تهاني الشروني
حين أنجبت ابنتي الأولى كانت فرحة أمي بها ليس لها حد، بل أكاد أجزم أني لم أرها على تلك الحالة من السعادة من قبل، ولعل ذلك يرجع إلى أني كنت وحيدة والديّ، وكنت قد تزوجت من أحد أقاربي ورحب أبواي بزواجي المبكر، فلم أكن قد انتهيت من دراستي الجامعية بعد، مما أتاح لهما تنفيذ رغبتهما في أن نقيم معهما في بيت العائلة، فكان أمرا طبيعيا أن أبقى معهما حتى أنتهي من دراستي، حتى لا تثقلني المهام الزوجية والمنزلية.
ولم يمضِ على زواجي إلا عام وإذا بهبة الله تحملها أمي بين ذراعيها لتنطلق السعادة من قلبها وترسم السرور على وجهها.
كانت الأيام تمر بسلام وسعادة، وحازت مولودتي غالب اهتمام جدتها، وتفرغت أنا لإتمام دراستي والتمتع بحياتي الزوجية، وأحاطنا والداي بالرعاية والمسارعة في تلبية الرغبات.

رسالة المرأة- نسمة حمدي
كلنا يعرف ماذا يقصد بانفعال الغضب. ومن منا لم يعايش هذا الانفعال، من منا لم يسيطر عليه الغضب في بعض المواقف وفقد معه تبصره بعواقب أفعاله!!
الغضب انفعال إنساني عادي، طبيعي، بل انفعال صحي في بعض الحالات. ولكن عندما يصبح انفعال الغضب خارج إطار القدرة على ضبطه أو السيطرة عليه وبالتالي تحوله إلى أداة تدمير هنا فقط يقال إن الغضب انفعال سلبي مدمر يوقع الإنسان في الكثير من المشاكل التي قد لا يجد لنفسه خلاصاً منها فالغضب هو مفتاح لكثير من أبواب الشر.
والغضب من الصفات التي نهى عنها النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم، وكلنا يذكر قصة ذلك الأعرابي الذي جاء ليأخذ النصيحة من الرسول فأمره ألا يغضب، فقال: زدني، قال: لا تغضب، فقال: زدني، قال: لا تغضب... ولا زال النبي – صلى الله عليه وسلم -  يكرر هذا الأمر حتى انتهى الأعرابي عن السؤال.
ولقد ورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحدّ من آثاره ، فمن ذلك:
1ـ الاستعاذة بالله من الشيطان: وقال صلى الله عليه وسلم: إذا غضب الرجل فقال: أعوذ بالله ، سكن غضبه.
2ـ السكوت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت).

وائل بن إبراهيم بركات
تحدثنا في الحلقة السابقة عن أثر سوء الظن على الحياة الزوجية، ونتحدث في هذه الحلقة عن الأسباب المعينة على مجاهدة سوء الظن والقضاء عليه، ودخول نسائم حسن الظن على الزوجين:
سلامة النية: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة، فصبحنا القوم على مياههم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله" قلت يا رسول الله: إنما كان متعوذا. فقال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله" فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم" متفق عليه، أي رواه البخاري (6872) ومسلم (96).
إن صلاح النية وسلامتها هي أساس الحياة الزوجية، والتي تبدأ مع بداية كتابة العقد، وعندما تنطلق الحياة الزوجية تصحبها سلامة النية، فإن هذه الحياة بكافة تفاصيلها تصبح عبادة يؤجران عليها، والنية السليمة لا تجتمع مع سوء الظن، ولذلك كان الحكم على النوايا أمرا متروكا لله الخالق سبحانه، فهو سبحانه يتولى السرائر، فالدوافع والأهداف والغايات يتولاها سبحانه، أما نحن فلنا الظاهر نحكم على الأقوال والأفعال والمواقف.

محمد سلامة الغنيمى
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله تعالى قد امر عباده بالرضا بقضائه ، والشكر على نعمائه ، وفى الرضا بالمولود كنز عظيم وفوائد جليلة وأسرارعظيمة ، يعد أثرها النافع وثوابها الجزيل على الوالد والمولود ، بل تنتفع الأمة بأثره وفضله .
والرضا هنا يكون بالمولود ، ذكراً كان أو أنثى ، صحيحاً كان أو سقيماً ، فهو نعمة وهبه من الله تعالى ، يمنحها من يشاء يحجبها عمن يشاء ، فمن منح فعليه الشر والرضا ومن منع فعليه الصبر والدعاء .
ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى ، والخلق كلهم متساون عنده فى الربوبيه ، يعطى كل فرد منهم ما يصلحله وما يستأهله ، فربما كان القليل أفضل من الكثير ، وربما كان الذكر أفضل من الأنثى ، وربما العكس والشواهد كثيرة فى دنيا الناس ، ولكن الأنسان كان عجولاً ، قال تعالى : "  يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " ( النساء : 11 ) ، وقال تعالى : " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ " ( الشورى : 49 -50 ) ، وقال تعالى : " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " ( البقرة : 216 ) .

الطاقة المنسية في الحياة الزوجية
بدرية طه
يتجاهل كثير من الأزواج "اللمس" تلك اللغة التعبيرية التي تعد نوعًا من أنواع التواصل غير اللفظي الذي يعبر عن أحاسيس الإنسان الداخلية وتنعكس على الشخص المتلقي.
وثبت أن للمس تأثيراً نفسياً قوياً في تهدئة المشاعر وتنمية الشعور بالأمن، فهو يعمق من درجة التقارب الجسدى ولا ينحصر ضمن إطار الاتصال الزوجي الخاص.
فاللمس يمنح الطمأنينة وقد تحتاجه الزوجة أكثر من الرجل, لكون جلدها أرق، وقد ذكر علماء أن تلك العملية تحفز إفراز هرمون الأنوثة المعروف باسم الاستروجين.
وللتعرف على أهمية اللمس، نعطي مثالاً هنا لحادثة بسيطة أثناء الحرب العالمية الثانية.. حيث وضعت عنابر ليتامى الحرب، ولاحظ طبيب من الأطباء أن أحد عنابر الأطفال يتسم بالهدوء أكثر من غيره، كما أن نسبة الموت بينهم أقل واستجابة الأطفال لأوامر الممرضات أكثر.. سأل نفسه.. لماذا هذا العنبر بالذات أطفاله هكذا؟!.. وبرصد كل العناصر وجد أن كل العنابر بها ذات الغذاء وذات العناية الطبية، هناك شيء واحد مختلف في ذلك العنبر، عجوز تسكن بالقرب منه، تحضر كل يوم وتلمس الأطفال على رؤوسهم، وتحتضنهم.

JoomShaper