قفزت صور ذكريات الحرب الدائرة في سوريا تباعا إلى ذاكرة الطفل ليث قشليط، ليعبر عنها بقلم التلوين الذي أخرج ما بداخله من أفكار.

رسم ليث صورة بيت يتصاعد منه الدخان وألسنة اللهب وحوله أطفال يهرولون جيئة وذهابا، وكتب على رأس لوحته اسم بلده سوريا باللغتين العربية والإنجليزية.

الجزيرة نت التقته في إحدى الفعاليات الخاصة بالأطفال في مدينة إسطنبول حيث شرح الطفل القادم من إدلب نيرب أنه رسم البيت الذي قصفته طائرات النظام فأشعلت فيه النار.

ليث واحد من مئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين استقر بهم المقام مع عائلاتهم في تركيا بحثا أمان مفقود في بلادهم، لكن رسوماتهم ظلت تبوح بما تختزنه ذاكراتهم من قصص الموت المنبعث من أرض الشام.

نقش في الحجر

يعاني اللاجئون المقيمون في مخيمات النزوح المنتشرة في المناطق الريفية بمحافظة إدلب شمالي سوريا، القريبة من الحدود التركية، من أوضاع وظروف معيشية صعبة للغاية بسبب الأمطار الغزيرة وموجات البرد القارس.

ويقيم في المخيمات نحو 50 ألف نازح هربوا من ديارهم بسبب الاشتباكات المستمرة في مناطق سكنهم، إلا أن المخيمات باتت غير صالحة للاستخدام جراء انعدام مقومات الحياة فيها تزامنًا مع حلول فصل الشتاء.
ويواصل النازحون السوريون حياتهم في الخيم التي أقاموها بإمكاناتهم الخاصة على أرض خالية لا تتوفر فيها المياه والكهرباء، بالقرب من ولاية هطاي جنوبي تركيا، حيث تحولت إلى مستنقع من الوحل جراء الأمطار.
ويعمل النازحون على جمع أغصان الشجر، وما يجدونه من حطب، لإشعالها وتدفئة خيمهم الممزقة، التي تقع في أرض يصعب الوصول إليها بالسيارات العادية حيث يتطلب السير فيها جرارات أو آليات زراعية أخرى.