عقيلة عائشة بن طويلة /يقظة فكر
العالم مسكونٌ بروح الإنسان منذ  الأزل، هذه الرّوح الممتدّة لأبعاد الكون والمتصلة ابتداءً بالوعي الجمعيّ للصنف البشريّ في سبيل تكوين عالم تتمحور أسسه في بقاء هذه الرّوح تُتوَارث جيلًا عن جيل بما يمكنه أن يقود الحِمل البشريّ والذاكرة الإنسانيّة نحو رؤية مستقبليّة للأرض كوطن والإنسان ككيان.
ولمّا ارتبط الإنسان بذاته وتعامل مع غيره، تميّز بقدرته في الجمع بين المتناقضات، وبالتالي كان وجوده محكومًا بمقياس الخير والشرّ اللذان لطالما كانا في صراعٍ دائمٍ ومستمر ابتداءً من “قابيل وهابيل” إلى “داحس والغبراء” ومن ثمّ  “الحربين العالميتين” إلى غاية يومنا هذا. صراعٌ لا ينفكّ أن يطال البشريّة جمعاء ويدخلها في دوّامة من الشقاء والبؤس اللا متناهي. ويتجسّد ذلك في استعمار الغريزة (1) البشريّة على الإنسان ككائنٍ واعٍ ومخلوقٍ عاقل، ولعّل أبرز ميادين هذا الصراع وساحاته، “السيّاسة” التي اعتبرها بورخيس النشاط الإنسانيّ الأكثر حقارة.

لفضيلة الشيخ "محمد بن إسماعيل المقدم"
لها أون لاين
كتاب "هُوِيّتُنا أَو الهِاويَة
قضية الهوية الإسلامية للأمة هي من المسلمات التي لا تحتاج إلى كثير من البراهين والدلائل، فقد ظلت الأمة على مدار القرون متمسكة بهذه الهوية تنصرها وتدافع عنها، لكن في القرن الماضي ومع بداية الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي سعى المحتل لطمس هذه الهوية، واستبدالها بهويات أخرى، إدراكا منه أن مصدر قوة الأمة الإسلامية هو في عقيدتها وشريعتها؛ لذلك فقد استخدم حيل شتى لتنحية هذه العقيدة جانبا من حياة المسلمين.
وعلى الرغم من إخفاقه في هذه المهمة وخروجه من بلاد المسلمين مدحورا مهزوما، إلى أن هناك بعضا من شذاذ الآفاق من أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا تأثروا بدعايته، وظلوا على عهدهم له بعضهم بحسن نية، وأكثرهم بسوء نية لتقاطع مصالحهم مع مصالح عدو الأمة.. والكتاب الذي بين أيدينا "هُوِيّتُنا أَو الهِاويَةُ" لفضيلة الشيخ الدكتور "محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم" هو من الكتب المهمة التي ترد على هذه الشرذمة، مؤكدا أنه لا بديل عن الإسلام هوية لأمتنا.

أسلمة بريطانيا: أرقام قياسية
تضاعف عدد البريطانيين الذين دخلوا في الدين الاسلامي خلال السنوات العشر الماضية، لماذا؟ وللتحقق من هذا الأمر قام كل من جيروم تايلور وسارة مورسون باعداد التقرير الضافي التالي:
جاء في مستهل التقرير ان اعداد البريطانيين الذين اختاروا ان يصبحوا مسلمين قد تضاعفت خلال العقد الماضي حسب احدى أكثر المحاولات شمولا لتقدير عدد الاشخاص الذين اعتنقوا الاسلام.
ففي أعقاب الانتشار العالمي لعنف قام به مسلمون، واجه المسلمون البريطانيون تدقيقا أكثر تجاههم واصبحوا تحت دائرة الضوء كما تعرضوا للانتقادات والتحليل أكثر مما تعرضت له اي مجتمعات دينية أخرى. وبالرغم من ذلك وبالرغم من الصورة السلبية للاسلام فان الآلاف من البريطانيين اصبحوا يعتنقون الإسلام كل عام.
وظل تقدير اعداد معتنقي الاسلام من سكان بريطانيا امراً عسيراً دائماً لان قاعدة معلومات التعداد السكاني لا تفرق بين ما اذا كان الشخص المتدين قد تحول الى دين آخر ام انه ولد بذلك الدين؟ وقد كانت التقديرات السابقة قد وضعت اعداد الذين تحولوا الى الدين الاسلامي في المملكة المتحدة بما يتراوح بين (14.00) و(25.000) شخص.. بيد ان دراسة جديدة اجراها مركز أبحاث العقائد المسمى (شؤون العقائد) تقول إن العدد الحقيقي قد يكون بلغ (100.000) شخص. ويتحول حوالي (500) شخص في المملكة المتحدة الى الاسلام كل عام.



محمد رجب البيومي
ظهرت بحوث شتى عن الحضارة الإسلامية، كتبها أناس يكتبون للإسلام بغضاً متأجج اللهيب، وقد كان جهدهم مضاعفاً في هذا الطريق، لأن الحقائق الواضحة الناطقة بفضل الإسلام على الحضارة الإنسانية ذات معالم بارزة، لا تخفى على الدارس، ومحاولة إنكارها تتطلب جهداً شاقاً في التبرير والتحليل وطمس الحقائق، وهذا ما قام به نفر من أدعياء البحث تغلفهم أحقاد لا يستطيعون الخلاص من تأثيرها، وقد حاول المنصفون في البحاث شرقاً وغرباً أن يقروا الحق في نصابه، فأتوا بما يدحض الباطل من آراء مخلصة كانت موضع ارتياح المحققين.
وفي هؤلاء المنصفين من لا ينتمي إلى الإسلام، بل فيهم من ينكر الأديان قاطبة، ولكن إخلاصه للبحث التاريخي دفعه إلى إنصاف الحضارة الإسلامية، فكتب صحفاً بيضاء تنطق بمآثر الحضارة الإسلامية حين أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، وكان علينا أن نترجم كل ما قاله هذا النفر المخلص، وفي طليعتهم الباحث الاجتماعي الكبير “جوستاف لوبون” في كتابه عن حضارة العرب، فقد جلى من الحقائق الباهرة ما يعد مفخرة كبرى للحضارة الإسلامية حين حملت مشعل النور في عالم الظلام.

عبد الرحمن بن علي إسماعيل
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول  الله، وبعد:من مظاهر التدهور الاجتماعي الذي وصل إليه العالم -في ظل الحضارة الغربية التي أهملت تعاليم الأنبياء والمرسلين، وأخذت بآراء الرجال-  مظاهر عديدة منها:
الانتحار:
انتشار جريمة الانتحار وإقدام الرجال والنساء على قتل أنفسهم بشكل مخيف ونسبة كبيرة، وفي عدد من دول العالم الكبرى، بينما تكاد هذه الظاهرة أن تكون معدومة في بلاد الإسلام والمسلمين.
ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة، من أبرزها -بعد فقد الإيمان بالله عز وجل- حالة القلق والضيق، والخوف الذي يجده الإنسان في الغرب والبطالة والإدمان على المسكرات، وحالة الضياع والجهل بالهدف الذي خلق من أجله، وفقدان السكينة والراحة والطمأنينة التي فقدها المجتمع الغربي، بعد خروج المرأة إلى العمل، وتفكك المجتمع، وعدم وجود المرأة الصالحة، والرجل الأمين الذي يقف بجانبها لمواجهة أعباء الحياة.

JoomShaper