الکاتب : تحقيق: سعيد شلش    
سُلطة الوالدين هي البوابة الأولى من حياة الطفل، وتتكون شخصية الطفل حسب طبيعة علاقته بتلك السلطة. كما أن طريقة تربيتنا لأولادنا، هي التي ترسم لهم خريطة حياتهم في تعاملهم معنا كآباء، أو تعاملهم مع العالم الخارجي. فالأبناء هم صناعة الآباء.
-    تأثير الأب:
حول تأثير الأب في علاقته بأبنائه، كشفت دراسة قامت بها "جامعة كونيكتكيت"، ونشرتها الدورية العالمية للطب النفسي "أنّ تأثير الأب في نمو شخصية الطفل يبدو عظيماً إذا اقترب من الطفل وعايَش ما يَمرُّ به من تفاصيل حياتية صغيرة. في حين أنّ الأُم غالباً هي التي تُعايش طفلها في كل تجاربه، لأنّها تشعر في داخلها بشعور أصيل يدفعها إلى مُلازمته". وأشارت الدراسة، إلى أنّ "أقسى الصدمات التي يتعرض لها الطفل، تكون عند إحساسه بأنّه مرفوض، سواء من الأُم أو الأب"، لافتةً إلى أن "آثار ذلك الألم النفسي أقسى كثيراً من الألم الجسدي، الأمر الذي يمكن رصده، من خلال التحفيز الزائد الذي يظهر على مناطق معيّنة من المخ".
عندما تصل العلاقة بين الابن وأبيه، إلى درجة أن يقول الأب: "إبني يكرهني ولا يحترمني"، فلا شك في أن هناك مشكلة. لكن، أين مكمن الخلل يا تُرى؟ هل هو في الدلال الزائد؟ أم القسوة المفرطة؟ أم في غياب الأب عن دوره، وترك الأُم لأطفالها لتربيهم الخادمة؟ أم أنّ الأمر يعكس حالة الصراع الذي يعيشه بعض الآباء عند الاختيار بين تربية أبنائهم بالطريقة نفسها التي تربّوا بها، وتربيتهم بأسلوب يتماشى مع عصر الثورة التكنولوجية، وما سبّبته من مؤثرات في جيل الأبناء؟

رسالة المرأة
اعلمي أيتها الزوجة الطيبة أنه لا داعي للغضب أو الانتقاد فليس هناك فائدة من أن تكوني دائماً على صواب إذا كانت الأمور بشكل عام لا تسير بشكل صحيح
الصداقة شيء هام وهي من أهم ركائز مفاتيح حياتك الزوجية الناجحة لأنها باباً للسعادة فهي توطدّ العلاقة وتخطو بشكل سليم نحو أُسرة سعيدة.
- حسن الاختيار: يتضمن التوافق الفكري فهو شرط أساسي للنجاح بعد الزواج.
- الثقة المتبادلة: فهي مفتاح الأمان وجسر التواصل المستمر في بناء العلاقة بشكل سليم.
- النظر لإيجابيات الشريك: فمن شأنه أن يخلق إحساساً بالسعادة، على العكس من الوقوف عند السلبيات فهو أمر يقلل من شأن الطرف الآخر.
- اللجوء إلى النقاش الحضاري: بما في ذلك حُسن الاستماع إلى الطرف الآخر، وذلك يفيد بشكل كبير من التقليل من حجم المشكلة الحاصلة والتغلّب عليها، كما يقطع الطريق على التدخل بينكما من قبل الآخرين، ومن شأن الهدوء أن يخلق جوّ الاستماع والاستيعاب.

رسالة المرأة
المرأة الذكية عليها دوما أن تصلح من شأنها وتتفادى عيوبها خلال رحلة حياتها الزوجية، ولابد أن تتمتع بالبدائل الكثيرة المتنوعة من أجل التخلص من المشكلات والأزمات التي تعترض طريق سعادتها مع زوجها.
فإذا كنت كزوجة مثلا لا تحسنين الطهي، علمي نفسك ذلك عن طريق كتب الطبخ وبرامج التلفزيون المتاحة بالعشرات أمامك، واحرصي ألا تذكري أمام زوجك مصادر وصفاتك، بل قولي إنك تعلمتي الأسس والقواعد قبل الزواج.
إن كنت ممن يرتبكن في توضيب المنزل أو إعداد الطعام وترتيب السفرة قبل وصول زوجك، لا تشعريه بذلك أبداً، بل اجعلي حجتك انك كنت منهمكة طوال النهار في أمور أخرى، وحاولي جهدك ان تقسمي وقتك، كأن تخصصي صباحك للطهي أولا ثم ترتيب المنزل، ويمكنك الاستفادة من خبرة والدتك أو إحدى صديقاتك، ولا بأس أن تطلبي من إحداهن المساعدة قليلا لكي تعتادي على القيام بكل هذه الأعمال بمفردك لاحقا.
إذا كنت من المسرفات في التعامل مع المال، فاطلبي من زوجك أن يهتم بمصاريف المنزل والتسوق، وخذي منه فقط حاجتك اليومية من المصروف، وركزي على احتياجات المنزل إن كان لا بد لك أن تهتمي بذلك.
إذا كنت امرأة عصبية وتعرضت لموقف معين أمام زوجك أثار غضبك، سيطري على أعصابك قدر المستطاع وأفرغي طاقتك العصبية في مكان آخر بعيدا عنه من دون أن تشعريه بشيء حتى تهدأي وتزول أي آثار على وجهك تشير إلى عصبيتك.

د. سامية عطية نبيوة
أعطَت الشريعة الإسلامية للرجل حقَّ الطلاق، وفي مُقابل ذلك فإنها جعَلت الخُلع حقًّا للمرأة، وهو الافتداء إذا ما كرهت المرأة زوجَها وخافت ألا تُوفِّيه حقه، وفي هذا المقام قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ﴾ [البقرة: 229].
والمراد هنا: إن ظن واحد منهما بنفسه ألا يُقيم حق النكاح لصاحبه حسبما يجب عليه لكراهية يَعتقِدها، فلا حرج على المرأة أن تفتدي نفسها، ولا على الزوج أن يأخذ الفِداء.
وتُعتبر حبيبة بنت سَهل الأنصاري زوجة ثابت بن قيس بن شماس، أولَ حالة خُلْع في الإسلام، بل إن هذه الآية الكريمة السابقة نزلَت في هذا الشأن؛ ففي صحيح البخاري عن عِكرمة عن ابن عباس، أن امرأة ثابت بن قيس قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا رسول الله، زوجي ثابت بن قيس ما أعيب عليه في خلُق ولا دِين، ولكن أكره الكفْر في الإسلام - أي: أكره عدم الوفاء بحقِّه لبغضي له - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتردِّين عليه حديقته))، وهي المهر الذي أمهَرَها، فقالت: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت: ((اقبل الحديقة، وطلِّقها تطليقة)).
والخُلع مدلول شرعي يعني إزالة ملك النِّكاح؛ أي: الطلاق، سواء كان من الزوجة أو مِن وليِّها أو ممَّن يَنوب عنها، ومعناه أن تُخالع المرأة زوجها وتُطلَّق منه في مقابل عِوَض تدفعه لتفتدي نفسها به، وقد يكون هذا العِوَض في شكل نقدي أو عيني.

لها أون لاين
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدّنْيَا المَرْأَةُ الصّالِحَةُ"رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة: التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته" رواه أبو داود، وضعفه عدد من العلماء منهم الألباني.
وكما أن خير متاع الدنيا زوجة صالحة فخير متاعها زوج صالح صاحب خلق ودين، وقد وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أولياء الأمور إذا أتاهم خاطب فقال: "إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كبير" رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وحسنه الألباني.
إن المرأة تحتاج إلى ذلك الرجل الصالح الذي يعينها على مسؤوليات الزواج، ويساندها في تحقيق النجاح والتميز لإدارة هذه المؤسسة التي يتطلب نجاحها تضافر جهودهما، وإخلاص النية لكل منهما في بناء أسرة مسلمة تكون نواة لمجتمع مسلم.

JoomShaper