محمد عبد الكريم النعيمي
لا ريب أن الدراسة النظامية في المدارس المعاصرة لا تُحَقِّقُ - بمراحلها الثلاث - ثقافةً، ولا تُغني من العلوم طالباً، ولا يُنتظَرُ منها ذلك، فهي إنما تَمنَحُ الطالبَ مفاتيحَ العلوم، لِيَتَلَمَّسَ طريقَه من خلالها، وَتُتاحَ له فُرصةُ تحديد مستقبله العلمي بما يَتَناسَبُ وَمُيولَه وَمَوَاهِبَه التي تَتَبَدَّى بشكلٍ واضح خلالَ مراحل التحصيل.   هذا في المستوى التنظيري. أما في الواقع المشاهَد - في العالم العربي على الأقل - فلا أَحَدَ يُجادل في أن مُخرَجات التعليم مؤسفة بل ومخزية، وأن الطالب لا يَستَوعب الموادَّ المقررة، فضلاً عن أن تساعده في تحديد مَسَاره وَرَسْمِ مُستقبله، وما ذلك إلاّ لأسبابٍ مُجمَلَةٍ في:
1- قِدَم المحتوى الدراسي وتقليدية الطَّرح.
وليس المقصود بتحديث المحتوى طباعتَه الفاخرة وصبغ كلماته بالألوان، وإنما تحديثه بحيث يُدرك الطالبُ أهميةَ ما يدرس، والصِّلَةَ بين المنهج والواقع، وبالتالي يتمكن من استيعابه على الوجه المنشود بما يُحَقِّق الهَدَفَ منه، وكذلك تحديث طريقة الطَّرح النَّمَطية التقليدية، وَجَعْلها أكثرَ فاعليةً ولفتاً للانتباه وإيقاظاً للأذهان.

هبة الكايد
لو نظرنا حولنا قليلا لوجدنا الايادي التي تمتلئ بالهواتف النقالة لا تعد ولا يمكن أن تحصى.. بعد أن بات الكل يقتني جهازا نقالا وربما أكثر.. مما سبب لنا أضرارا نفسية جعلت منا أناسا انطوائيين متجاهلين لأولوياتنا مهتمين بالاجهزة الخلوية وتطبيقاتها بدلا من الانخراط والتركيز في جو الاسرة والعمل والمحيط الاجتماعي ، وما يزيد الأمر تعقيدا هو الانتشار اللامعقول للأجهزة المزودة بالكاميرات والتي أصبح من السهل على أي فرد امتلاكها والتقاط ما يحبذ من صور وأفلام وتخزينها على هذا الهاتف لا بل وتناقلها من جهاز لجهاز ومن صديق لصديق ومن يدْ ليد.

اسراء عبدالله
لا بد لنا من وقفة تأمل لواقع جامعاتنا.
ترى هل ابتسم ابتسامة فخر واعجاب عندما أرى كورال احدى الجامعات دون ذكر أسماء "قالبا لمحششة".. الدخان متصاعد وضحك ومسخرة من قبل شباب وصبايا بعمر الزهور.
"هل انا بحلم أم في علم".
هذا المكان الراقي الذي يجب أن تخرج منه الأصوات العذبة وأنغام موسيقية "بترد الروح" يتحول الى "كازينو" للم شلل الضياع.
وانه لشيء مؤسف أن تتحول بعض جامعاتنا العصماء التي لها قدسيتها الى ملتقى "للحبيبة" ولطالما كانت مكانا مخصصا لطلاب العلم والعلاقات الاجتماعية البناءة لا "ديفيليهات" لعروض الأزياء و"منتجعات" لقعدات الأنس.

وشيء طبيعي ان يخاف البعض من "حجاتنا" على أولادهن من "بنات الجامعات" بسبب الفئة ذات الأقلية التي شوهت الصورة الصافية لتلك الأغلبيبة التي كانت ولا زالت "بترفع الراس".

إسكندر نعمة   
من مسلمات العلائق الاجتماعية وأمر لا يرقى إليه الشك، تلك العلاقة الوثيقة القائمة بين المراهقين ذكوراً وإناثاً، والمخدرات على مختلف أصنافها وتعددها، بدءاً من الحشيش والماريغونا، مروراً بالهيروين ووصولاً إلى الأفيون. هذه المخدرات الشرسة تفعل فعلتها الخبيثة في تفتيت الحالة الصحية وتمزيقها لمن يتعاطاها وخاصة من المراهقين. إذ إنها السبب المباشر في إحداث الكثير من الخلل الجسماني والنفسي والعصبي، كأعراض بطء التنفس وفقدان الشهية وتصلب الشرايين وانسدادها، والقلق الدائم والتهيج المستمر وأخيراً الفشل الحياتي.

تعيش القراءة في المغرب وضعاً متدهوراً لا يبعث على الارتياح، إذ لا يتوقف مثقفون وكُتاب مغاربة عن التنبيه بخطورته وتداعياته الراهنة والمستقبلية على الأفراد والمجتمع على حد سواء.
ويتحدث مثقفون عن انعدام القراءة كلياً لدى المغاربة وليس فقط عن تدني نسبتها أو أزمة تعاني منها، فيما يرى البعض الآخر أن الأزمة الحقيقية تكمن في نوعية الكتب المُنتَجة وليس في معدل القراءة.
وعزا هؤلاء المحللون الوضع الكارثي للقراءة إلى ضعف التربية على القراءة في الأسرة، وإلى غلبة الكتاب الإلكتروني  والاكتساح الرقمي، فضلاً عن تدني القدرة الشرائية وضعف البنى الثقافية التحتية، وأيضاً تفشي ظاهرة الأمية داخل المجتمع.

JoomShaper