مجد جابر
خلال تجمعهن كالمعتاد في المساء بعد يوم طويل من العمل، شعرت العشرينية هبة عطا فجأة بهدوء كبير يخيم على المكان، الأمر الذي جعلها ترفع رأسها عن هاتفها الذي لا يفارق يدها حتى تعرف سر هذا الهدوء.
فإذا بها تفاجأ بمنظر أفراد عائلتها الذين انشغل كل واحد منهم بجهازه، فغرق في اللعب، أو "الشات" أو الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول هبة: "لم أكن أتوقع أن الإدمان على التكنولوجيا سيصل بنا الى هذه الدرجة، فالكل منغمس في هاتفه، وعلى وجهه ملامح الابتسام أو الاسترخاء الذي تفرضه طبيعة الحوار، أو القلق والتوتر من نفاد البطارية وانقطاع الاتصال".
وتشير إلى أن الجلسة العائلية باتت مملة، فالكل غارق في هاتفه، ولا يحدّث أحدٌ أحداً، مبينةً أن التكنولوجيا باتت تشكل خطرا على العلاقات الاجتماعية بصورة كبيرة.
الثلاثينية سهى علي التي اعتادت الخروج هي وصديقاتها لتناول فنجان قهوة في الخارج، تقول: "بات اللقاء مرهونا بشروط كثيرة، أوّلها أن يكون المقهى الذي نجلس فيه مزودا بنظام "wifi"، وثانيها أن نمضي الطلعة في التقاط الصور، وتحميلها على "فيسبوك" و"انستغرام"".

تحقيق: أميرة زكي
هي سلسلة مشتبكة لا تفترق حلقاتها فطفلة اليوم زوجة الغد وحماة بعد غد، ويبقى سكن الزوجية مشكلة المشكلات فهو إما في بيت الأهل "بيت العيلة" أو في ركن منفصل، قد يقطع معه الأرحام أو تتغرب معه الأجيال؛ وفي الحالة الأولى تتولد علاقة مختلفة بين الزوجة وحماتها، فهي متنازعة بين الخصوصية و"الحنية" والأنانية، حيث ترى بعض الزوجات أن السكن ـ حتى وإن كان في شقة مستقلة ـ ضمن مبنى العائلة قد يهدم أسوار خصوصيتها وحياتها الأخرى مع زوجها وأولادها، في حين تراه أخريات فرصة للتعاون والاستفادة من قرب تواجد أم زوجها لتكون لها معينا في تربية الأطفال أو أعمال المنزل والاستفادة من خبراتها.

* د.احمد الريسوني
روى الإمامان البخاري ومسلم في حديث طويل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:”كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدِمنا المدينةَ وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم. فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ... فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني، فأنكرتُ أن تراجعني. فقالت ما تنكر أن أراجعك؟! فوالله إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. فانطلقت فدخلت على حفصة (ابنته)، فقلت أتراجعين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالت نعم. فقلتُ: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟! قالت نعم. قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله - صلى الله عليه وسلم- فإذا هى قد هلكت؟ لا تراجعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولا تسأليه شيئا، وسلينى ما بدا لك...”

رسالة المرأة
في بعض الأحيان تمر المرأة بعد عمر طويل من الزواج بحالة الطلاق، وهذا قد يكون باختيارها أو يكون أمراً خارجاً عن إرادتها، وفي هذه الحالة تجد المرأة نفسها في وضع الشديد الصعوبة فهي تكون في أمسّ الاحتياج إلى العاطفة والاحتواء الوجداني والنفسي، وقد تشعر بأنها في وسط بحر من القلق والتحير والتردد.
وبمرور الأيام تبدأ المرأة في إدراك مدى قسوة الحياة وصعوبتها في ظل عدم وجود الرفيق الآخر الذي اعتادت المرأة على أنه يشاركها عمرها منذ سنوات طويلة، وفي ظل تزايد الإحساس بالوحدة والرهبة من المستقبل والشعور بتجاهل الآخرين وتوارد الأحزان والذكريات سواء كانت مؤلمة أو سعيدة، تشعرين بأن احتياجك العاطفي يصل إلى أقصى حد يفوق التخيل.
يجب عليك أن تعلمي أن عدم وصول رحلة زواجك إلى الغاية الطبيعية التي عشت سنين تتوقعينها لا يجب أن يكون بسبب ما صدر عنك من تصرفات وسلوكيات أو أخطاء، واعلمي أن فشل الزواج لابد أنه يكون مرتبطاً بالطرفين معاً ولا يمكن تحمل هذه النتيجة على طرف واحد.

د . خالد سعد النجار
لا شك أن السيجارة جمعت من سوء السمعة وفساد السيرة ما لم يجمعه منتج آخر، فالسيجارة متهمة طبيا ومنبوذة دينيا وأخلاقيا وتعافها الفطرة السليمة، وهي من خوارم المروءة التي تحط من قدر صاحبها، لكن تبقى السيجارة من الويلات العظام كشيطان جاسم على صدر بيت الزوجية الذي تتضرر فيه صحة الأب أو الأم المدخنان فضلا عن آثار التدخين السلبي الذي يعاني منه الطرف البريء الغير مدخن وعلى رأسهم الأولاد الأبرياء، واهتزاز صورة الأب أو الأم كقدوة، وتسريب تلك العادة الخبيثة إلى الأبناء في بواكير فترة المراهقة ليخرج في النهاية إلى المجتمع براعم أشبه بالمسخ تعاني من شخصيات مشوهة وأجسام عليلة وتلك هي الكارثة العظمى والمصيبة الكبرى التي تهون دونها المصائب.
بين شبح الاقتران والانفصال
بات ضرر وخطر التدخين أشبه بالمسلمات التي لا يجحدها أحد، ويكفي أن كل القوانين عالميا قد ألزمت شركات التبغ أن تكتب على منتجاتها تلك العبارة الشهيرة «التدخين ضار جدا بالصحة، ويسبب الوفاة»، لكن على صعيد الحياة الزوجية صار التدخين من أحد أهم المطبات الزوجية التي قد تعوق الارتباط ابتداء أو قد تؤدي للطلاق انتهاء،

JoomShaper