم اربعة اطفال. كانت الغرفة عبارة عن اربعة جدران من دون اي كساء داخلي ولها شباكان من النايلون وباب من الخشب المهترئ. أما السقف فهو عبارة عن ألواح من الصفيح. كانت رائحة الرطوبة والعفونة مضافة الى روائح مزرعة الدجاج تملأ أجواء الغرفة. جلسنا على البطانيات المفروشة على الارض وتبادلنا الاحاديث والاسئلة.
ممرضة هجرت نظامًا حرمها شقيقها ووالدتها فوصفتها زميلتها بـ”الإرهابية”
- التفاصيل
من ممرضة في مستشفى عسكري في اللاذقية إلى معالجة المصابين من الثوار، نقلة كبرى في حياة أم عبد التي قتل النظام السوري شقيقها وأمها، فقررت الانتقال إلى الضفة الأخرى، وأسفت عندما وصفتها زميلة سابقة لها بـ”إرهابية” فلم تكن تتوقع منها ذلك.
دمشق: كانت أم عبد حتى الأمس القريب ممرّضة في المستشفى العسكري في اللاذقية شمال غرب سوريا، وعندما حصدت عمليات القصف، التي شنها الجيش النظامي، شقيقها ووالدتها، تخلت عن وظيفتها، وانصرفت إلى معالجة المصابين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين.
قالت هذه المرأة، التي تبلغ السابعة والعشرين من عمرها، والتي يحوط وجهها حجاب أسود يتدلى على عباءتها السوداء الطويلة، “كيف أستطيع الاستمرار في معالجة الجنود الذين قتلوا والدتي وشقيقي؟”.
وفي مستشفى ميداني في منطقة جبل الأكراد المتمردة في شمال اللاذقية – منطقة الرئيس بشار الأسد -، باتت تعالج المقاتلين وعددًا كبيرًا من المدنيين المصابين أو الذين تسمموا جراء مواد غذائية فاسدة أو مياه ملوثة. ويقع المستشفى في قرية سلمى، التي كانت مصيفًا رائعًا، بات هدفًا لعمليات القصف الكثيف واليومي للجيش النظامي.