أبنائنا .. والشقاق الأسري
- التفاصيل
قالت لي وقد شرد بصرها بعيدا : لم يحب أحدهما الآخر على ما أعتقد، كانا دائما الشجار والعراك، لكن والحق يقال فقد كانا يحاولان ألا يُظهرا هذا أمامي أنا وإخوتي ،
كانا يحاولان إيهامنا دائما أن علاقتهما على ما يرام، كنا نسمع صراخهما في غرفة النوم ، لكنهما ـ وفي كل مرة ـ يخرجان وابتسامتهما ترتسم على الشفاه، ابتسامة أقرب لقول الزور!!.
يؤكد علم النفس أن أحد أهم الأشياء التي يمكن أن يقدمها الأب والأم لأطفالهما، أن يحبا بعضهما البعض!.
ويوضح علماء النفس أن الطفل الذي ينشأ في بيئة تغلب عليها مشاعر الحب والمودة، يكون أكثر شعورًا بالأمان والطمأنينة،حتى وإن لم يشمل هذا الحب الطفل نفسه!،
وذلك لأن الطفل وقتها يشعر بأن والديه سيبقيان معه ويوفران له ما يحتاجه من أمان وراحة، ولن يكون مضطرًا في يوم من الأيام للاختيار بين الأب والأم .
كيف نربي أولادنا؟
- التفاصيل
إن هذه الكلمات تشمل أهم أنواع التربية التي يحتاجها المربي أثناء تربيته لأولاده وتفتح له آفاق جديدة تدعوه لسبر أغوار هذه الأنواع حتى يصل إلى أفضل المستويات في تطبيقها ويحترفها، وصولًا إلى أقصى مستويات النضج والفهم للعملية التربوية وأدواتها، وهذه الأنواع هي:
أولًا: التربية بالملاحظة
ماذا نقصد بالتربية بالملاحظة؟
نقصد بها أن يكون المربي على دراية بأحوال أبنائه وتطوراتهم، وأن يتابع بدقة تكوينهم الأخلاقي، ويعمل على إعدادهم نفسيًا واجتماعيًا ليس من خلال التوجيهات فحسب بل من خلال الملازمة والملاحظة، يقول الأستاذ عبد الله ناصح علوان: (والمقصود بالتربية بالملاحظة ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقيدي والأخلاقي، ومراقبته وملاحظته في الإعداد النفسي والاجتماعي، والسؤال المستمر عن وضعه وحاله في تربيته الجسمية وتحصيله العلمي"، وهذا يعني أن الملاحظة لا بد أن تكون شاملة لجميع جوانب الشخصية) [تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان،(2/619)].
مشكلات الغَيرةِ بين الأطفال
- التفاصيل
تعرف الغيرة بأنها انفعال مركب من الغضب والحقد والخوف، يشعر الشخص به عندما يدرك وجود من ينافسه على مركز أو مكانة أو أي شيء آخر, ويجد في حصول منافسة عليها حرمانا له منها، أو تهديدا له بالحرمان من الحصول عليها.
فالغيرة هي: "حالة انفعالية داخل الفرد، وفي عالم الأطفال تمثل شعورا مؤلما يصاحبه قلق وتوتر، ينشأ عادة نتيجة فشل الطفل في الحصول على أمر مرغوب، كحب شخص أو الوصول إلى مركز أو قوة أو مال، في حين ينجح طفل آخر في الحصول عليه" . (د.سعد رياض: الاضطرابات النفسية للأطفال والمراهقين،ص:75).
غيرة الأطفال قد تكون مؤذية: تعرّف الغيرة كما سبق على أنها مزيج من الانفعالات المختلفة كالخوف والغضب والحقد والشعور بالنقص وحب التملك. وهي شعور بالتهديد في حياة الطفل، أو عندما يجد الطفل تحديا لارتباطاته العاطفية. وقد تظهر هذه الغيرة في شكل عدوان على الأخ أو الأخت, قد يعبر عنها في شكل ارتداد على الذات فيؤذي الطفل نفسه.
نصيحة أبي الخاطئة
- التفاصيل
"لأن ابني هو الشخص الوحيد على ظهر الأرض الذي أودّ أن أراه أفضل مني".
بهذه العبارة كان يفتتح أبي أي حديث معي عن مستقبلي الدراسي وأنا صغير، وعن طموحاتي في مرحلة الصبا، ورؤيتي في الحياة بعدما صرت رجلاً يافعاً.
ظلّ أبي يرددها طول ثلاثين عاماً، دونما كلل أو ملل؛ بل دون أن يعيد النظر في جدواها، وكأنها تنزيل مقدّس.
من أجلها مارس أبي ضدي جميع أشكال الضغط كي أُصبح مهندساً عظيماً، يرددها على أذني صباح مساء، وكثيراً ما كان يصرخ بها بصوته الجهوري مؤنباً ومعاتباً وربما مؤدباً.
وبرغم فشلي في تحقيق الحد الأدنى من طموحاته، لم يُرد أبي أن يعيد النظر في هذه المقولة أو يجري عليها بعض التعديلات.
لم يشأ أبي -وكثير من آباء هذا الزمان- أن يراجع نفسه، ويصحّح سلوكه، ويكون أكثر صدقاً وواقعية مع نفسه وأبنائه، ويعترف بأنه أراد أن يحقق أحلامه هو من خلال ولده، طامساً كل حلم أو طموح خاص لديه.
علم ولدك مهارات الحياة
- التفاصيل
الحياة لم تعد كما كانت، طغت المادة وأصبحت كماليات الأمس ضرورات اليوم، وصار كسب العيش لا يحتاج للحد الأدنى من المهارات، بل يحتاج ذهنا واعيا يقتنص الفرصة إذا وجدها، ويصنعها إن لم يجدها.
كان العرب أيام عزهم لا يكتفون بتعليم أبنائهم مهارات القراءة والكتابة فقط؛ بل يمتد إلى تعليمهم مهارات الحياة التي يحتاجون إليها.
ومن كلمات الحجاج لمؤدب بنيه: «علمهم السباحة قبل الكتابة، فإنهم يجدون من يكتب عنهم، ولا يجدون من يسبح عنهم».
وكتب عمر بن الخطاب رضى الله عنه لأهل الشام يقول لهم: «علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية».
لأن متقن هذه المهارات كان مميزا في قومه.
واليوم وجب تنمية بعض المهارات التي صار لها أهمية في واقعنا المعاصر، ومن هذه المهارات:
• مهارات الاستنتاج والتخيل والاستدلال، فلا تجيبه على أسئلته مباشرة بل ناقشه وساعده في التوصل إلى الإجابة.
إذا قال لك ولدك: من أين يأتي الماء الذي نشربه؟ لا تقل من الصنبور أو من النهر.
بل قل له: ماذا تظن أنت؟ فإن قال لك: من الحائط، قل له: كيف؟ وخذه خطوة خطوة إلى الإجابة الصحيحة.