ياسر الخطيب
لقد سطر التاريخ اسم الخنساء بأحرف من نور في الباب الأول من كتاب المجد، ولو قدر أن يكشف له المستور أو أن يطلع على شيء من الغيب، لحجز الصفحات الأولى لخنساوات الزمان... لنساء سورية، ممن يقَدمن أبناءهن قرابين على مذبحِ الحرية في سبيلِ الله, ولا يتوانين عن أن يجدنَ بأرواحهن بعد ذلك, ليضربن أروع الأمثلة في التضحية والفداء...
سيري إلى المجد يا أختاه واعتصمي بالله، لا ترتجي عوداً لمعتصمِ.. لقد كنا نظن أنّ نساءَ سوريا يعانين البطالة والعطالة عن
العمل،، ولكننا اكتشفنا أنهن منهمكات بعملٍ صناعي متقنٍ أيما إتقان!! إنهن يصنعن التاريخ أيها ا لسا د ة . .

د. محمود نديم نحاس
المآذن ليست من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنها صارت تراثاً إسلامياً عندما كبرت المدن وصار من الضروري أن يقف المؤذن على مرتفع ليصل صوته إلى أبعد مدى ممكن في زمن لم تتوفر فيه مكبّرات الصوت، وحتى مكبّرات الصوت اليوم فهي توضع عالياً ليصل صوتها إلى بعيد في زمن الضجيج أو التلوث الصوتي للبيئة، رغم أن الضجيج علامة على الحياة، في حين قد يكون السكون مؤشراً على الموت.
وعلى مدى التاريخ وفي كل البلدان كانت المآذن مما اعتنى به بناة المساجد، فصارت المآذن معالم تاريخية وأثرية في غاية الأهمية دالّة على حضارات الشعوب، وسِمات الأمم، ومحددة لهوياتها.
لم يكن غريباً أن يحزن الناس على مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب التي تم تدميرها قبل حوالي عشرة أيام. فقد كانت مَعْلَما رائعا من معالم الحضارة الإسلامية والهندسة المعمارية وفنونها. وقد سبق ذلك إحراق المسجد ومكتبته التاريخية التي تضم العديد من المخطوطات القديمة، رغم أن المسجد الأموي، الذي شيّده الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك سنة 96 هجرية (716م)، يُعَد ضمن الإرث الحضاري العالمي لمنظمة اليونسكو.


وائل بن إبراهيم بركات
تحدثنا في الحلقة السابقة عن الجزء الأول من الموضوع، وهو المبشرات التي تحتاجها الثورة لتحقق النصر والتمكين بإذن الله تعالى، واليوم نكمل حول قواعد وأسس الثورة المباركة.
ثانيا: قواعد وأسس:
قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (التوبة: 109).
إن ما تلقاه الثورة في سورية وهي جزء من بلاد الشام، يعود إلى أهميتها الدينية والجغرافية فهي مهاجر المؤمنين ، وخير بلاد الإسلام ، وبها الطائفة المنصورة التي تقوم بأمر الله وتقاتل في سبيله ، وهي عقر المؤمنين عند الفتن، ولا يبعد عنها إلا خطوات ذلك المسجد الأقصى الحزين.
إن مستقبل الثورة في سورية مشرق بإذن الله، فالمستقبل بيد الله، ولكن فقه الواقع يعلمنا أن نجاحها ليس مفروشا بالأزهار والورد، بل هو مفروش بالأشواك والآلام والدماء، مما يتطلب من الثورة، أن تبذل جهدا مضاعفا وصبرا جميلا، وأن تكون على وعى سياسي فائق، ووعى فكرى متعمق، منتبهة إلى ما يحاك حولها من مؤامرات ومؤتمرات؛ ليتحكموا بها وفق مصالحهم وسياساتهم في المنطقة، ولأهمية ومكانة الثورة في العالم، فهي بحاجة ماسة إلى قواعد وأسس تسير نحو النصر والتمكين بإذن الله

سوريا المستقبل
أصدر اتحاد تنسيقيات الثورة بياناً تفصيلياً بما توفر من معلومات حول المجازر التي ارتكبتها عناصر موالون لنظام الأسد في بانياس والبيضة وقرى حولهما.
وأوضح في بيانه أنه بعد فترة هدوء امتدت لمدة تقارب السنتين ضمن اتفاق غير مكتوب على استمرار الهدوء في مناطق التوتر الطائفي تحت بند الحفاظ على السلم الأهلي، بدأت قوات النظام حملة على الأحياء الجنوبية لبانياس هي الأعنف في الساحل منذ بداية الثورة السورية.
وف صبيحة يوم 2-5-2013 وبحدود الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي للمدينة عادت قرية البيضا إلى واجهة الأحداث مع بدء توارد أنباء عن اشتباكات في البلدة التي تبعد عن بانياس نحو10 كم جنوباً، التي اكتسبت شهرة خاصة بها كإحدى أهم المراحل في بداية الثورة، إذ شهدت الساحة نفسها التي أهان الشبيحة والأمن أبناء البيضة فيها واحدة من أبشع المجازر بحق السوريين، بعد تطويق قوات الأمن والشبيحة وقصف عشوائي لعدة ساعات تبعها اقتحام للقرية الصغيرة ذات ال 6000 آلاف نسمة.
وتشير تقديرات الناجين إلى اشتراك الآلاف من مقاتلي ما يسمى اللجان الشعبية وجيش المقاومة الوطنية ومعهم شباب من القرى العلوية المجاورة بالإضافة إلى أشخاص يتكلمون اللهجة اللبنانية.

بكر البعداني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى صحبه ومَن والاه، أما بعد:
فإن إخواننا في سوريا يعيشون محنة عظيمة، تربو في أيامها هذه على السنتين، بل وتقارب الثالثة، والأنظارُ إليها وإلى أحداثها متطلِّعة، والأبصارُ إليها شاخصة، والنفوسُ من هولها واجمة، والقلوبُ من مغبَّتِها واجفة.
الكل يتساءل حول أحداث السيناريو وكيف ستجري؟ وما هو المشهد النهائي الذي ستنتهي به هذه المحنة؟! ومَن هم أبطال هذا العمل؟ وكيف ستكون نهايةُ الكافر الأفَّاك الأثيم وأتباعه وأعوانه، وإلى عدد المشاهد اللازمة له؟ إلى غير ذلك من التساؤلات.
مع تضارب الآراء، واختلاف التحليلات السياسية من هنا وهناك، والمسارعة إلى التدليل عليها من نُتَف الواقع المتناثرة يمنةً ويسرة، وكلٌّ يحاول أن يُدلِي بدَلْوِه، مع أنه يرتقي الصعب والذَّلول، ويتعسَّف في التدليل عليه وضم التعليق والشقشقة إليه، وهذا آخر ما يحتاج إليه إخواننا من أحرار الشام، إلا أننا في خضم هذا كله على يقين لا يخالطه شك، ولا يعتريه لبس، أن النصرة للمؤمنين، و﴿ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49]: العاقبة في الدنيا؛ بالنصر والتمكين، وهذا وعد الله - عز وجل - والله - عز وجل - لا يُخلِف وعدَه، والعاقبة في الآخرة؛ بالجنة والنعيم والقرب من الملك العليم - عز وجل - كما أننا نعلم بأن المحنة يعقبها منحة، والألم يعقبه أمل.

JoomShaper