علي الأديب    
إنّ كثيراً من الظواهر السلوكية التي كنا نظنها سابقاً ذات منشأ بيولوجي وراثي اتضح الآن انها متأثرة بثقافة المجتمع. فقد كان الكثيرون يعتقدون ان مرحلة المراهقة في كل زمان ومكان مرحلة مشكلات نفسية وصراعات ترجع إلى التغيرات البيولوجية العنيفة التي يمر بها المراهق، دون اعتبار لثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه المراهق حتى ظهرت نتائج البحوث الأنثروبولوجية الحديثة فأثبتت حقيقة كون المراهقة ليست مرحلة تأزم بل مرحلة هينة سهلة تخلو من الصراعات والأمراض النفسية والتمرد في كثير من الشعوب البدائية. وأرجعوا سبب ذلك إلى أنّ المجتمعات البدائية كانت تتسامح أزاء المراهق منذ بدء مراهقته وتتيح له فرصة الاضطلاع باعتباء الكبار وأدوارهم الاقتصادية والاجتماعية والجنسية والدينية.

الشيخ سلطان العمري
إن الفتيات يعشن في الغالب " فراغاً عاطفياً وفراغاً وقتياً " والنتيجة في بعض الأحيان ضياع وانحراف وهموم وآهات.
فمتى نعتني بالفتيات؟
متى نرى خطيب الجمعة يصدع بهموم الفتيات ويخاطب المجتمع ويحث على إصلاح الفتيات؟.
ومتى نرى القنوات تعتني بالفتيات وصلاحهن ودينهن وتربيتهن على العفاف لعل تلك القنوات تواجه قنوات الفساد التي دمرت فتياتنا ونساءنا بأفلام الحب والغرام؟.
إن الحزن يقطع القلب عندما نرى أحوال الفتيات وما هن فيه من الفساد، ولكن نريد تحويل الحزن إلى برامج علمية وعملية ودعوية لإصلاح هذا الفساد.

سحر يسري
لا يزال المربون يجدون في القرآن الكريم مرجعهم الأصيل، الذي لا يتغير ولا يتبدل، ما تلوه آناء الليل وأطراف النهار، باحثين في آياته الكريمة عن قواعد التربية السليمة في خضم مناهج أرضية كثيرة تفتقر للشمول والتكامل والصلاحية لكل زمان ومكان.
ولقد تضمن القرآن الكريم مجموعة من الحوارات الراقية بين الآباء والأولاد، وبين الأولادوالآباء، تحمل في طياتها حكمًا عظيمة وأساليب مؤثرة في تربية الأولاد تربية صحيحةمتوازنة، ومن أبرز هذه الحوارات موعظة لقمان الحكيم لولده، والتي تضمنت العديد من الفوائد والأصول التربوية التي يحتاج إليها المربون، قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 12 - 19].

أحمد عباس
الأم تتمنى من كل قلبها أن يكون طفلها مطيعًا مستجيبًا لتوجيهاتها بصورة مستمرة، وهي تدرك أن كل خطوات التربية الصحيحة مرهونة بمدى امتثال الطفل للتوجيهات التي تصدر له، ومن ثم فالأم تحرص كل الحرص على تجهيز ابنها من الناحية النفسية منذ نعومة أظفاره لكي يكون عنده الاستعداد المطلوب لتقبل التوجيهات والنصائح.
عملية جعل الطفل مهيأ للاستجابة لتعليمات وتوجيهات الوالدين تحتاج إلى بعض المجهود المدروس من جانب الأم وهي عبارة عن سلسلة من الخطوات التي لا يمكن تجاهلها وإلا تصبح عملية توجيه الطفل وتربيته تستلزم معاناة شاقة مع كل أمر جديد.
أولاً: نقل الطفل القواعد بشكل إيجابي
ادفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد، فبدلاً من "كن جيدًا"، أو "أحسن سلوكك ولا ترمي الكتب"، قولي: "الكتب مكانها الرف".
ثانيًا: اشرحي قواعدك وطبقيها بدقة
إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، ولكن عندما تعطي الطفل سببًا منطقيًا لتعاونه، فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلاً من أن تقولي للطفل "اجمع ألعابك"، قولي: "يجب أن تعيد ألعابك مكانها، وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر"، وإذا رفض الطفل فقولي: "هيا نجمعها معًا"، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة.

خالد رُوشه  ـ
يشكو بعض الآباء من امتداد يد ابنائهم نحو الأموال في البيوت , وربما يتعدى الأمر أكثر من هذا في بعض الأحيان , ويظل الاب في حيرة من أمره حول كيفية علاج ذلك السلوك , فلئن عامل ابنه بقسوة لربما يكون الأثر سلبيا , وئن تغافل لربما يزداد المرض شدة , فما هي الخطوات المؤثرة أمام تلك المشكلة ؟ وكيف يتصرف الآباء ؟
أولا : دراسة الموقف , وهذه الدراسة تشمل ما يلي :
1- معرفة أصدقاء الابن والمقربين منه
2- تركيز الاهتمام على الجديد في معارفه واصدقائه
3- السؤال عنه في الأماكن التي يطيل التواجد بها كالمدرسة أو الدرس الخاص أو غيره
4- الوقوف على التغيرات الشخصية عند الابن عبر سؤال اهل البيت والملاحظة الشخصية
5- عقد حوار مع الابن بصورة رفيقة لاشدة فيها ولا تعنيف بغرض الوصول إلى معلومات حول المشكلة
6- تدوين كل ذلك تدوينا واضحا

JoomShaper