أم عبد الرحمن محمد يوسف
مما يميز الإنسان رجلًا كان أو امرأة أنه قد يكون في حالات عاطفية ومزاجية متقلبة, فقد يكون الزوج مثلًا محبًا لزوجته, إلا أنه في صباح يوم من الأيام قد يشعر و كأنه غير راغب في الكلام معها, أو قد يبدو وكأنه منزعج من أمر ما, أو قد يقوم الزوج بتقديم خدمة لطيفة لزوجته, إلا أنها تبدو وكأنها غير شاكرة أو مقدرة لما فعله, أو قد يكون الزوج كريمًا مع زوجته إلا أنها إذا طلبت منه أمرًا صغيرًا شعر بالرغبة في عدم الاستجابة لطلبها.
إن مثل هذه المواقف قد تكون طبيعية, ويمكن أن تصيب كل زوج أو زوجة حيث يتبدل المزاج بشكل فجائي ومن دون سبب واضح.
ولا شك أن هذه التقلبات قد تحير كلًا من الزوجين, ومن الضروري أن نتفهم طبيعة هذه التقلبات ولماذا تحدث, وإلا فقد نعتقد خطأ أن الحب بين الزوجين قد انتهى, فماهو تفسير هذه التبدلات والتقلبات؟

عبير النحاس
في مرحلة من مراحل حياتي كنت قد اعتقدت اعتقادا جازما بأن الحب هو إحدى (الماركات) التي نستوردها من الغرب كما نستورد منهم مختلف الفنون والعلوم الحديثة والتكنولوجيا وحتى السلاح ونظريات الفكر الإرهابي أيضا.
وكنت قد بدأت أجزم أن رجال العرب والمسلمين لا يعرفون للحب من معنى, وأنهم إنما يقلدون الرجل الأشقر الأوروبي وهم شباب صغار ليخدعوا به بناتنا وينالوا منهن علاقات محرَّمة باسم الحب الذي تهفو إليه كل النساء وتهواه قلوبهن.
وكنت أرى كيف يدفنون كل أثر للمحبة, ويئدون الحب عند أول عتبات بيت الزوجية, وقد فعل هذا كل زوج عند أول تقطيبة رسمها على وجهه ليكمل صناعة تمثال الهيبة الخاص به في أيام زواجه الأولى.
وفي بيتنا استطعت إقناع زوجي بأن تلك الهيبة لا تتناقض مع محبته لي, ولا تتعارض مع تبسطه.. وحنانه.. ووده.. وشفقته, وأخبرته أنني سأسعده وأحفظ له هيبته تلك؛ فقط في حال منحني ما يرضيني من وده.. وعطفه .. و حبه, وقد قبل واقتنع, وما زلت أحاول إقناعه بأمور أخرى تهمني وأحبها وأحسبها تجلب لنا السعادة والسرور وسأتيكم بها يوما.

أم عبد الرحمن محمد يوسف
لا توجد أسرة خالية من المشاكل، فكل أسرة معرضة للمشاكل, والمشاكل لها وجهان: سلبي وإيجابي، فالمشاكل قد تجعل الحياة جحيمًا, وقد تجعل الحب أكثر  عمقًا، إن الحب لا يتعمق إلا إذا اجتاز الزوجان المحن والمصاعب معًا، والطريقة المثلى للتعامل مع المشاكل والمصاعب هي الحوار البناء"حوار ـ حب ـ بناء".
"إن كلمة حب تتكون من حرفين الحاء والباء .. فدعها تذكرك ب"حوار بناء"فالذي يحب يحاور ويستمع.

قواعد الحوار بين الزوجين:
و للحوار بين الزوجين ثلاث قواعد رئيسة:
1-الإفصاح بدقة عن مشاعرك.
2-الاستماع بإنصات إلى الطرف الآخر.
3-تقبل مشاعر ورأي الطرف الثاني حتى ولو كانت المشاعر أو الرأي مختلفًا عما عندك.

اسلام ويب ( د. خالد سعد النجار )
الملل آفة من آفات النفس البشرية ومرحلة من الخمول تنتابها بين الحين والآخر، وهي وإن كانت فطرة طبيعية لكنها ليست محمودة على كل حال، لأن الملل يدفعنا لترك قضيتنا ويجهض رسالتنا بعد بدايات متوهجة وعزيمة متقدة، لكن يبقى الرفق بالنفس هو خير دواء مع الوضع في الاعتبار أن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.
«الملل الزوجي» .. شعور يعتبره الزوجان نذير خطر، ولكن هذا الإنذار قد يكون مفيداً إذا أدرك الزوجان أنه طور عابر يعني الحاجة الماسة إلى التغيير والتجديد في نمط حياتهما، وقد لا يكون الإنذار بهذه البساطة إذا أخذ منحى آخر، ووصل أحد الزوجين إلى حلٍ منفرد فأحدث التغيير بمفرده بعيداً عن الأسرة والمنزل كالسهر الطويل خارج البيت والتنزه والرحلات. الانغماس في هوايات ومواهب جديدة، كالألعاب الإلكترونية والإنترنت. الانخراط في عمل طويل ومجهد. اختلاق المشاكل والمنغصات داخل البيت التي قد تصل إلى الانفصال. بعض الأزواج يلجأ إلى الزواج ثانية وأحياناً ثالثة والبعض يبحث عن علاقات غير شرعية أو سلوك خاطئ.

رانية طه الودية
دائماً ما نتصفح بطون الكتب باحثين عن عناوين تطوي تحتها الكثير من اللائحات الإرشادية، وقد يكون عنوان كيف نربي أبناءنا. من أهمها وأكثرها بريقاً للقارئ. رغم صعوبة هضمها لاحتوائها المتكرر على لام الأمر "لتكن صديقاٌ لولدك.."أو للام النهي "لا تقسوا عليه".
وبين طيف العبارتين الواسع، تناسى الكثيرون أن الآباء والأمهات لم يصبحوا العنصر المربي الوحيد لهذا الجيل؛ نظراً لعوامل كثيرة كالانفتاح التكنولوجي وانشغالهم عن الأبناء.
لذا فإن مفهوم التربية الواسع بما يشتمل عليه من عناصر كالإرشاد والتوجيه والتعليم أصبح يواجه الكثير من التنافس على أدائه من جهات عدة. بل إنه وصل في بعض البيوت لحد الانقلاب الفكري، الذي يجعل المتأمل لحال تلك البيوت يسأل نفسه من يربي من؟
فإذا كان التعليم من أهم عناصر التربية، والذي يعني التغير في السلوك الناجم عن التدريب المعزز أو العقاب.. فالأول يزيد من السلوك، والثاني يكفه.
إذن فنحن نعلم أبناءنا القيم، وما نستحسنه بتدريبهم عليه، مع تعزيز ذلك التدريب، إما بالتعزيز المادي أو الاجتماعي. أو نحاول التخفيف من السلوك بأنواع العقاب المختلفة.
لكن ماذا لو مارس الأبناء معنا هذا الدور؟

JoomShaper