يبدأ العنف من سوء التفاهم ثم يتطور ليأخذ أشكالاً متنوعة
إشراف موسى الأسود
العلاقة في نطاق الأسرة يجب أن تقوم على المحبة والوفاق والترابط لا على العنف والبغض والكراهية، والإسلام يرفض العنف بجميع أشكاله وألوانه، ومنه العنف الأسري، ويربي أتباعه على اتباع منهج الرفق والتسامح والرحمة، والتحلي بالأخلاق والآداب الحسنة، واحترام حقوق الناس المادية والمعنوية. ويعرّف العلماء العنف بأنه استخدام القوة المادية أو المعنوية لإلحاق الأذى بآخر، استخداماً غير مشروع. والعنف الأسري يشمل عنف الزوج تجاه زوجته، وعنف الزوجة تجاه زوجها، وعنف الوالدين تجاه الأولاد وبالعكس، كما أنه يشمل العنف الجسدي والجنسي واللفظي وبالتهديد، والعنف الاجتماعي والفكري.

جاسم المطوع
لا يخفى على الكثيرين ما يقع من خلافات زوجية والتي قد يؤدي بعضها إلى هدم ذلك البناء الجميل الرائع، هدم الأسرة ، وما يترتب عليه من تشتت الأبناء وانتشار الكراهية والبغضاء، وتعكر العلاقات بين الأرحام ، بل قد ينتشر الداء إلى الانحراف والوقوع في الجرائم التي تقلق الجميع، وتكبد المجتمع الكثير من المتاعب والمسؤوليات.
كل ذلك من أبرز أسبابه فقد مهارات التعامل بين الزوجين وعدم تعلم فن القيادة لهذه السفينة حتى تسير بأمان وخاصة وسط بحار متلاطمة الأمواج في عالم اليوم.
هنا تبرز أهمية مثل هذه البرامج والدورات ونيل رخصة القيادة للزواج السعيد، فما أهداف هذه الرخصة؟ وما وسائلها؟ وماهي آلية تنفيذها؟:

مالك الدندشي
الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوى، وجعل الذكر والأنثى، ومن ذريتهما تكونت الشعوب والقبائل ليتعارفوا، والأكرم عند الله منهم هو الأتقى، وأصلي وأسلم على سيد ولد آدم، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد:
يقول الله جلّ شأنه: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة الروم.
إن من يمعن النظر في الآية السابقة ـ ليخلص إلى حقيقة لا يختلف فيها اثنان من ذوي العقول الناضجة؛ وهي أن الهدف من الزواج هو تحقيق السعادة المادية والمعنوية، والتي تتمثل في هذا السكن، وتلك المودة والرحمة.

عبد البارئ بن عوض الثبيتي
حين نتجول في أسر السلف الصالح تتلألأ هذه النماذج.
يقول القاسم بن راشد الشيباني: "كان رفعة بن صالح نازلا عندنا، وكان له أهل وبنات، وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا، فإن كان السحر نادى بأعلى صوته..قال: فيتواثبون: من هنا باك، ومن هاهنا داع، ومن ها هنا قاري،ومن هاهنا متوضيء، فإذا طلع الفحر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى".
وانتبهت امرأة حبيب العجمي بن محمد ليلة وهو نائم، فنبهته في السحر وقالت له: "قم يا رجل، فقد ذهب الليل وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت ونحن قد بقينا".
وكان للحسن بن صالح جارية فباعها من قومن فلما كان جوف الليل قامت الجارية فقالت: يا أهل الدار الصلاة، فقالوا: أصبحنا؟ أطلع الفجر؟ فقالت: وما تصلون إلا المكتوبة؟ قالوا: نعم، فرجعت إلى الحسن فقالت: يا مولاي، بعتني من قوم لا يصلون إلا المكتوبة، ردني، فردها.
وعن إبراهيم بن وكيع قال: "كان أبي يصلي فلا يبقى في دارنا أحد يصلي إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء".
وعن ابن عثمان النهدي قال: "كان أبو هريرة- رضي الله عنه- وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثا، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلي هذان ثم يوقظ هذا".

تيسير الزايد         
كثيراً ما أقلّب صفحات المنتديات والمواقع الإلكترونية التي يكتب فيها الكثير من الناس وينقلون تجاربهم وقصصهم، بل هناك الكثير من الأشخاص الذين يقومون بنقل كتب كاملة ويعيدون طباعتها على صفحات تلك المواقع، ولأوّل مرة أتساءل بيني وبين نفسي: ما الذي يجعل أماً مشغولة بأمور المنزل تتفرغ بعض الوقت أثناء يومها لتنقل لنا تجربة مرت بها أو تحذرنا من ظاهرة معينة، أو حتى تنقل لنا وصفة لطبق أعدته وأحبه من حولها؟ أو ما الذي يدفع طالبة في المدرسة ولها وقت محدد للدراسة تقوم بطباعة أسئلة كاملة لمادة معينة ليستفيد منها باقي الطلبة؟ أو ما الذي يدفع بطالب علم أن ينقل لنا صفحات من كتاب مفيد ويقوم بطباعته لساعات طويلة ليقرأه من يقرؤه؟ أو أن يقوم مسافر بعرض نصائحه عن الدولة التي زارها بالتفصيل؛ ليجنبنا بعض السلبيات التي قد نقع فيها أثناء سفرنا لهذه الدولة.
أمثلة كثيرة لأشخاص أحبوا العطاء دون مقابل، بل أعطوا تحت مسميات مجهولة ولأشخاص مجهولين، وهذا عندي قمة العطاء "لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
هل العطاء طبع في النفس، أم هو عادة نستطيع أن نكتسبها، أم مبدأ تربوي نعلمه للأبناء؟ أسئلة كثيرة علينا أن نناقشها معاً خلال السطور القليلة التالية:

JoomShaper