شادية ضاهر
الأمومة نبع الحنان ونعمة أغدقها الله على الإنسان والحيوان، وفطر عليها كل كائن حي، وهي سلوك غريزي يتدفق دون توقف، يتميز بالحساسية والحنان والهدوء والانفعال، وهي كذلك مجموعة مشاعر متجانسة غريزية، والحيوانات بكافة سلالاتها وأنواعها فطرها الله على غريزة الأمومة، فعالم الحيوان عالم مليء بالتضحيات والحب والحنان..
ومن أروع ما يميّز الحيوانات أنها تشعر بالأمومة تجاه صغارها في لحظات الخطر، فنجدها تدافع عنها بكل شراسة، حتى لو كان العدو حيواناً مفترساً، بل نجد بعض الحيوانات تضحي بنفسها من أجل صغارها، مثل أنثى الفيل والبطة البريّة أيضا. والأمومة عند الطيور تعني الحنان والجهد والتضحية لحد إزهاق الروح في سبيل الحفاظ عليها. فنجد أنثى طير أبوقير تدخل في نقرة شجرة، وتضع بيضها، فيأتي الذكر ويطلي النقرة بالطين، ويترك فتحة تتسع لعنق أنثاه الحبيسة، ليدخل منها الغذاء لها إلى أن يفقس البيض.

أ.د. ناصر أحمد سنه
ليس عليك إلا أن تجول بناظريك جولات سريعة في تجليات "العولمة"، وبخاصة الثقافية منها، لتقف علي ظاهرة مفادها أنه: كلما قطعت البشرية أشواطا من تقدمها وتطورها وعقلانيتها.. طفت علي سطح أنشطتها وأسلوب حياتها مظاهر شكلية، بل وأحيانا"أزمات" جلية، مما قد يُعطل مسيرة تقدمها، ويُـغطي جوهرها بأقنعة متعددة. ظاهرة تستدعي تساؤلات، ومحاولات حلول: هل سقطت جوانب الشخصية الإنسانية ، وملامح الثقافة المعاصرة في " فخ العولمة" و"أزمتها"؟، وكيف يمكن الهروب من ذلك" الفخ"؟.
ذهب العلم ـ في بعض مراحل تقدمه ـ إلي البناء العلمي علي الصفات الأولية الكمية للموضوعات والأشياء/ والتي يمكن قياسها (كالأبعاد والأوزان الخ)، وتجريد وتنحية صفاتها الثانوية النوعية، وكل ما لا يمكن قياسه أو اختباره معمليا (كالشكل واللون والرائحة.. و"الجماليات الكامنة فيها")،..أي فصل الكم عن النوع، وفصل المراقب عن " الاندماج" في الظواهر، واستجلاء كنهها، مما انشأ "علماَ كمياً"، كان رواده"ديكارت وسبينوزا ودارون وفرويد وآخرين"، وبلغت هذه المدرسة العلمية مداها بالتأكيد علي: ثنائية الجسم / الروح، عندها بدت ظواهر العقل غير مفهومة وغير قابلة للإيضاح، فنالت المادة حظها الأوفر من البحث، وازداد اهتمام العلوم بالتركيبات العضوية والآليات الفسيولوجية علي حساب عمليات العقل والتفكير والسرور والحزن والشعور الجمالي والوجداني.. لقد فاز العلم الكمي، وسادت الآلة، وانحل وتجزأ الإنسان وأنشطته الثقافية.

أ.د.  ناصر أحمد سنه
استبيان الغامض، وكشف الستار عن المحجوب.. ثمة علاقة تربط بين كيمياء المواد، وكيمياء النفوس..أهداف مشتركة، ومظاهر متباينة، توجه لتناول العلوم بمنظور تداخلي بيني، فما هي تفاصيل تلك العلاقة؟.
الكيمياء مشتقة من كمي الشيء، يكمى، أي أخفي ـ يخفي، وكمي الحقيقة، يكميها وأكماها:أي كتمها وقمعها.. هي صناعة خفية (كيمياء المواد)، فسرها بذلك الخوارزمي في "مفاتيح العلوم"، وهو ما ذهب إليه الرازي مسمياً كتابيه في الكيمياء:"الأسرار"، و"سر الأسرار". ولما كانت لقدماء المصريين تفوق وبراعة في الكيمياء/التحنيط، رأي فريق أن الكلمة ربما عادت إلي المصرية القديمة" Chem أو Kmt"، وتعني "التربة السوداء"، أو "أرض مصر"، وكانت في اللغات الأوربية يكتبونها AL- Chemie ومعلوم أن كل كلمة لاتينية تبدأ (بالألف واللام) للتعريف تعود لأصل عربي. وبالمقابل كان "لأبي حامد الغزالي" كتب ذات مضامين كيميائية فلسفية:" كيمياء السعادة"، و"المعيار والميزان"، وهناك مصنفات لعبد القادر الجيلاني منها:"بهجة الأسرار"، و"كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة"، و"جلاء الخاطر في الباطن والظاهر"، و"سر الأسرار في التصوف".

أ.د. ناصر أحمد سنه
ليس عليك إلا أن تجول بناظريك جولات سريعة في تجليات "العولمة"، وبخاصة الثقافية منها، لتقف علي ظاهرة مفادها أنه: كلما قطعت البشرية أشواطا من تقدمها وتطورها وعقلانيتها.. طفت علي سطح أنشطتها وأسلوب حياتها مظاهر شكلية، بل وأحيانا"أزمات" جلية، مما قد يُعطل مسيرة تقدمها، ويُـغطي جوهرها بأقنعة متعددة. ظاهرة تستدعي تساؤلات، ومحاولات حلول: هل سقطت جوانب الشخصية الإنسانية ، وملامح الثقافة المعاصرة في " فخ العولمة" و"أزمتها"؟، وكيف يمكن الهروب من ذلك" الفخ"؟.
ذهب العلم ـ في بعض مراحل تقدمه ـ إلي البناء العلمي علي الصفات الأولية الكمية للموضوعات والأشياء/ والتي يمكن قياسها (كالأبعاد والأوزان الخ)، وتجريد وتنحية صفاتها الثانوية النوعية، وكل ما لا يمكن قياسه أو اختباره معمليا (كالشكل واللون والرائحة.. و"الجماليات الكامنة فيها")،..أي فصل الكم عن النوع، وفصل المراقب عن " الاندماج" في الظواهر، واستجلاء كنهها، مما انشأ "علماَ كمياً"، كان رواده"ديكارت وسبينوزا ودارون وفرويد وآخرين"، وبلغت هذه المدرسة العلمية مداها بالتأكيد علي: ثنائية الجسم / الروح، عندها بدت ظواهر العقل غير مفهومة وغير قابلة للإيضاح، فنالت المادة حظها الأوفر من البحث، وازداد اهتمام العلوم بالتركيبات العضوية والآليات الفسيولوجية علي حساب عمليات العقل والتفكير والسرور والحزن والشعور الجمالي والوجداني.. لقد فاز العلم الكمي، وسادت الآلة، وانحل وتجزأ الإنسان وأنشطته الثقافية.

أ.د.  ناصر أحمد سنه
استبيان الغامض، وكشف الستار عن المحجوب.. ثمة علاقة تربط بين كيمياء المواد، وكيمياء النفوس..أهداف مشتركة، ومظاهر متباينة، توجه لتناول العلوم بمنظور تداخلي بيني، فما هي تفاصيل تلك العلاقة؟.
الكيمياء مشتقة من كمي الشيء، يكمى، أي أخفي ـ يخفي، وكمي الحقيقة، يكميها وأكماها:أي كتمها وقمعها.. هي صناعة خفية (كيمياء المواد)، فسرها بذلك الخوارزمي في "مفاتيح العلوم"، وهو ما ذهب إليه الرازي مسمياً كتابيه في الكيمياء:"الأسرار"، و"سر الأسرار". ولما كانت لقدماء المصريين تفوق وبراعة في الكيمياء/التحنيط، رأي فريق أن الكلمة ربما عادت إلي المصرية القديمة" Chem أو Kmt"، وتعني "التربة السوداء"، أو "أرض مصر"، وكانت في اللغات الأوربية يكتبونها AL- Chemie ومعلوم أن كل كلمة لاتينية تبدأ (بالألف واللام) للتعريف تعود لأصل عربي. وبالمقابل كان "لأبي حامد الغزالي" كتب ذات مضامين كيميائية فلسفية:" كيمياء السعادة"، و"المعيار والميزان"، وهناك مصنفات لعبد القادر الجيلاني منها:"بهجة الأسرار"، و"كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة"، و"جلاء الخاطر في الباطن والظاهر"، و"سر الأسرار في التصوف".

JoomShaper