سهاد عكيلة
أعزائي:
هل تعتقدون أنه بالصوت العالي والصراخ تحصلون على ما تريدون؟
لعل بعضكم مارس هذا السلوك ونجح في حيازة ما ليس من حقه، واعتقدَ أنه فاز.
ولكنه في الواقع قد خسر كثيراً، فتعالَوا معي نعدِّد كم ستخسرون من وراء ذلك:
1. إنكم تُسيئون لآبائكم وأمهاتكم عندما ترفعون أصواتكم أمامهم وتخالفون أوامرهم لتحصلوا على ما تريدون
2. تُغضبون ربَّكم عز وجل؛ فالله تعالى يحب الابن البار بوالديه الذي لا يصرخ في وجههما ولا يقول لهما حتى كلمة «أُف»، كما يحب المؤدب صاحب الخُلُق الحسَن.
3. تخسرون محبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والقُرب منه يوم القيامة، فرسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن مِن أَحبِّكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً».
4. يخِفّ ميزان حسناتكم يوم القيامة بسوء أخلاقكم، فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخُلُق، وإن الله يُبغض الفاحشَ البذي».
5. تخسرون أصدقاءكم إن تعاملتم معهم بالطريقة نفسها؛ فالصديق الخَلوق لا يصاحب إلا من كان مثله.

بقلم أم محمد – ناهدة عبد الفتاح
أقدِم نصيحتي إلى كل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر. فقد قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه:"بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنّصح لكل مسلم".
قد نسيت الأم في وقت من الأوقات أنها مسؤولة عن أسرة بأكملها وهذه الأسرة قد تكون رائدة في صلاح المجتمع أو زائدة في إفساده.
فمن واجبات الزوجة أولاً: أن تكون زوجة صالحة مطيعة مسؤولة عن زوجها ورعايته معترفة بفضله تحقيقاً لواجب التعاون المتبادل ولإقامة الوفاق الدائم بينهما، فقد أثنى الله عز وجل على الزوجات الصالحات في قوله سبحانه:﴿الرجال قوّامون على النساء بما فضَل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله﴾. ومن واجبها أيضاً: أن تنبع له السعادة من كل عيون الأرض ينابيع لا تنفد, وبهذا تكون قد أمَنت له الراحة والهدوء في بيته وتكون قد أوجبت على أولادها احترام أبيهم واحترامها أيضاً. وبالمقابل على الزوج أن يقدِر لها هذا الأمر ولا ننسى أن معاملة الزوج لها تؤثِر في تربية الأولاد. فعليه أن يحسن عشرتها وأن يحترمها ويؤدِي مطالبها حسب المستطاع ويعلِمها أمور دينها ولا يؤذيها بكلامه أو يؤذي أهلها ويعتني بتوجيهها وتهذيب سلوكها وتأديبها عند الحاجة فقد قال الله تعالى:﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة﴾. ولا يشتمها أو يضربها على وجهها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن حقّ الزوجة قال:"أطعموهنّ مما تأكلون واكسوهنّ مما تكسون ولا تضربوهنّ ولا...﴾. وعلى الزوجين ستر ما يجري بينهما من قول أو عمل لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:"إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها".

عمر السبع
أطفالنا والأحاسيس
إن غياب أو قلة الحنان والعطف من قبل الأم يؤدي غالبًا إلى ظهور جملة متنوعة من الحالات الانفعالية السلبية لدى الطفل، وتقود أحيانًا لإصابتته بحالات نفسية معقدة، بدءًا من شعوره بالعجز والضعف وانتهاء بشعور الحقد والكراهية تجاه الآخرين بالإضافة إلى تعرضه لبعض المعاناة الجسدية التي تؤدي في بعض الحالات إلى هلاك الطفل.
ومهما تكن الظروف التي يترىى فيها الأطفال الذين تركتهم أمهاتهم، ظروفًا مثالية أو رائعة من وجهة نظر البعض، لكن هؤلاء الأطفال ومع بلوغهم سن الصبا يبدأون في البحث عن الأم أعز مخلوق لديهم.
أما الإنسان الذي لم يرى أمه من الأساس فإنه يتوق بصورة كبيرة إلى التمتع بشعور الطفولة وحنان الأم الذي يشعر به من حوله ممن هم في نفس عمره.
أما الطفل الذي يفتقد حنان الأم الرقراق فإنه يفتقد بذلك إلى شيء لا يمكن أن يعوض أبدًا.
وحين نبحث حول هذا الموضوع نكتشف أن معظم الدراسات تؤكد على أن المشاعر والأحاسيس المتبادلة بين الأم والطفل في سنواته الأولى على وجه الخصوص، هذه المشاعر والأحساسي لها بالغ الأثر على صحة الطفل النفسية، فهي تعد من أهم العوامل التي تساعد على النمو النفسي للطفل بشكل صحيح، ومن ثم تؤثر في نمو شخصيته نموًا طبيعيًا، ولكن لماذا؟

سامية عطية نبيوة
لا شكَّ أن نعمة الأطفال من أعظم نعم الله - سبحانه وتعالى - وأجلِّها، لا يُقدِّر شأنها ويُعظِّم قدرها إلا من حُرِم منها، وتلك النعمة تتطلَّب منا الشكر والحمد على أن وهبنا الله إياها.
ولكن قد نجد أن الكثير من الآباء يَشعرون أن أبناءهم هم مصدرالألم لهم؛ وذلك بسبب وجود مشاجَرات وخلافات بين أطفالهم؛ حيث يعتقد بعض الآباء أن الأبناء ما داموا في بيئة جيدة مُلتزمة بالدين والأخلاق، فلا بد أن يكون هؤلاء الأبناء معصومين من الخطأ أو الزلل أو إحداث سلوكيات سيئة، ولكن هناك حقيقة هامة يجب أن يتذكَّرها الآباء دائمًا، وهي أن الطفل طفل؛ بمعنى أنه يحتاج بصفة مستمرة إلى تربية وتعليم وتقويم، ومع ذلك يُتوقَّع منه بعد ذلك الخطأ والنسيان.
ولذلك يجب علينا - نحن الآباءَ - ألا نَنزعج كثيرا بشأن خلافات ومشاجرات أطفالنا؛ فهذه الخلافات والمشاجرات من شأنها أن تخلق جوًّا من الألفة والعلاقة الجيدة بين الأطفال؛ لأن تلك العلاقة بين الأطفال ما هي إلا مزيج من الشجار والخلاف والتصالُح والحب واللعب.
وهنا يجب أن نمنَح أطفالنا الفرصة للشجار والخِلاف ولو قليلاً، ما دمنا قد نمَّينا فيهم مشاعر الحب والألفة؛ وذلك لأن التربية الصارمة ستجعلهم يُفرغون ما بداخلهم في أشياء أخرى ربما تكون سلبية، ولكن علينا أن نُراقب ذلك الخلاف من بعيد؛ حتى لا يتطور الشجار بينهم ويأخذ أشكالاً أخرى.

محمد تكديرت
توجه أصابع الاتهام للطفل الصغير، لينطق قلبه "آسف.. اعذرني"، ليكبر هذا الطفل فيما بعد، و يجد نفسه عالقًا وسط قطارٍ توقَّف لتَوِّه في الخلاء فقط لأنه توقَّف، ثم ليطرد الوساوس من ذهنه قائلاً لنفسه: "اصبر يا هذا سوف يقدَّم لك اعتذار يزيل هم يومك بأكمله.. "، و بينما هو يتحدث مع ذاته بلغة إيجابية راقية؛ إذا بشرطي القطار يظهر حاملاً معه أمرًا لا اعتذارًا" تأشيرتك!"
إنَّ مثل هذه المواقف وغيرها الآلاف تتقبلها عقولنا بشكل لا واعي بأنَّها جزء من الحقيقة التي لا يمكن الحديث عنها أو الدوران حولها... ألا ترَى معي أنَّ خطأ المدير منزَّه عن الاعتذار، وحينما تحاول خلايَا مخك السؤال تجد الجواب مركونًا في زاوية من ذهب "إنَّه المدير "تخرج من فم صاحبها بعينيين شاخصتين كالمَغْشِيِّ عليه من الموت!
نحن لا نريد قطعة حديد صفراء قد نهشّ الزمان أطرافها مكتوب عليها بخط باهت "نعتذر لإزعاجكم"، وكأن ثقافة الاعتذار لا توجد إلا على الطرقات، وإن كان الأمر كذلك فإننا نطالب أن تعبد جميع الإدارات والمرافق العمومية أو أن تنزل الإدارة إلى الطرقات!!
حتَّى الكبرياء له دوره في تضخيم إحساس الأنا بوجودها وأنَّها هي الأصل و ما دونها باطل... لهذا تجد الشخص يغرق في مستنقع الأخطاء ليستيقظ على جملة عَرَق جبينه من أجل نحت حروفها  "نعتذر منكم"، وحينما يتعلق الأمر بتشييد أو نجاح يبدأ عداد "الأنا" في مباشرة عمله، وتقبر الجماعة في صمت الخطأ .

JoomShaper