أم عبد الرحمن محمد يوسف
ما هي أزمة منتصف العمر؟
يمكننا أن نعرف أزمة منتصف العمر على أنها "ظاهرة طبيعية تنتشر لدى الذكور ولكن يختلف توقيت حدوثها من فرد إلى آخر.. وينتاب هذه المرحلة العمرية التغير وعدم الاستقرار.. وهي مرحلة البحث عن الهوية، إذ يتعرض الرجل فيها الى مراجعة دقيقة عن انجازاته، وتقييم عام لخطوات حياته.. وتعتبر أزمة منتصف العمر مرحلة معاناة شخصية في مختلف جوانب حياة الانسان، وسوء توافق الفرد مع التغيرات البيولوجيةو الشخصية والمهنية يجعل المجال مفتوحا ـ بالنسبة للبعض على الأقل ـ لتراكم المشكلات والصعوبات والإخفاقات، وبالتالي تقدير المرء المنخفض لذاته, ومن ثم تعرضه لهذه الأزمة [أزمة منتصف العمر – دراسة مقارنةعبر مرحلة الرشد د/ مايسة أحمد النيال ص 11 -14 باختصار].
أزمة وليست مرض :
وأزمة منتصف العمر ليست في حد ذاتها مرضًا، ولكن مضاعفاتها يمكن أن تكون مرضًا كالقلق والاكتئاب والأعرض النفسجسمية.

رسالة المرأة
من الأهمية بمكان أن تجلسي مع زوجك في حالة من الهدوء والصفاء لكي تضعي معه بعض المعايير الخاصة بكيفية التعامل فيما بينكما إذا حدثت حالة من الفتور أو الإحباط المتبادل، ومن الضروري أن تخبري زوجك ببعض الإشارات التي يمكن أن تمثل ناقوس إنذار بالنسبة له بأن حالتك الطبيعية ليست على ما يرام وأن هناك ما يضايقك.
الزوجة الطيبة المحبة لزوجها لا يجب أن تنهره إذا كانت في حالة غضب أو اعتراض على بعض ما يقول أو يفعل، وإنما لابد أن تلجأ إلى أسلوب الإشارة الخفية أو الضمنية حتى تصل الرسالة إلى زوجها الذي يحبها ويخاف على مشاعرها ويتدارك الأمر سريعاً.
وتستخدم النساء في حديثهن عبارات مختلفة، يمكن التوقف طويلا عند بعضها، وعدم الاكتراث لبعضها الآخر، وعلى الرغم من أن كل امرأة تمثل عالما مختلفا عن غيرها من النساء، فإن هناك الكثير من الأشياء المشتركة التي تجمع بينهن، خاصة في علاقتهن بالرجال.
وبناء على معطيات ومواقف حياتية مختلفة ودراسات نفسية عديدة، يمكن لكل زوجة أن تخبر زوجها بوضوح بأن خمس عبارات تقليدية قد تقولها مثلها مثل النساء، وتكون تداعياتها خطيرة على الحياة الزوجية والعلاقة العاطفية، حتى يحذر الزوج في هذه الحالة ويعلم أن هناك ما يستلزم مراجعة موقفه.

مي عباس
لصديقتي موسم سنوي لـ" خناقة" زوجية كبرى، يشتد فيها غضبها وتبدي استعدادًا لحرق الأخضر واليابس، تصعب تهدئتها، وغالبًا ما تترك البيت مغضبة لعدة أيام..
المؤسف أن موسم اضطرابها واضطراب أسرتها واشتعال الخلاف الزوجي يتزامن مع اقتراب شهر رمضان الكريم.. مما يضيع عليها فرص الاستعداد المادي والمعنوي، وتهيئة بيتها وأبنائها لاستقبال أيام وليالي غالية انتظرتها طوال العام.
وفي خطوة احترازية اتصلت بصديقتي قبل أيام لأطمئن على أن نهاية شعبان تمر بسلام هذا العام، فضحكت لسؤالي وأخبرتني أنها استفادت من معاناتها السابقة، وقررت ألا تخسر رمضان هذا العام مهما يكن.
وقالت: أدركت أن شيطاني يستعد لي قبل رمضان بإثارة مشكلات بيني وبين زوجي، حتى أخسر أغلب الشهر في حريق الأعصاب، وكثرة التفكير والهموم، والمشاحنات والغيبة، وتشتت القلب وضعف الخشوع.. وعندما أعود إلى بيتي وتهدأ المشكلات بيننا بعد أن يذهب كل الشهر أو جلُّه أكتشف أن الأمر ما كان يستحق كل هذه الضجة.. وأن بعض الصبر والتزكي أو حتى التأجيل كان كفيلًا بأن تمر الأيام بسلام وبهجة على أسرتي.

خالد رُوشه 
أيام رمضان فرصة إيمانية تربوية ينبغي اغتنامها والاستفادة منها قدر الإمكان ففيها الأجواء المتميزة , وفيها انفتاح القلب للطاعات , وفيها انتشار المحبة والمودة , وفيها قرب العلاقات وتحسنها .. وغير ذلك مما هو معروف في رمضان ..
والمربي الناجح يستطيع الاستفادة منها في بث معاني الإيمان وغرسها , وفي التوجيه نحو المروءات والفضائل , كما يستطيع أن يجعلها بمثابة دورة روحية إيمانية للإنابة والقربى إلى رب الأرض والسموات سبحانه .
ومن الخطأ ما يحدث من بعض المربين أن يترك طلابه في ذلك الشهر الكريم الملىء بالمنافع والصالحات والمؤثرات بحجة الانشغال عنهم , بل يستطيع أن يجعل من اهتمامه بهم نوعا آخر من تحصيل الثواب إذا قنن جدول أعماله معهم وضبط إيقاع الساعات وناسبها مع الاستفادة والأثر , بحيث لاينسى نصيب نفسه من المكرمات والصالحات
التربويون يعتمدون في التغيير على نوعين من المؤثرات بالاساس , الأول المؤثر البيئي والثاني هو المؤثر الذاتي , ويستخدم المربي النوعين معا في رمضان لتوجيه الأفراد وتقويم سلوكهم , فالمؤثر البيئي يعتمد على الأسرة والصحبة وتأثير المؤسسات المجتمعية المختلفة , والمؤثر الذاتي يعتمد على القناعات الفردية والتوجيه بالنصح وبالقدوة وغيرها ..
والمسجد كمؤسسة تربوية تعليمية يمكن أن يكون له الدور الأهم في تلك الايام , ويمكن للمربي أن يستخدمه كمؤثر بيئي متميز , إذ يربط الأفراد به في الصلوات , ويعقد لهم حلقات القرآن , وحلقات استماع العلوم , ويستطيع توجيههم للمعاني الإيمانية عبر التذكرة والموعظة , كما يمكن للمربي أن يستفيد كثيرا من صلاة التراويح والتهجد في تدبر القرآن وقبول الأفراد للنصح والتوجيه , ومحبة الإيمان , واستشعار الرغبة في التوبة وتجديد العهد مع الله سبحانه

د. بشرى بنت عبد الله اللهو
في زيارة لأرملة شابة في العدة الشرعية، جلست بجانبها، فاقترحت عليها أن تحفظ القرآن، وبدأت أعطي لها التفاصيل، فلله الحمد عندنا مراكز لحفظ القرآن، الموظفات بهذه المراكز ذوات خلق ودين، يحتسبن عملهن لوجه الله، نحسبهن كذلك ولا نزكي عليهن أحدا، ومتعاونات ومرنات إلى أقصى حد، فقط هدفهن أن يساعدن المسلمات في حفظ كتاب الله، ما عليك إلا أن تتواصلي معهن، وسيساعدونك، بإمكانك أن تسجلي في الانتساب، وستحصلين على متطوعات يسمعن لك عبر الهاتف، أو بإمكانك الاستعانة بمدرسة خاصة، تأتي لك إلى البيت، لكن أنصحك أن تبتدئي بأسرع وقت، فأنت في مرحلة ضعف، وتحتاجين إلى قوة، ولن تجدي أفضل من حبل الله المتين تتقوي به، وحانت مني التفاتة إلى الحضور، فوجدت صديقة قد انفرجت أساريرها بابتسامة عريضة فظننتها ابتسامة تأييد، فشجعتها لتبدي رأيها ففاجآني شدة إنكارها: لا شيء، لا شيء.
ـ وما سر هذه الابتسامة العريضة؟!!
ـ والله يا بشرى أضحكتِني، فما إن يجمعني بك مجلس إلا وأوصيت بحفظ القرآن، فمهما كانت الأسباب تنصحين بحفظ القرآن للأرملة وللمطلقة، ولمن فقدت ولدا أو أما، لمن مرض عزيزا عليها، لمن أصيبت بكآبة، لمن اختلفت مع زوجها، لمن تعاني من تربية أولادها، وكل ما شكا لك أحداهن هما حتى لو كان صداع الرأس، نصحتها بالقرآن، تعددت الأسباب ودواؤك واحد، فوصفتك موحدة لا تتغير.

JoomShaper