متدينون أخطأوا في تربية أبنائهم
- التفاصيل
قال وبحسرة تعتصر قلبه والدموع تتحدر من عينيه : أتمنى أن أخشع في صلاتي وأن أبكي فيها مثل المصلين الذين سمعت بكاءهم خلف الإمام في ليالي رمضان، ثم تابع حديثه قائلا: نحن ثلاثة أخوة في البيت وأنا أوسطهم وكان والدي يضربنا من أجل الصلاة وهو شديد علينا، وأذكر أنه كان يوقظنا لصلاة الفجر بالضرب ونحن نيام، وكنا نقوم من نومنا فزعين خائفين وكأننا في فيلم مرعب، نذهب معه لصلاة الفجر أنا واخواني من غير وضوء خوفا منه، ومازلت حتى الآن عندما أذهب للصلاة أشعر بالكراهية من شدة الضرب الذي تلقيته من والدي.
وقصة أخرى يقول لي صاحبها: إن والده كل يوم يناديه ويأخذ هاتفه ليراقب ما فيه ويسأله : هل فيه صور مخلة للأدب أو أفلام سيئة؟ يقول وكنت أجيبه بأنه لا يوجد وأنا صادق لكنه لا يصدقني ويفتش هاتفي ويأخذه عنده ليراقبه، فلما رأيته يعاملني بهذه الطريقة صرت أهتم بالصور الخليعة والأفلام الجنسية الفاضحة، عنادا مني لا حبا في هذه الأمور وبدأت أسلك سلوكا منحرفا ومازلت حتى هذه اللحظة.
تربية الأبناء على الاختيار وعزيمة الإصرار
- التفاصيل
الأستاذ بسام الطراس
أبناؤنا في سني عمرهم الأولى فيهم طواعية أنعم الله علينا بها، يسهل من خلالها إكسابهم أيَ خلق نريد، فهم كالعود اللَيِن، لذا بالإمكان تقويم اعوجاجهم وتعديله، أما يوم يصلب ويكبر تصعب صياغته والتأثير فيه.
الأجيال السابقة امتازت بالعقول الراجحة والقدرة على الاختيار وتعليل سببه، كما امتازت بالصبر والقدرة على التحمل وعدم الانهيار أمام الصدمة الأولى، فالاختيار والثبات مع الإصرار من الصفات التي ينبغي أن نربي أبناءنا عليها، لا يستغني عنها شاب أو فتاة، وما نراه اليوم من تقليد أعمى وجري وراء "الموضة" ينمُ عن مستوى رديء لأبناء هذه الأمة، وليس أقل من خطورة ما نسمعه عن عجز وانحلال وتردد الأبناء وعدم الصبر والتحمل أمام أيِ مشكلة قد تواجههم وما أكثرها.
اللعب وعلاقته بالتفكير الإبداعي عند الأطفال
- التفاصيل
أ. د. فاروق السيد عثمان
بيّنت بعض الدراسات مثل دراسة "ليبرمان، ستون، وسمث" انّ الأطفال الذين تعلموا اللعب بطريقة تخيلية يحصلون على درجات عالية على إختبارات التفكير الإبداعي بالمقارنة مع الأطفال الذين لم يمارسوا اللعب. وتنمية الإبداع يأتي من خلال الجمع بين التدفق الترابطي للأفكار والاتجاه المتسامح نحو الألعاب المتنوعة.
إنّ محاولة فهم سيكولوجية اللعب هي من الانجازات الضخمة في ميدان علم النفس. إنّ تاريخ اللعب تاريخ طويل أمتد من عهد أفلاطون وأرسطو حتى الآن، حيث يرى أفلاطون أنّ الصغار يمكنهم التدريب على أعمال البناء من خلال اللعب وذكر أرسطو أنّه من الضروري تشجيع الأطفال على اللعب مستخدمين المهارات التي ستكون حرفتهم في المستقبل.
وفي بداية العصر الحديث قدم العديد من علماء التربية مثل "بستالوزي" و"وفرويل" تصورات عن اللعب، حيث أعتقدوا أنّ الطفل يجب أن يطلق حراً لكي يمارس نشاطه التلقائي بحيث يعبر عن ميوله ورغباته. وأفضل الأساليب لتحقيق ذلك هو اللعب بإستخدام الموسيقى والشعر. وقد توصلت "مونتيسوري" إلى عدد الاكتشافات حول الكيفية التي يتم بها التعلم المتمثلة في التصورات الآتية:
1- الصور أفضل من الكلمات.
2- إنّ الإطلاع أفضل من الاخبار.
مفردات التربية الاقتصادية للطفل
- التفاصيل
وكيف يصلون بالأبناء إلى الطريقة المثلى في الإنفاق من الاعتدال بين البخل والتقتير والإسراف والتبذير؟
أعزائي المربين.. إنه موضوعنا اليوم إن شاء الله تعالى، فإلى هذه السطور نتعرف على مفردات التربية الاقتصادية للطفل.
أعزائي، لا شك أن المال عصب الحياة، وهو مع الولد زينة الحياة الدنيا كما قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف:46].
وهو أيضًا أحد الكليات الخمس التي أمرنا الشرع الحنيف أن نحافظ عليها (الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال) حتى أن من قتل دفاعًا عن ماله يعد شهيدًا عند الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد) [رواه أحمد وقال الألباني: حديث صحيح].
وفي منهج التربية الإسلامية للأولاد تتميز عملية التربية بالتوازن والشمول فلا إفراط ولا تفريط؛ حتى ينشأ الطفل نشأة صالحة سوية ليس فقط في العقيدة والأخلاق بل أيضًا في السلوكيات المنضبطة بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، ومنها السلوك الاقتصادي في الإنفاق والكسب والادخار والاستثمار.
أبناؤنا وهاجس الاختبارات!
- التفاصيل
نعيش هذه الأيام مع هاجس الاختبارات في سباق مع الزمن, وتبرز مقولات كثيرة: الدقائق من ذهب, والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك, وتشد الأعصاب في البيوت وطوارئ لها مناوبون جادون ساهرون في كل ليلة حتى الفجر, ودروس خصوصية, ووصفات وعلاجات!! وإن تطفل فضولي مثلي وسأل: ماذا جرى أيها الناس؟! قالوا: وتسأل كذلك! إنه حصاد الزرع, بل حصاد سنوات من الترقب والجد والتعب لفلذات أكبادنا لا سيما في الثانوية العامة! والحق أنه ليس من عاقل ضد المثابرة والاجتهاد لإحراز الفوز والنجاح, فهذا لا يختلف عليه اثنان, ولكننا ضد الأسلوب والفوضى والغش والعشوائية في قطف الثمار اليانعة! فأين المنهجية التربوية الإيمانية, والتخطيط العلمي لمواجهة الاختبارات الدورية بشكل متميز فاعل في بيوتنا؟! ومن منا يا ترى يجلس مع أبنائه مع بداية العام الدراسي, ليرسم معهم خطة لدراستهم واستثمار وقتهم فيما ينفع, ويوجههم تربوياً وإيمانياً لما يصونهم من ضياع سنوات عمرهم فيما لا يجدي؟!
ومن هنا أضع بعض النقاط المهمة الغائبة عن الكثيرين للتركيز عليها وتفعيلها بصدق لدى أبنائنا, ونحن أولى الناس بها:
· أن يشعر الأحبة الأبناء أن اختبارهم هذا ليس إلا صورة مصغرة من اختبار الله لنا في أعمال الدنيا, لنفوز بالآخرة غير أن اختبار الآخرة لا إعادة فيه, ولا مجال أمامنا فيه للدور الثاني؛ فما أحرانا أن ندرك ذلك في جميع أعمالنا! كما ينبغي استحضار النية الصادقة والإخلاص في طلب العلم لرفعة دين الله ثم نفع المسلمين.