أ.د. ناصر أحمد سنه

المتأمل لما آلت إليه القيم الإنسانية الرفيعة، لا يجد قيمة ضاعت حقيقتها وأهدافها، وشوهت صورتها ومعالمها، وأختُـزل معناها وجوهرها، وغابت ثمارها، وتذوقها الحقيقي.. كقيمة الحب. فكلما يممت سمعك أو بصرك أو فكرك تجد أغانٍ وأحاديث وأشعار وروايات وأفلام وأعياد (عيد الحب/ \"يوم فالنتين\"، Valentine\'s day في 14 من فبراير من كل عام) تتغنى بالحب والهيام بالمحبوب، وتمجد (الذات) وتعلى شأنها، وتدعو إلى الإخاء الإنساني والعيش المشترك. لكن عندما تُرجع البصر كرة أخرى إلى الواقع تجد قلقاً واكتئاباً وإدماناً بين أفراد، وتنافراً واضطراباً وانفراطاً بين مجتمعات، وطغياناً وظلماً واستعلاءً بين شعوب، وفساداً وتناحراً واستخرابا بين أوطان، فأين هذا الحب المُتغنى والمُحتفى به؟، وأين مضمونه الحقيقي وشواهده وثماره في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب؟.

أحلام مستغانمي

وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.
كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!"، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي. وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه"؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية!

هذه القصة واقعية ... بطلها رجل من فلسطين يحسن الإنجليزية كان له صديق من أعضاء اللجنة الدولية، سأله أن يأخذه إلى تل أبيب ليجدد عهداً ببلاده فأجابه إلى ما سأل وألبسه لباس أعضاء اللجنة حتى غدا كأنه واحد منهم .
ووصلوا إلى تل أبيب فأنزلهم اليهود في فندق عظيم وأولوهم أجمل العناية وأكبر الرعاية وأخبروهم أن إدارة الفندق ستبعث إلى غرفة كل واحد منهم فتاة بارعة الجمال لتكون رفيقة تلك الليلة .
قال :ولما أويت إلى غرفتي خيل إلي أني إن نلت امرأة من اليهود في غزوة غزوتها لليهود في عقر ديارهم! ...

الحب، والحب فقط، هو الذي يجعل لحياتنا طعم الكرز، ولوجودنا معنى.. فلولا الحب لما ضحى الأبطال من أجل أوطانهم، والآباء من أجل أبنائهم، ولما رفعت الدابة حافرها عن صغيرها، ولما ماتت الهرة فداء صغارها. لولا الحب ما استقامت شريعة الحياة بين الأنا والآخر، ولا عطف الكبير على الصغير، والغني على الفقير.
وما أكثر معاني الحب في لغات العالم، فهو ليس فقط الغرام والوله والعشق والصبابة والود والهيام والوجد والجوى والهوى والشوق والشغف.. بل هو أيضاً التضحية والتسامح والرضا والتواضع والنبالة والقناعة.
إن علاقتنا مع الله، والمجتمع، والآخر، والذات، لا تصح ولا تسمو بغير الحب، فابتداء من محبة الله يشع نور الحب في دوائر علاقاتنا الأخرى.

عثمان قدري

هو العنوان الذى اختاره الكاتب والمحاضر والموسيقي الأمريكى مارك جونجور ليقدم مجموعة من المحاضرات الجماهيرية التى صاغها فى قالب كوميدى بالغ الروعة والإدهاش وحضرها عدد من المتزوجين

تظن بعض الزوجات أن زوجها قد تغيرت مشاعره تجاهها أو العكس ، والحقيقة هو أن السبب الأساسى هو أن الرجل يحتاج أن يتصرف وفق طبيعته كرجل كما تحتاج المرأة أن تتصرف وفق طبيعتها كإمرأة ، ومن الخطأ أن ينكر أحدهما على الآخر هذا الحق - كما ننكر على أبنائنا أن يتصرفوا كأطفال ، أو ننكر على كبار السن أن يتصرفوا ككبار سن ، أو ننكر على الزعماء أن يتصرفوا كزعماء - يحدث كثيراً أن يعجز الواحد منا أن يستمر فى تمثيل النفاق لفترة طويله ، فيعود للتصرف على طبيعته ، فلا يفهم الطرف الآخر فيظن انه تغير فتحدث المشكلة .

JoomShaper