حين تقطر الأحرف دما
- التفاصيل
كتبت عنوان هذه المقالة هكذا: حين تعتصر الكلمات ألمًا، ثم مسحتها؛ لأن أحرفها نزفت دمًا غزيرًا على ما جرى في البيضا وبانياس وجديدة عرطوس وحمص وحماة ودرعا ودوما، وجميع أنحاء سوريا، ولن يحتاج أحد في زمننا هذا إلى أن يُشرح له حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن» ، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».
عليه فقط لفهم هذا الحديث، والاستغناء عن المطولات في شرحه: أن ينظر إلى المذابح السورية بإزاء نظرة إلى واقع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ فإخوانهم يُذبحون ويعذبون وتغتصب نساؤهم، وينحر أطفالهم، وفضائياتهم ترقص وتغني، وملاعبهم تمتلئ بالمشجعين، وتعج بأهازيجهم، واستراحاتهم وبراريهم مملوءة بالمتنزهين، ولم يتغير شيء من واقع حياتهم. وحتى نكون صادقين مع أنفسنا فلينظر كل واحد منا ماذا تغير فيه وهو يرى المذابح كل يوم، ويسمع الاستغاثات كل ساعة؟! سوى أن إحساسه يموت شيئًا شيئًا، وحماسه لإخوانه يذبل كل يوم، وينصرف إلى همومه الدنية، وينسى فروض الإخوة الإيمانية، وينتظر دوره في المذابح الباطنية الصليبية.
ماذا عسى الواحد منّا أن يلقى الله تعالى به وهو يعلم أن أمنية الطفل السوري قد باتت تنحصر في أن يُرمى برصاصة في رأسه تستخرج روحه بسرعة ليفارق هذا العذاب الشديد، أو ينحر بسكين حادة حتى لا يطول عذابه، وقد قالها طفل سوري لجلاده: مشان الله عمو سن السكين مشان ما أتعذب كما تعذب أخي.
الثورة السورية.. وحملات التشويه العربية!
- التفاصيل
هناك نوع ناعم من الثورة المضادة للثورة السورية، يتحرك بوعي وإصرار شديدين في العديد من البلاد العربية، ويصادم إرادة الشعب السوري في التحرر من الظلم، وذلك بمحاولة تجميل صورة الشبيحة الذين يقتلون العزل من الأطفال والنساء والشيوخ، ويحطمون مآذن المساجد، ويتلفون الزروع والضروع!
هذه الثورة المضادة يقودها إعلاميون ومثقفون من بقايا الأنظمة الهالكة في مصر وتونس وليبيا، بتكريس صورة سلبية عن المجاهدين، ووصفهم بالإرهابيين، وأنهم من يقومون بعمليات القتل المنظمة، ليس هذا فحسب، بل ويتهمونهم بالتنسيق مع حزب الله لإسقاط النظام السوري، وبسط التشيع في المنطقة العربية!
ولأن كانت الثورات العربية في دول الربيع العربي واجهت الدولة العميقة في داخلها، كل بلد بحسب ظروفه، وحسب طبيعته السياسية، فإن الشعب السوري يواجه ـ إضافة للنظام الحالي ـ كل الدول العميقة في هذه البلاد، التي تسعى لفرض طوق من الحماية للنظام السوري المتجبر، وذلك ببث صور مغلوطة عن الثورة والثوار، واتهامهم في أعراضهم بترويج فكرة زواج المتعة وغيرها من طرق الزواج المنتشرة عند الروافض، بدعوى أنها منتشرة بين الثوار السوريين!!
إلى النازفين في سوريا ... ثبت الأجر وقرب النصر
- التفاصيل
كل يوم يحمل لنا أشكالا من العذاب لإخواننا وأحبابنا في سوريا , كل يوم يحمل مقطعا فيلميا أو خبرا أو صورة أو حتى حكاية الناس , كل ذلك ينزف أمام عيني يوميا بشكل يدميني أنا ايضا ..
إن النزف صار علامة علينا جميعا , في أيام صار نزف الأطفال والنساء كأنه ماء زلال عند الساسة المسلمين الذين لايحركون ساكنا , وعند الغرب الذين لو رأوا نزفهم " بترولا " لا دما , لكانت حركاتهم أكثر اهتماما واشد تأثيرا أضعافا مضاعفة !!
ألوان من العذاب يتجرعها المسلمون في سوريا لم يسبق أن رايناها , فقط كنا نسمع عن أمثالها في روايات تعذيب الاصحاب في رمضاء مكة على يد مشركي مكة , بل إن مشركي مكة ما قتلوا عشرات الآلاف كما فعل هؤلاء !
هذه الحال , مع تزايد الدعم الخارجي لجيش شبيحة بشار قد تلقي في قلوب الصالحين الوهن , قد يستثقلون الزمن , قد ينوؤون بالحمل الثقيل ..
من أجل ذلك أردت أن أذكرهم بأن الله سبحانه حي لايموت , وبأن الحياة الآخرة هي الحياة الحقة , وبأن الدنيا زائلة لامحالة عن قريب جدا , وبأن وعد الله سبحانه متحقق ولاشك , فقط نري الله منا عزيمة القلوب , وثبات النفوس , وسلامة الصدور إيمانا به سبحانه وتوكلا عليه وصدقا معه عز وجل
أنا السوريُّ لا تعجب
- التفاصيل
أنا السوريُّ لا تعجب...
وقبل الحرفِ أن يُكتب ...
حروفي كانت المذهب
أُعلّمُهم بحفرِ الصخرِ
كيف الشمسُ أن تُكتب!!!
وكيف تُعبَّر الأقمار والأنهار.... والمجداف ... والمركب
وكيف الفجر يبتسم... وكيف الصبح يرتسم
وكيف الطفل أن يلعب
وكيف البلبل الصدّاح ...
بكلّ صباح...
يغنّي: شآآآآآآم
في تغريده الرنّام ...
لا ينسى... ولا يتعب
أنا السوري ... لا تعجب
بلادي مهد أمجاد...وآيات... كرامات ... فلا تعجب
أنا التاريخ ... قبلي لم يكن تاريخ... لا قلم... ولا قرطاس...
ذات طـفـــــولـــة
- التفاصيل
أمتـــار قليلـــة ويصـــل، ضغـــط علـــى جرحـــه،
هـــا هـــو مدخـــل البيـــت، علـــب التـــي كانـــت
الســـمن والحليـــب القديمـــة
ممتلئـــة بشـــتلات الريحـــان والقرنفـــل
مـــن أساســـيا
والفـــل، التـــي شـــكلت جانبـــا
(زريعـــة) المدخـــل، لـــم تعـــد موجـــودة،
نتيجـــة قذيفـــة ســـقطت قبـــل أســـبوعين،
قـــال أبـــوه حينئـــذ إنهـــم لـــن يغـــادروا
المنـــزل حتـــى لـــو هدمــــــــــوه فـــوق
رؤوســـهم.. خطواتـــه بـــدأت تتثاقـــل، اتـــكأ
علـــى الحائـــط، شـــعر بـــأن حلقـــه قـــد، أمســـك ربطـــة الخبـــز،