مهنا الحبيل
في الردّ المعتاد على الجدل الذي ينتشر حين حلول ما يُسمّى بعيد الحبّ- تُستدعى جدليّة في إطار حادّ، لكنْ سرعان ما تغيب خارج هذا اليوم، على الرّغم من أهمّيتها من كِلا الطّرفين المتحاورين، وهو: هل الحبّ ليوم أم للحياة.. ونحن هنا نطرحه في إطار العلاقة الزوجيّة؟
كثيرون يقرّون بذلك، أيْ أنّ رسائل الحبّ والمودّة الزوجيّة يجب أن تكون صِفاتٍ خُلقيّة لدى الزّوجين، والزّوج أولاً؛ لكون حراك المرأة العربيّة وانشغالها اليوميّ بشأن المنزل والأطفال يستدعي منه مسؤوليّة أكبر لتكرار المبادرة بالملاطفة والحبّ.. لكن حين نسأل هذا الزّوج عن مبادراته ونحن نسأله هنا..كم مرّة في العام أو الشّهر أو الأسبوع تُبادر برسائل حبّ..  ونقول حبّ أي حبّ الرّسائل الرّومانسيّة للزّوجة، إضافة لرسائل الودّ والتّقدير.

تعد الواجبات المنزلية واحدة من أبرز مصادر الصراع بين الأطفال والآباء، حيث يتهرب الأطفال من أداء واجباتهم المنزلية، ويماطلون ويؤجلون أداءها حتى اللحظة الأخيرة.
ويختلقون الأعذار فيؤدون منها أقل ما يمكن، ويستغرقون وقتاً أطول لأدائها، أو يقومون بأدائها بسرعة شديدة، ولا يبذلون قصارى جهدهم، لذا يشعر الوالدان بالإحباط والغضب من جراء مثل هذا السلوك، فكيف نتفادى هذه المشاجرات؟ وما دور الآباء والأمهات في مساعدة أبنائهم لإنجاز هذه الواجبات؟
شركاء في التنمية
يقول الدكتور سال سيفير الخبير التربوي: يعلم الآباء أن الواجبات المنزلية تقوي وتدعم مهارات أبنائهم، فالممارسة تصنع التفوق، بينما يراها الأطفال كعمل متكرر وممل. ويعلم الآباء أن الأبناء الذين يقومون بأداء واجبات منزلية باهتمام دائماً ما يتعلمون أكثر، ويحصلون على أعلى الدرجات، بينما يرى بعض الأطفال، الواجب المنزلي كعقاب، لأنهم لا يقومون بأداء كل واجباتهم في المدرسة.

محمود القلعاوي
يظن بعض المسلمين أن السيطرة والقمع  والعبوس  والتوجيهات  الحادة  واللوم  والتقريع بكل قوة، من وسائل السيطرة على بيته، ظاناً أنها وسيلة ناجحة في إدارة بيته، متناسياً حال النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، فقد كانت الدعابة والمرح والانبساط الصادق هو النهج الذي يحرك الأمور، تراه في أحد أسفاره يداعب أمنا عائشة - رضي الله عنه - يسابقها  لكنها سبقته، ومرت الأيام وكبرت في السن ، وكثر اللحم في جسدها وتكررت الملاعبة، ولكن كان الفوز من نصيبه - صلى الله عليه وسلم ـ وقتها ، فقال لها بروح الزوج المحب لزوجته: "هذه بتلك السبقة"رواه أبو داود وصححه الألباني.  وهذه الرواية التي تبين مراعاة أن السباق بعيدا عن أعين الناس فقد أخبرت عائشة رضي الله عنه أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي جارية (قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن) فقال لأصحابه: تقدموا فتقدموا ثم قال: تعالي أسابقك فسابقته فسبقته على رجلي فلما كان بعد (وفي رواية فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت) خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: تقدموا فتقدموا ثم قال: تعالي أسابقك ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذا الحال؟ فقال: لتفعلن فسابقته فسبقني فجعل يضحك وقال: "هذه بتلك السبقة".

فوزي صادق*
دخلت بوابة التشريفات بقاعة الزواج المعنية ، فإذا بالوجهاء من عائلة العروسين قد أصطفوا بكل بهاء ووقار لإستقبال المدعوين، فقدمت التبريكات لهم حتى وصلت إلي آخر الصف الطويل، وما إن أنتهيت وتنفست الصعداء من التـقبـيل ، حتى قابلني أحد أقربائهم  وسلم علي بحرارة ، فسألته عن شاب شد إنتباهي حالته وموقعه الذي أخذ الرأس من الجسد بين الصفوف ، فهل تعرفه ؟  ففهم أني أقصد الشاب المقـعـد على الكرسي المتحرك عند مدخل الصالة ، إذ قدموه ذوي العريس في الإستقبال ، وكان بجواره شاباً يمسح لعابه ! ، فأخبرني إنه عم العريس مباشرة .. فأسترسل : ولماذا تسأل عنه ؟
فأخبرته أني ما إن وقفت أمامه ، وما إن صافحت كـفي كـفه ، حتى وقفت مع نفسي وقفة ، وزارتني العبرة ، وأرجعتني الذكرى ، فتأثرت من حركات جسمه المرتعش ، ولسانه العاجز الملتوي ، وسيل لعابه المتواصل .. فخـيـّل إليّ المشهد أني أمام إنسان عاجز ، قد هـز وضعه وحالته مشاعري المتعالية ، وأوقظ موقفه حفنة النرجسية التي تسكـنني وتسيطر عليّ.. كـقوي يهز الأرض بخطواته ، ومتعال يأنف الناس بلسانه ، وجبروت مزيف يلهث بي وراء الدنيا ..

عمر السبع
(إن تربية الأولاد والمسئولية عن ذلك، وكذلك متابعة المستوى الدراسي؛ هي من الأمور التي يكثر حولها الجدل، من المسئول عن ذلك الرجل أم المرأة، وهل هذا الأسلوب المتبع في التربية وطريقة الدراسة مُرضٍ للطرفين أم غير مُرضٍ، والحقيقة أن هذه المشكلة ـ أعني الأولاد ـ من الأمور الهامة التي يجب أن يحسن الأزواج إدارتها؛ إذ أن التنازع فيها يعرض الأسرة للدمار والتذبذب، ويؤدي إلى نشوء أجيال غير واضحة الهوية، مشتتة الوجدان والفكر) [حتى يبقى الحب، د.محمد محمد بدري، ص(504)].
وتعد تربية الأبناء من أهم وظائف الأسرة الصالحة؛ فهي الأمانة التي استرعانا الله إياها كما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) [متفق عليه].
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على عظيم أثر الوالدين في تكوين شخصية الأبناء؛ فقال: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) [متفق عليه]، وكما يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا  علىما كان عوَّده أبوه

JoomShaper