محمد الشهراني
ارتفعت نسب حالات الطلاق وازدادت المشكلات الزوجية في مجتمعنا بسبب عدم تأهيل الزوجين قبل الزواج بدورات تثقيفية عن أسس وقواعد نجاح الحياة الزوجية وخلو عقد الزواج من ذلك الشرط الهام، حتى أن الكشف الطبي قبل الزواج غير مكتمل من الناحية الطبية والنفسية والتاريخ المرضي الذي يمكن الزوجين من التعرف على سلامة الطرف الآخر.. وفي هذا الصدد فإنني أُطالب الجهات المعنية بتطبيق تلك الدورات والكشف الطبي المتكامل بشكل إلزامي لمساعدة الراغبين في الزواج على معرفة مفهوم الحياة الزوجية، وأسس تطور العلاقة بين الزوجين والأسس التي يتم بناءً عليها اختيار الشريك وفرص التعرف عليه (معرفة الذات) ليتم بناءً عليها اختيار الشريك الأنسب وفهم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة في نمط الحياة وطرق التفكير والنواحي الفسيولوجية ومعرفة دور كل من الزوج والزوجة في الحياة الزوجية وتجنب العوامل التي تؤدى إلى فشل العلاقة الزوجية أو توترها والاطلاع على أهم وسائل إدارة الخلافات الزوجية ومواجهة عوامل فشل الحياة الزوجية.

بدرية طه
كثيرًا ما يشدد خبراء العلاقات الزوجية على أهمية الصراحة بين الزوجين، مؤكدين على أنها طوق النجاة لحياة زوجية بعيداً عن الشكوك، كما اتفق العلماء على أن مصارحة كل طرف للطرف الآخر بكل ما يضايقه منه هو الطريقة الوحيدة لحياة صحية ونفسية سليمة وأقل توتراً، ولكن هل هناك حدود لهذه الصراحة بين الزوجين أم أن هذه المصارحة المطلقة أساس لعلاقة زوجية سعيدة وسوية؟.
صراحة ذكية
في البداية تقول شيرين بكر: إن الصراحة بين الزوجين لا تعني أن تحكي المرأة بغباء، أو يسرد الرجل كل ماضيه بطريقة قد تفتح عليه أبواباً هو في غنى عنها، لكنها في الوقت نفسه تقول: إنّ الصراحة مطلوبة بين الزوجين فيما يتعلق بحياتهما المشتركة معاً، فهناك صراحة تقرب بين الأزواج وتجعل العلاقة بينهم تصل إلى مرحلة الصداقة.
وتؤيدها في الرأي  ندي إبراهيم " إنه ليس من الواجب على الزوجة أن تخبر زوجها بكل شي في حياتها، ويجب أن يحترم كل شخص خصوصية الطرف الآخر، فقد تقول الزوجة أشياء صغيرة، ويصنع منها الزوج مشاكل وخلافات، فمن المفترض أن يكون لكل فرد داخل الأسرة خصوصياته".

خالد رُوشه
قليل من الكبار من ينسى حكايات أمه , ونادر منهم من لا تناوشه ذكرياته كل فترة حول قصة قصتها له أمه بينما كان صغيرا ..
حضن الأم الدافىء , وشعور بالأمان بجوارها , وخيال الطفل الخصب , ورغبته في تصديق كل ما يقال له , كل ذلك يُكون بيئة نفسية ملائمة لنقش قصص الأم التي تقصها عليه كل حين في صدره  , فتارة قبل نومه , وتارة عند غضبه , وتارة لإقناعه بشىء ما .
نستطيع نحن أن نساهم في بناء وجدان الطفل من خلال هذا المفتاح السهل البسيط , وأن نوجه المسيرة النفسية لأطفالنا في بدايتها , تلك التي تتشكل عبر ما يأتيها من بيئتها المحيطة ومما يصلها من قناعات .
لك أن تتخيل شخصية الطفل الصغير وتكوينه النفسي الهش الرقيق , مع كل ما يلقى إليه من جانب يثق فيه تمام الثقة – وهو أمه – ويتكرر ذلك بصورة شبه يومية على مسامعه , تاركا لخياله العنان لفترات طويلة لتصور تلك القصص واقعيا , إن ذلك التأثير ليُحفر ولاشك في وجدان الطفل وذاكرته شئنا أو ابينا ..

بدرية طه
تحلم كل فتاة باليوم الذي تجد فيه شريك حياتها، ليشاركها حياتها بحلوها ومرها، ليتقاسم معها أحلامها ويعيش معها واقعها بكل ما فيه، ولكن بعد العثور عليه وفي الشهور الأولى من الزواج تصطدم بأن الحياة معه ليست كما كانت تتخيل وتتمنى؛ لأنها في الغالب تعتقد أنه يرى الحياة كما تراها هي، تعتقد أنه سيتصرف كما تحب هي ومن منظورها هي.. ولكن الأمر مختلف تماماً، فالرجال لهم عالم خاص بهم... لا يفكرون بنفس تفكيرك وحتى طريقة تعبيرهم عن المشاعر مختلف كلية عن طريقتك أنتِ..  ولكن دعيني أقول لكِ: إن أغلب الرجال يمكن أن تكسبيهم إذا ما اتبعتِ معهم قواعد التعامل مع أطفالك وهي:
- عدم الملل: في بداية تعليمك لطفلك سلوكيات جديدة أو تقويمك لسلوك سيئ بداخله فأنتِ لا تملِّين ولا تكلِّين من  تعليمه السلوك الصحيح أو إظهار رفضك للسلوك السيئ بإيماء أو حركة تظهر على وجهك.. فمع الوقت وبهدوء أعصابك ستجدين أن زوجك سيتجنب السلوك غير المرغوب لك شريطة ألا يكون الأمر مصحوباَ بالنكد والصوت العالي وفي صورة تظهرين فيها أنك الأقوى ولابد من تنفيذ ما ترغبين فيه.

شلاش الضبعان
كلما وصلني خبر أن عائلة من العائلات التي كنا نرى أنها مثال للتواصل والتراحم والألفة قد بدأت بينها الخصومات وأصبح بعضهم يتكلم عن البعض الآخر، يصيبني ألم وحزن شديد!
فمن أعظم ما يميز مجتمعنا الترابط الأسري الرائع، الذي يجعلك تدخل المجلس فترى الجد والابن والحفيد في مجلس واحد وبتواصل وتآلف مميز، بل إنك تسمع من يقول عن شخص آخر: هذا خالي!
وعندما تسأل تجده هذا الخال، هو خال والده أو والدته، أو من قبيلة والدته!
هذه دعوة للعقلاء أن يحافظوا على تماسك عائلاتهم، وذلك بالرقي وعدم الالتفات إلى السفاسف..
هذا التواصل نعمة عظيمة تستحق المحافظة عليها بلا عنصرية ولا تعال، بل بتواضع وحمد لله، فما حافظ على الترابط والاجتماع مثل رقي الأهداف وسلامة الصدور!
ففي تواصل العائلات واجتماعها وقاية من أمراض كثيرة تسببها الوحدة والانفراد التي ترسخها متطلبات الحياة المادية في هذا العصر، والثقافة الغربية التي جعلت الفردية جزءاً من مكوناتها حتى في عادات الأكل التي تنقلها لنا مطاعم الوجبات السريعة!

JoomShaper