د. خاطر الشافعي
ونحن صغار، كنا نستغرب قسوةَ آبائنا وأمهاتنا أحيانًا علينا؛ فمفهومُ المحبة عند الأطفال لا مجال للقسوة فيه؛ إذ العقل لم تكتمل له أدواتُ الإدراك التي بها يستطيع أن يحلل المواقف، ويستنتج البراهين، ويدرك الحكمةَ وراء كل تصرُّف.
وتمر الأيام بسرعة مُذهلة، وتتبدَّل الأدوار، ونعيش دورَ الأبوَّة والأمومة، وتفسِّر لنا الأيامُ ما كنَّا نجهله من تصرفات كنا نراها ظاهريًّا تنم عن قسوة، ولكنها في الحقيقة منتهى المحبة.
وأذكر أن أكثر ما كان يرعبني هو (أخذ حقنة)، وكنت أنتفض وأنكمش عندما أرى من يعطينيها، والصورة المرسومة له في ذهني أنه رجلٌ لا قلب له، فهو من يُغمِد ذاك السِّنَّ الحامي في جسدي، وهو الوحيد الذي كان يبكيني بمجرَّد ذكر اسمه!
والليلة كان لي أن أقوم بدور هذا الرجلِ، فكعادتي بعد صلاة الفجر أتحسس أبنائي، فوجدت ابنتي الصغيرة ترتعد، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! - وهكذا قالتْ أمها - وانحصر نظري بين مشهدين: ابنة مريضة، وأم باكية!

رسالة المرأة
المرأة الذكية هي التي تعرف جيدًا أن عدم حب زوجها لها لا يعني نهاية المشوار ولا يعني استحالة ولادة الحب من جديد.. وهي التي تستغل الحزن والقهر الموجودين بداخلها كطاقة هائلة لزرع شجرة حب رائعة بدلاً من البقاء صامتة وسلبية ومتقوقعة على ذاتها، ومستسلمة لتلك الصدمة تاركة الحزن يأكل قلبها.
ولكن يبقى السؤال الذي يراود كل زوجة: كيف أزرع الحب في قلب زوجي الذي لا يحبني؟
ـ عليك أولاً أن تقنعي بنصيبك وترضي به وتحمدي الله؛ لأن الرضا والقناعة من مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة.. واعلمي أن الله قد اختاره ليبتليك هل تصبرين وتحمدين على قضائه وقدره أم لا؟ وتذكري أنك مأجورة بإذن الله على
صبرك، وقد يكون في ابتلاء الله لك بزوج لا يحبك خير كثير لا تعلمينه.
ـ لا تركزي على هذا الأمر, ولا تفكري فيه بشكل سلبي, فتقارني نفسك بالأخريات معتقدة أنهن أفضل منك، فقد تكون حياتك الزوجية أسعد وأرغد بكثير من حياة غيرك برغم عدم وجود الحب. وأفضل وسيلة لطرد الوساوس والهموم هي إشغال النفس بطاعة الله، في قراءة الكتب المفيدة، وسماع الأشرطة أثناء العمل في المنزل، والانشغال بتغيير ديكور المنزل والعناية به، ووضع أهداف شهرية وأسبوعية لتحقيقها وإنجازها حتى تنشغلي بها عن التفكير فيما يزعجك وينغص عيشك.

فوزي صادق
كل داب في الأرض لديه أب باستـثـناء آدم وحواء عليهما السلام ،  فهناك أب الدم وأب الروح ، وهما متشابهان في التسمية ومختلفان في المعنى ، فلأب الدم الفضل في الامتداد الوجودي والخلقي ، أما أب الروح فله فضل الإمتداد الروحي والفكري ، ولكن من هو الأهم ؟ فلو خيرنا بزيادة عدد أحدهما في مجتمع ما . على من سيقع الأختيار ؟
سئل الأسكندر الأكبر يوماً ، وهو في طريق سفره عن فضل أبيه وفضل معلمه عليه  ، فأجاب : "  أبي خـَلـَقَ مني كومة لحم ، أما معلمي فخلق مني إنــســـان  " . نفهم من قصد الأسكندر إن آبائنا عندما أوجدونا كانوا في حالة نشوة ولذة فقط ، ولم يفكروا حينها ولم يدركوا ما ذا سيبذرون في أرحام أمهاتنا ، ذكر، أنثى ، طفل مشوه ، لا إنجاب مثلاً ،  أي دون قصد ، أما معلمونا عندما يلقون علينا العلوم والمعارف ، فيقصدون خلق إنسان منا بمعنى الكلمة ،  إنسان يحمل كل صفات ومعاني مكارم الأخلاق أولاً ، والقراءة والكتابة ثانياً ، كما هدف إلي ذلك كل معلمي السماء ، أي كل الأنبياء والحكماء والصالحين وعلى رأسهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام ، فقد أوجد فيهم الباري ( الكمال الـُخـلقي ) و ( الكمال التعليمي ) ، كي ُتنقل إلي باقي البشر بأمانة وإتقان ، وإن كان العكس عدم أهلية هؤلاء بالعصمة الكمالية وهم معلمين ، لتصادم مع العـقل والمنطق ،  فـفاقد الشئ لا يعطيه.

تحقيق: ريما كيروز    
بين الحب والكره والندم والمرارة والذكريات
بعد عشرة طويلة، وبعدَ حب وإنتقام، وولع وغضب، وغيرة وخوف، وأولاد وأهل وأصدقاء وأمور أخرى كثيرة.. قد يقع الطلاق. ينفصل الزوجان، يخرجان إلى حياة غير تلك التي كانت تجمعهما، وبعيداً عن السقف الذي عاشا تحته في يوم من الأيام. بعد الطلاق.. ماذا يتبقى من مشاعر في قلوب المنفصلين؟
"الزواج هو مؤسسة جميلة، ولكن الخروج منها غير جميل". ليس هذا القول لأحد الحكماء، إنما لفتاة شاركت في هذا التحقيق، ربما يوافقها كثيرون عليه. لا شك في أنّ الحياة هي التي تقرر لكل فرد خطواته. وموضوع الطلاق خطوة يُقدم عليها الأزواج غير المتفقين مع بعضهم. وبينما يحمل الطلاق حلاً لبعضهم، يضع في قلوب آخرين الهم والغم ومشاعر الأسى والغضب والندم. في رأيك ماذا يبقى للمطلقين.. بعد الطلاق، غير تلك المشاعر، التي يحملها كل على طريقته، يجوب بها الدرب التي قرر المضي فيه؟

أحمد عباس
من حق زوجك أن يشعر في فترة العيد أنك إنسانة جديدة، فبعد شهر رمضان وما فيه من مشاغل وتغيير لنمط الحياة، والكثير من المهام والمسؤوليات، وبعدما كان هدفك الأساسي طوال هذا الشهر هو تكثيف العبادة لله تعالى ما بين صلاة وتلاوة قرآن وقيام ليل وتهجد ودعاء، يحق لزوجك بعد شهر رمضان أن يجد منك درجة من الدلال والاهتمام بنفسك والحرص على إسعاده وإدخال الفرحة على قلبه.
إسعاد الزوج في العيد
ـ في فترة العيد لا يجب أن تضغطي على زوجك بالمتطلبات المادية الكثيرة التي لا تناسب إمكانيته وظروف حياته وقدرته على الإنفاق، وهذا أمر صعب لا يتأتى لك إلا إذا كنتِ إنسانة قنوعة راضية بما قدر الله تعالى لك من رزق، ولا تنظرين إلى الناس حولك ولا تقارنين نفسك بصديقاتك وقريباتك وجيرانك ممن هم في مستوى مادي واجتماعي أعلى منك، لأن إشعار زوجك بأنه ليس قادرا على الوفاء بمتطلباتك المادية وأنك في العيد كنتِ تتمنين شراء كذا وكذا والحصول على كذا وكذا كل ذلك من شأنه أن يجعل زوجك يشعر بالاكتئاب والضيق.

JoomShaper