أبي ... هل تكرهني ؟! (1)
- التفاصيل
يسىء كثير من الآباء تعبيرهم عن مشاعرهم لأبنائهم إساءة بالغة تغلف سلوكياتهم تجاه أبنائهم بالقسوة والشدة والجفاء , ويبنون جدرا عالية بينهم وبين أبنائهم , تجعل سؤالا يتكرر على أذهان الأبناء يوميا يقول : أبي .. هل تكرهني ؟!
وقد كتبت كثير من المقالات والدراسات حول أسباب كراهية الأبناء لبعض الآباء , لكنني ههنا أتساءل سؤالا آخر , وهو حول مشاعر الإبن تجاه سلوكيات أبيه التي لا يستطيع فهمها , والتساؤل الدائر في قلوب بعض الابناء الذين يغلب عليهم طيبة القلب والرغبة في القرب إلى الوالدين لكنهم لايجدون إلى ذلك سبيلا
بالطبع فإن الآباء لا يكرهون أبناءهم , بل إن الابناء هم الأغلى والأحب من الدنيا في عيون الآباء وقلوبهم , مهما كان الاب صلبا ومهما كانت طبيعته جافة , إلا ما كان من شخصيات استثنائية تعاني من أمراض نفسية أو عقلية أو مثاله .
إذن , فماذا يحصل كي تطلع علينا مراكز أبحاث الأسرة في مختلف أنحاء العالم بدراسات تقول إن ثمة نسبة كبيرة من الابناء يشعرون بأن آباءهم يكرهونهم ؟! وبأن هناك نسبة كبيرة ايضا يرون ن علاقاتهم بآبائهم متوترة ونسبة أخرى يصفون تلك العلاقة بالفاشلة ؟!
الزوجة العنيدة.. وما أدراك ما العنيدة!
- التفاصيل
عناد الزوجة وتشبثها برأيها وإصرارها الدائم على مخالفة الزوج في كل صغيرة وكبيرة وعدم تلبية رغباته وتنفيذ أوامره، أمورٌ من شأنها تكدير وتعكير صفو الحياة الزوجية وجعلها أشبه بمصارعة شرسة طاحنة،
الغلبة فيها للقوي الأكثر قدرة على الصد والدفاع، والهزيمة فيها للطرف الضعيف المستكين المستسلم لجبروت وقهر الطرف الأقوى!..
قد يكون عِناد الزوجة طبعًا فيها، أو سمة من سماتها الشخصية أو لشعورها بالنقص، نتيجة تربية ونشأة خاطئة في كنف أسرتها التي أساءت معاملتها ولم تقدرها وتحترمها، ولم تمنحها الثقة بالنفس والشعور بالذات.
وقد يكون سبب عناد الزوجة هو تقليدها لسلوك أمها العنيدة مع أبيها، فالمرأة التي ترعرعت ونشأت في بيت تقوده وتسيطر على كل مقاليده أم متسلطة وأب ضعيف الشخصية يؤمر فيطيع، ولا يكاد يُسمَع له صوت، تحاول أن تحذو نفس الحذو مع زوجها.. وغالبًا ما تختار زوجًا ضعيفا حتى يسهل عليها قيادته والتحكم فيه كيفما ووقتما شاءت!..
رائعــة .. لَـوْلا
- التفاصيل
استيقظت فزعة كمن لدغتها أفعى,هرعت إلى غرف الأبناء وبدأت بنزع الأغطية عن وجوههم بعنف قائلة: استيقظوا سوف تتأخرون عن موعد المدرسة ,سيفوتكم "الباص"....
توجهت إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار فأحدثت جلبة كافية لإيقاظ سكان العمارة والشقق المجاورة..
رفع سعيد الغطاء عن وجهه قائلا: زوجة رائعة لولا الجلبة التي تحدثها كل صباح..
الأبناء: أم رائعة لولا الرعب التي تبثه في قلوبنا كل صباح...
الجيران: جارة رائعة لولا إصرارها على إيقاظنا على معزوفة أواني المطبخ كل صباح..
إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.
وشريكة لا تدري!
- التفاصيل
تنظر إليه وهو ممدّد على فراش الموت.. تتآكلها الحسرة ويجتاحها الألم.. دخل غيبوبةً بعد حادث قدَّره الله جلّ وعلا ولمّا يكمل الخامسة والأربعين.. لم يترك الأطباء فسحة للأمل ترتع فيها إلاّ أن تحدث معجزةٌ تُوقِفُ نزيف دماغه ويستعيد الوعي.. تنظر إليه ويتغشّاها الحزن والخوف معاً.. ثم تنظر إلى السماء من نافذةٍ ضيّقة لتُتَمتِم دعاءً يخترق الفضاء!
لا يقتصر خوفها عليه إذ اكتسح الموت جسده إلا تلك المضغة المسمّاة قلباً.. بل تعدّاه لتفكر في مستقبل عائلتها المكوّنة من أربعة أولاد.. أكبرهم في الجامعة بحاجة لأقساط كبيرة.. وأصغرهم ما زال صغيراً طريّ العود ضعيف الجسم نحيلاً! تتفكّر كيف ستؤمّن أقساط التعليم.. والمعيشة.. والطبابة.. واللباس.. ومسؤوليات ضخام لم تُسأل عنها يوماً وباتت الآن تحت رعايتها بالكامل.. تستعيد مشاهد خزّنتها في عمق الذاكرة ومحادثة معه إثر عزائها لصديقتها بموت زوجها..
هو: أهلاً فادية.. كيف كان العزاء؟ وهل لبنى متماسكة وصابرة؟ طمئنيني..
هي: الحمد لله.. هي صابرة ولكنها خائفة من المستقبل.. تشعر أن الضغوط قد كبرت..
هو: شيء طبيعي.. ولكن الله سبحانه وتعالى سيعينها ثم مَن حولها من أهلها..
هي: حفظك الله لنا دائماً يا سامي.. وأبقاك لعائلتك.. فبدونك لا أدري ما يمكن أن يحدث لهذه العائلة!
خير الزوجات
- التفاصيل
القاضي شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم
سيدٌ مِن سادات التابِعين، وفقيه مِن أبرَز فقهائهم، عظيمُ القدْر، وافِر العِلم، رفيع المنزلة، محوطٌ من الجميع بالتجلَّة والتوقير والاحتِرام، وكان إلى ذلك، أعلمَ الناس بالقضاء، ذا فِطنة وفراسة وذكاء نادِر، وعقل راجِح، ورأيٍ صائب، أدرَك الجاهليَّة، ثم أسلم وحَسُن إسلامه، وتفقَّه فبلغ الغاية أو جاوَزها، ورأَى فيه أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مِن صفات القاضي العادِل، ما جعَله يَستقضيه، فولاه قَضاء الكوفة، ومكث قاضيًا عليها خمسًا وسبعين سنة، لم يُؤثَر عنه في أثنائها أيُّ مَيل أو زيغ، ولم يتعطَّل عن القضاء في هذه المدة إلا في ثلاث سنين، امتنَع مختارًا من القضاء في مِحنَة ابن الزبير، فطلب إلى الحجاج أمير العِراق وقتئذٍ أن يُعفيه فأعفاه، ولم يقضِ بعد ذلك بين اثنَين حتى مات، وبارَك الله له في عُمرِه ومدَّ في حياته، حتى جاوَز المائة، ومات - رحمه الله - سنَة سبع وثمانين للهِجرة.
ذلكم هو القاضي الفاضِل: شُريح بن الحارث بن قيس بن الجَهْم، وهو كنديٌّ، وقد عرَف الناس فيه مِن أصالة الرأي، وبُعْد النظر - ما جعَلهم لا يَصدُرون عن أمر ذي بال إلا بعد مشورته، وكان إذا أشار بالرأي، فالقول ما قال، والصواب ما رأى.