قبل ما يقارب العقدين من السنين ... عندما كنا صغاراً، نعد الأيام لحلول العيد , تارةً بشكل صحيح ... و أخرى نبلع بعضها، نعتقد في قرارة أنفسنا الخيالية التي تعيش مع عالم ( أليس في بلاد العجائب ) أن العيد سيأتي في وقت أبكر من حينه ...

الاختلاط باب من أبواب الشر، يبدأ بالنظرات، ثم الابتسامات والسلامات والكلمات، وينتهي باللقاءات، ثم المصائب والفضائح والنكبات، والاختلاط حبل من حبائل الشيطان يزين به للناس الشر، ويلبس عليهم بأنه شيء صغير حقير، فيندفع أصحاب الهوى إليه غافلين عن شرره، ومعظم النار من مستصغر الشرر. وقد حذرنا الله -تعالى- فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21].

انتقلت إلى بارئها يوم السبت ليلة الأحد الماضي عشرات الأرواح البريئة من النساء والأطفال، وتشوهت عشرات الوجوه والأجساد الأخرى على إثر الحريق الذي اندلع في خيمة (سرادق) عرس غير مرخصة في منطقة العيون بمحافظة الجهراء شمال غرب العاصمة الكويت.

ان الحديث عن مجلة " جسد " التي أصدرتها الشاعرة " جومانا حداد" أمر ليس بالسهل، ومن المؤكد بأنه لن يعجب كثيرمن المثقفين الذين يجدون في هذه المجلة بشرى خير للخلاص من المحرمات- التابوهات- التي تسيطر على افراد مجتمعنا وتحجزهم في سجن العادات والتقاليد والأديان.
لذلك فكلامي لن يكون موجها لمدعي الثقافة، الذين بنوا شهرتهم على بعض الكتب والمقالات الجنسية الفاحشة, اي "الجريئة"على ما يدّعون, ولا الى اولئك الكتاب والشعراء والصحفيين الذين يتباهون بخروجهم عن كل دين وخلق وقيم حضارية منعت مجتمعاتنا من التفكك و الانهيار حتى اليوم ...

عندما أسست مجموعة من الأخوات الفاضلات من هذا المجتمع وكان لي شرف التأسيس معهن (جمعية محاربة الرذيلة في القنوات الفضائية). وأنشأنا لها موقعا على شبكة الإنترنت باختصار اسمها (فضيلة), في نهاية شهر رمضان الكريم العام الماضي كنا نضع أمامنا حماية المجتمع من معاصي ومنكرات ما تبثه بعض القنوات الفضائية التي يملكها الأثرياء مع الأسف, ولا هدف لهذه القنوات سوى تسويق الرذائل وتلميع الكبائر والتهوين منها بل اعتبارها (حرية شخصية)! وتيسير أساليبها في عيون من يتابع برامجها.

JoomShaper