فؤاد عبد الله الحمد
الأسرة وحدة متكاملة في جسم المجتمع. إنها التجمع العائلي الأكثر حساسية وتأثرًا بما يحيط به، وما يجري داخله من تأثيرات وتفاعلات متنوعة، وانسجام الأسرة داخليًّا، وخارجيًّا مع باقي الوحدات التي تشكل المجتمع يعطيها قوة وتآلفًا تستطيع من خلاله البقاء والتكيف ضمن هذا الجسم الواحد، ولعل التخطيط العائلي أحد تلك الموازين والضوابط التي تنتجها الأسرة لكي تستطيع أن تمتص المؤثرات الاجتماعية الخارجية أو أن تصدر مؤثراتها التفاعلية الداخلية إلى المجتمع المحيط بها.
ولا شك أن كل زوج وزوجة، يطمح كل منهما لتكوين أسرة سعيدة، أسرة ذكية....!! وإذا علمنا أن الزواج ما هو إلا اتفاق لبناء هذه الأسرة، فإن نجاح هذا الزواج يتوقف على مدى الانسجام والتفاهم بين الزوجين، ومدى شعورهما بأن ما يجمعهما من قواسم مشتركة ومحبة متبادلة أقوى من أن تفرقه مشاكل الحياة وهمومها، ربما يكون من أسباب تلك المشاكل غياب التخطيط الفعال لإدارة هذه المؤسسة الأسرية.
أخي الزوج الكريم... أختي الزوجة الكريمة!! أشكركم على تفضلكم بقراءة هذه المقالة، والتي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيها وفيكم وأن تكون لكم بعد توفيق الله تعالى، نبراسًا ينير طريقكما نحو أسرة ذكية وحياة سعيدة إن شاء الله تعالى.

رسالة المراة
أشعري زوجك بأهميته عندك،لأننا في الغالب نهتم بمن يهتم بنا، وهذا لا يتأتى إلا إذا حرصتي على أن تشاوريه في أمورك حتى إن كانت لا تخصه بل حتى وإن كنتِ لن تأخذي برأيه، لأن فعلكِ هذا يجعله يشعر بأنه مهم في حياتك، وأنك لا تغفلين رأيه.
من المهم كذلك أن تنتظري زوجك عند قدومه وأن تقابليه بلهفة، اجعليه يشعر بأنك افتقدتيه فعلا، زيني اللقاء بتلك الكلمات التي تطرب الأذن وتدغدغ المشاعر واخرجي ما اكتنزتي من جمل رنانة تسعد القلوب، ولا تجعلي هذا الأمر عابرا يحدث مرة واحدة وكأنه استثناء بل حاولي أن يكون هذا هو أسلوبك المعتاد.
احرصي على أن تنادي زوجك باسمه وابتسمي له وإذا تحدث اظهري المتابعة لما يقول صوتا وصورة، وكلما كنتي صادقة في اهتمامك بما يقول كلما شعر بأنه مهم عندك بالفعل.
كوني دائما مرنة، حنونة، وحاولي مشاركته ما أمكن في أنشطته وهواياته واهتماماته، وكلما أتيحت لك فرصة لكي تكوني معه في أكثر الأشياء التي يحبها لا تضيعي هذه الفرصة، وكوني دائما بجانبه خاصة إذا مرض أو أخفق أو حتى أخطأ في حقك.
واجعلي لزوجك الأولوية المطلقة حتى على أولادك، وفضليه على كل شيء وليكن إرضاؤه غايتك وقولي ذلك أمامه، قوليها وأنت تعنينها قوليها وهي ليست منة أو تفضل منك عليه بل قوليها لأنها حقيقة راسخة في قلبك.
لا تترددي في استخدام عبارات الشكر والامتنان والعرفان بالجميل بإخلاص ودون تكلف.

محمود القلعاوي
يدخل علينا شهر رمضان، شهر الخيرات والبركات والرحمات، ذلك الشهر الذي ينشغل فريق منا بالاستعداد له بشراء ما لذ وطاب من الطعام والشراب، وفريق آخر ينشغل بالاستعداد له بالإكثار من الدعاء والصيام وتلاوة القرآن.. إلخ.
وفي ظل هذا الاستعدادات والانشغالات يغفل كثير منا عن الاهتمام بتهيئة أبنائه لاستقبال هذا الشهر الكريم، وبعضنا قد يشغله ذلك لكن لا تسعفه الوسائل، ولا شك أن لكل أسرة أسلوب في استقبال هذا الشهر المعظم، وبعضهم لا يعرف كيف نحبب أبناءنا في رمضان، أو أولادنا ورمضان؟، أو كيف نجعلهم يقبلون على شهر رمضان بسعادة لقدومه، وليس خوفاً من الحرمان من الطعام والشراب؟!  وكيف يتعرفون على خصائص وفضائل شهر رمضان . وفى هذا المقال جمعت لكم بعض الأفكار التي تحبب الصيام لأولادك. أسأل الله العون والقبول:
تعليق الزينات: إن قلب الطفل ليرقص فرحاً مع تعليق الزينات في الطرقات والبيوتات والغرف. انظر إلى عينه وهى تتلألأ من الفرحة والبهجة. استمع إلى كلماته التي تخرج من فمه الصغير المعبرة عن سعادته. ويالها من فرحة عندما يشارك فيها، بالإعداد أو التعليق. المهم أن يحس بدور في هذا الأمر. سيغرس في قلبه ووجدانه أنه عيد لابد أن نحتفل بقدومه وحضوره. ما عليك إلا أن تقول لولدك: هيا نزين بيتنا لضيف قادم إلينا. وتتبع أثر ذلك في طفولته كلها. كم ستسمع منه بعد ذهاب هذه الضيف العزيز: أبي متى سيأتي رمضان؟!. ألن يأتي رمضان اليوم؟! . كم بقي من أيام حتى يأتينا رمضان؟!
فمرحباً بالزينات التي تحبب الصوم لأولادنا.

مجدي داود
ها هو الشهر الكريم يأتي مسرع الخطى، وجل المسلمين في غفلة منه، قليل منهم المنتبه الذي يستعد لكي يفوز بالكثير من الغنائم في ذلك الشهر، يستعد ويمني نفسه ويضع لنفسه خطة لكي يحقق أقصى ما يمكنه، بينما الغالبية الكاسحة من المسلمين، في غفلة عن هذا الأمر الجلل، يظنون أنهم قادرون على التحول بين يوم وليلة، من حياة لاهية لا قيود فيها ولا التزامات ولا تقدير للوقت ولا استعداد قبل بدء الشهر، إلى حياة أخرى كلها صلوات وذكر وقراءة قرآن .. إلخ، وهناك قسم ثالث يعمل بلا هوادة، منذ نهاية شهر رمضان الماضي، ليفسد علينا شهرنا ويضيع أجرنا ويذهب فرحتنا.
إن شهر رمضان الكريم هو أكثر الشهور التي يتعرض فيها المسلمون للفتن، وهو أكثر الشهور التي تشتد فيها الحرب عليهم، فهي تستمر في كل لحظة في ذلك الشهر، لا يضيع الأعداء لحظة واحدة إلا ويبذلون ويجعلونها فتنة، كيف لا وهم قد بدأوا الاستعداد لتلك الحرب منذ عام مضى، ويبذلون الأموال الطائلة، ويدخلون كل بيت من بيوت المسلمين –إلا من رحم ربي-،  إنها الحرب الإعلامية، عبر ما يسمى بـ"الأعمال الفنية"، تلك الأعمال الدرامية تنتج خصيصا للعرض في هذا الشهر الكريم، دون بقية شهور السنة، بل لقد صار هو الموسم الوحيد تقريبا الذي تنتج تلك الأعمال للعرض فيه.

سحر محمد يسري
عزيزي المربي..
ما هو شعورك لو أنَّ خبيرًا في التربية والتهذيب جاء إليك يعرض عليك أن يقيم عندك شهرًا كاملًا ليساعدك في تربية أبنائك؟
إن هذا ليس حلمًا بعيد المنال، ولكنها الحقيقة تأتيك عما قريب..فها نحن نستعد لاستقبال خير شهور العام شهر رمضان المعظم أعاده الله تعالى علينا وعلى أمة الإسلام بخير، ولئن كان المربون في عصرنا تشتد حاجتهم إلى من يعاونهم في تربية أبنائهم، فإن شهر رمضان هذا الزمان الفاضل هو خير معين للمربي، كيف يكون ذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه عبر السطور التالية.
أصلٌ نتفق عليه
إن من الأصول التي يتفق عليها المربون رغبة كل مربي في تنشئة ولد صالح وتأديبه وتهذيبه، جاء عن ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه: (أَدِّبِ ابْنَكَ فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ: مَاذَا أَدَّبْتَهُ، وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ؟ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ)، وقال بعض العلماء: (إنّ اللَّهَ سبحانه يَسْأَل الْوَالِدَ عَنْ وَلَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْل أَنْ يَسْأَل الْوَلَدَ عَنْ وَالِدِهِ).
ولقد كانت عادة المربين الأوائل من سلفنا الصالح في تربيتهم لأولادهم: بناء معتقدهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتحصينهم ضد الشهوات والشبهات، وتأهيلهم للأعمال الجليلة، والواجبات الشرعية، والسلوكيات الحميدة، وقد وردت النصوص في تأكيد ذلك وبيانه.
وتعليم الأطفال وتربيتهم لا يرتبط بوقت محدد، أو حلقات يقيمها الأب والأم من أجل التربية، ولكن التربية داخل الأسرة تتم على مدار اليوم والليلة، وعلى مستوى اللحظة والدقيقة، ولذلك تكون المناسبات الدينية التي سمّاها القرآن الكريم "شعائر الله" من أعظم أوقات التربية التي لا بد للمربي من استغلالها واستثمارها لصالح تربية الأبناء، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

JoomShaper