أميمة عبدالعزيز زاهد         
أسوأ إحساس يمر على الآباء عندما يشعرون بأنهم فشلوا في تربية أبنائهم، أو عندما يواجههم أبناؤهم بأنّهم غير راضين عن تربيتهم، ولا عن حياتهم. مع الأسف أقول ذلك بعد أن سمعت بعض القصص المؤلمة، فأخبرتني إحدى الفتيات بمشاعرها الغاضبة تجاه والديها، رغم أنّها معترفة بأنهما بذلا مجهوداً في توفير معظم احتياجاتها من ملبس، ومأكل، وتعليم، وسكن، فهي تعيش حياة مرفهة، ورغم كل ذلك فهي غير راضية عن حياتها، تقول: "تربيت على الطاعة العمياء من دون تمييز، ومن دون مراعاة لأي فروق، وأدركت عندما كبرت أنني فقدت القدرة على التقييم الصحيح، أو مواجهة من يخطئ في حقي بعدما اكتشفت أنّ الإنسان يقيَّم بأفعاله ومواقفه، وليس بعمره، حتى أصبحت في نظر الآخرين فتاة معقدة، لا تعرف كيف تتعامل مع الآخر، هل تصدِّقين أنَّني حتى الآن أخشى أن أتكلم مع الآخرين، وأنظر إلى عيني أمي؛ لأعرف أن ما أقوله على خطأ أو صواب. إن أسلوب تربيتهما جعل مني فتاة مهزوزة مرتبكة، ليست لدي الثقة على مواجهة الحياة، وأشعر بالفراغ والوحدة، لا شيء أفكر فيه، لا أعرف ما الذي أريده من حياتي.

سلطان بن معجب آل فلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
الأولاد هم زهرة الحياة الدنيا وفي صلاهم قرة عين الوالدين, ومن المؤسف خُلُو مساجدنا من أبناء المسلمين, فَقَلَّ أن تجد بين المصلين اليوم من هم في ريعان الشباب !!
وهذا والله ينذر بِشرٍ مستطير وفساد في التربية وضعف لأمة الإسلام إذا شب هؤلاء المتخلفون عن الطوق !!
وإذا لم يصلوا اليوم فمتى يقيموا الصلاة مع جماعة المسلمين؟!
ولما كان الإثم الأكبر والمسؤولية العظمى على الوالدين فإني أُذكر نفسي وأرباب الأسر ممن حُمِّلوا الأمانة بحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم (( ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ؛... والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم , والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ... )) متفق عليه.
والله تعالى يقول في محكم التنزيل { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ..} وقال جل وعلا { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها }.

طارق حسن السقا
يجمع أهل العلم والصلاح على أن الأسرة هي أعظم وأهم مؤسسة في هذا العالم. وهي المؤسسة التي يجب أن توضع لها كل الخطط والبرامج والوسائل لكي تحقق الأهداف المرجوة منها . إذ ليس من المقبول أن يضع البعض منا الخطط , والبرامج , والوسائل لإدارة بقالة صغيرة , ولا يعامل أسرته - المؤسسة الأهم - بالمثل .لذ فإننا حينما لا نخطط لأسرنا فإننا نخطط لفشلنا ولفشل مجتمعاتنا وتدميرها . ومقدار الخسارة التي نخسرها من جراء إهمال التخطيط لمستقبل أسرنا هو مقدار المكاسب التي يحققها أعداء الأمة والمتربصين بنا .
و من الأمور التي يجب الاهتمام بها في سبيل النهوض بمؤسستك الأسرية الخاصة هو تخصيص لقاء أسبوعي ثابت لإدارة ومتابعة هذه المؤسسة ومراقبة تطورها , وضبط أدائها . في هذا اللقاء الأسبوعي يجتمع أفراد الأسرة يخططون لمستقبلهم ويتابعون شئونهم , يتزودون بما ينفعهم ويحلون مشاكلهم, ويستمتعون بوقتهم, ويزيدون أواصر المحبة فيما بينهم . . وهذا اللقاء يجب أن يعقد بصورة دورية ثابتة منتظمة لا يحول دون انعقاده حائل , ولا يمنع انعقاده مانع . وهو لقاء يجب أن يكون إ داري , روحي , ثقافي , ترفيهي كما ينصح المختصون .

أحمد عبد الله . 
يقولون الحكم بالشيء فرع عن تصوره
وهي مقولة صحيحة, إذ أن تصرفاتنا على الأغلب هي ترجمة لما في أدمغتنا من أفكار ومعتقدات.
وفي أمر الزواج حينما تسأل الكثير من الأشخاص المتزوجين وغير المتزوجين تسمع منهم العجب العجاب عن الزواج ومفهومه لديهم, ثم تزول الدهشة حينما نرى أن ما يقعون به من مشكلات يومية ما هو إلا نتاج تلك الأفكار وطرق التفكير.
فحينما يقول أحد الناس إن الزواج هَمّ فهو من حيث لا يدرك سيتصرف عند زواجه مع المبدأ الخاص به أن الزواج هم فتدور حياته حول هذا المحور.
ومن يقول إن الزواج قسمة ونصيب وليس لأحد التدخل أو تحديد أي شيء فيه فإنه سيرضى أن يرتبط بأي إنسان من هذا الباب في حين يتناسى مبدأ “إعقلها وتوكل”
وحينما يقول أحد الناس إن الزواج عبارة عن قفص ذهبي فتصرفاته اليومية ستكون في محور هذه الصورة الذهنية فلا عجب أن تكون حياته عبارة عن محاولات مستمرة للخروج من هذا القفص وإن كان القفص ذهبيا.

محمد الفتاح حمدي
أدت وسائط الاتصال والإعلام بالفرد العربي إلى أن يعيش في بيئة جديدة تزخر بمتغيراتجديدة تختلف عما عاشه أجدادنا وآباؤنا في الماضي، سواء في العادات والتقاليد وأنماطالمعيشة أو في طرق التربية والحوار وغيرها من السلوكيات الجديدة التي جاءت بها هذهالوسائط الحديثة.
والملاحظ لواقعنا يدرك أن هذه التكنولوجيا في تطور سريع جدا، لا تعبأ بانتقاداتنا وتفنيدنا لسلبياتها ومخاطرها، كما أنها لا تقيم وزنا لما هو موجود من قيم وعادات وأنماط وتقاليد وثقافات وطقوس سائدة في المجتمعات الإسلامية والعربية بالخصوص، كما أن الفرد العربي أصبح عبدا لها، خاضعا لكل ما جاءت به من عادات وأنماط جديدة تحت شعار "الانفتاح على الآخر" أو "العصرنة والتقدم"، حيث أصبح الفرد المسلم يعيش في عالم مفتوح بدون رقيب ولا حسيب لما يحدث فيه، معرّضا لكل ما هو صالح وطالح في الوقت نفسه، مما يبث عبر هذه الوسائط الاتصالية والإعلامية الحديثة، مما جعله يعيش حالة من الاغتراب والعزلة داخل مجتمعه وأسرته، حيث أصبح لا يـدرك ولا يفرق بين عالمه المعـيش والعالم الـذي تصوره له هـذه الوسائط الإعلامية، مما ولّد لدى الفرد المسلم حالة من الإحباط والقلق والقنوط من واقعه المعيش.

JoomShaper