دمشق: وقائع يومية في مدينة متغيّرة على وقع الحرب والنزوح
- التفاصيل
الكهرباءُ منقطعةٌ منذ ساعات، الجوّ بارد جداً، نجتمع حول مدفأة تعمل للمرة الأولى في أواخر هذا الشتاء (لقد تمّ تأمين المازوت بصعوبة منذ أيامٍ قليلة)، نتحدث عن الخبز واستحالة الحصول عليه، وفي الخلفية أصواتٌ لراجمات الصواريخ والمدافع تقصف مناطق قريبة.
أهلاً بك في دمشق.
بدأت رحلتي إلى دمشق في بداية شهر شباط (فبراير) من العام الحالي، بحثاً عن الحقيقة وعن ذاتي في قلب النار والموت. وصلت إلى المدينة بعد أن اجتزت طريقاً وعراً محفوفاً بالمخاطر مشياً على الأقدام في كثيرٍ من الأحيان. انتقلت خلال هذه الرحلة بين مناطق في قلب العاصمة يسيطر عليها النظام السوري وبين مناطق أخرى يسيطر عليها الجيش الحر في ريف دمشق وغوطتها، عشت في الكثير من البيوت نظراً لرغبتي في معرفة تفاصيل أكثر وبهدف التخفي عن أعين جواسيس الأفرع الأمنية.
"فُسطاطُ المسلمين يوم المَلْحمة بالغُوطة إلى جانب مدينةٍ يُقال لها: دمشق من خير مدائن الشام
- التفاصيل
هو حديث صحيح، أخرجه الإمام أحمد في المسند (21725)، والإمام أبو داود في سُنَنه (4298)، في كتاب الملاحم منها، والحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق 1: 103 و104، عن الصحابي الجليل - نزيلِ دمشق - أبي الدَّرْداء رضي الله عنه.
وقد صحّحه الحاكم في «المستدرك» 4: 486 وفي لفظه:... دمشق خيرُ منازل المسلمين يومئذ، ووافقه الإمامُ الذهبيّ، وكذلك كثير من أهل العلم المتقدِّمين والمعاصرين.
ضبط بعض الكلمات ومعانيها
فُسطاط: بضمّ الفاء، هو مكان احتشاد المجاهدين.
الغُوطة: بضمّ الغين، اسم لمنطقة قريبة من دمشق تَكْثر فيها البساتين والمياه.
المَلْحمة: الحرب والقتال وجَمْعُها ملاحم.
الهيئة السورية للتربية والتعليم (عِلْم)
- التفاصيل
مع استمرار أزمة الشعب السوري وتعطل معظم مناحي الحياة، ومواصلة قصف المنازل والمدارس من الجو، وتهدّم البنية التحتية، وهجرة حوالي ربع السكان من بيوتهم إلى العراء في الداخل أو إلى المخيمات في الخارج، وأكثرهم أطفال في سن الدراسة، فقد تنادى عدد من السوريين المخلصين إلى تأسيس هيئة تُعنى بتربية وتعليم أبناء وبنات المهجّرين، فشارك في تأسيسها عدد غير قليل من مؤسسات المجتمع المدني السوري، إضافة إلى عدد من الأفراد المستقلين، وتم تسجيلها في تركيا كمؤسسة خيرية وقفية غير ربحية مهتمة بالتربية والتعليم، وحصلت على اعتراف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كمؤسسة تعليمية للسوريين. ويصادف هذا اليوم السبت – العشرون من شهر نيسان/إبريل 2013م - إشهارها رسمياً في رحاب الأزهر الشريف في القاهرة في جمهورية مصر العربية، لتكون الجهة المعترَف بها المسؤولة عن التربية والتعليم لأولاد السوريين الذين فقدوا مدارسهم وهُجّروا من ديارهم. ويشارك في حفل التعريف بها عدد من المسؤولين العرب، إضافة إلى مئات الضيوف والمدعوين من أكاديميين ومتخصصين وخبراء وعلماء ورجال أعمال وفنانين، وفي الغد سيتم عقد عدد من ورش العمل في مركز المؤتمرات بجامعة القاهرة لدراسة واقع ومستقبل التعليم في سورية ليصدر عنها ميثاق التعليم السوري.
في ظِلالِ ثَورةِ الحرّية: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ
- التفاصيل
الإيمان نعمة يهبها الله سبحانه وتعالى لمن يريد من خَلْقه، ومن غير الإيمان لا معنى لهذه الحياة، ولا معنى لحياة الإنسان.. هذا الإنسان الذي إذا أشرق سنا الإيمان في قلبه، وبلغ من أغوار نفسه مداها، وتدفّق بقوّةٍ من جوانحه ووجدانه.. فإنه سيجعل منه مخلوقاً حياً يقظاً قوياً، لا تهزّه الأعاصير، ولا تخيفه قوى الدنيا كلها، وتتفجّر طاقاته المكنونة في نفسه.. فيحقق عمارة الأرض على أسسٍ أخلاقيةٍ قويمة، ويبني الحضارة الراقية التي كل شيءٍ فيها يسبّح بحمد ربه!..
الإيمان نعمة من الله عز وجل، تَلِجُ إلى العقل، وتهزّ القلب، وتوجّه الإرادة.. فتتحرّك الجوارح للعمل بلا تردّدٍ ولا ضَعف، فينجز الإنسان المؤمن الحق، ما لا يمكن أن ينجزَه أي إنسانٍ آخر لم يتمكّن الإيمان منه، وأي وهنٍ أو ضعفٍ أو تردّدٍ في إيمان المسلم، سيجعله عرضةً لمرض النفاق، فما أشقاه عندئذٍ، وما أتعسه!..
* * *
المنافقون!.. صنف وضيع من الناس، يتغلغلون في صفوف المؤمنين، ويتّخذون لأنفسهم أقنعةً متعددة، ويسعون إلى تفتيت الصف الإسلاميّ من الداخل، بكل ما أوتوا من مكرٍ ودهاء، أولئك العيون الضّالة، عيون الكفار والأعداء على المسلمين.. مفسدون خطِرون على الأوطان والأرواح والخطط.. هؤلاء أخطر أهل الأرض على الإسلام وأهله وجنده!.. ماذا قال الله عز وجل عنهم في محكم التنـزيل؟!..
مبشرات وقواعد للثورة السورية (1ـ2)
- التفاصيل
إن مستقبل الثورة في سورية إلى خير.. وهذا التآمر الكبير من العالم كله شرقه وغربه ما هو دليل إلا على خيرية هذه الثورة المباركة. وقد حفظ الله بلاد الشام وتكفل بها.. وهذه الثورة بحاجة إلى: مبشرات وأسس وقواعد تسير عليها في طريقها لتحقق الأمل المنشود والنصر والتمكين بإذن الله تعالى.
أولا : المبشرات:
إننا مأمورون من رب العباد ومن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بزراعة الأمل في دروب الألم، وأن نبشر الناس رغم الجراح.. "بشّر هذه الأمة بالسّناء والتمكين في البلاد والنصر والرفعة في الدين، ومن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة نصيب".([1])
إن ربط الثورة السورية بالمبشرات هو أصل البناء لمستقبل سورية، فالثوار ينتظرون مشيئة الله بتسليم واطمئنان، يقول الله تعالى قاصّاً قول نبيه موسى عليه السلام لبني إسرائيل: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف: 128).
لقد جاء بعض الصحابة يشتكون من أذى قريش، واضطهادهم ، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن بشرهم بنظرة مستقبلية مشرقة، جاؤوا إليه يطلبون منه حلا أو دعاء ولكنه صلى الله عليه وسلم أخذ بأيديهم إلى أفق واسع، لم يكن يدور في بالهم وتفكيرهم، جاء من حديث خَبَّابِ بن الأرت رضي الله عنه قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا : أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو لَنَا، فَقَالَ: "قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ" ([2])
وعندما يعيش الإنسان في ظل هذا الأفق الواسع، يجعله يتأمل حقيقة نفسه، فيعيش في واحة الأمل والتفاؤل، ناظرا لمستقبله برؤية واقعية، مستندا على كتاب الله وسنة رسوله في بناء حياته. وبالتالي يتعامل مع أي مشكلة تواجهه وفق هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.