نما خارج سوريا خلال ست سنوات من الحرب جيلٌ من الأطفال واليافعين الذين لم تطأ أقدامُهم المدرسة، ولم يجلسوا على مقاعد الدراسة طيلة مدة الحرب التي لم تنته بعد.
الجيلُ الجديد تلقى تعليمه في شوارع ومخيمات اللجوء من تركيا إلى لبنان والأردن، وأشرف عليه أحياناً متطرفون دينيون وسياسيون ونشطاء، كرسوا جلّ وقتهم لتلقينه ثقافة الحرب وشحنه بها، ما جعل الآلاف منه يتحولون إلى مقاتلين.
هكذا، فإن الطفل الذي كان عمره مثلاً مع بداية الحرب عشر سنوات بات اليوم في السادسة عشرة، وهو قادرٌ على حمل السلاح ومهيأ فكرياً لذلك، على اعتبار أن ثقافة العلم والمعرفة التي من


مصر الدستور منذ 15 ساعة
امرأة ربما لا تعرف إلى أين تحمل طفلها الصغير، الموت هو الوجهة الأولى والمعروفة في كل أرجاء سوريا المجروحة، حيث تظهر مقولة الشاعر ابن نباتة السعدي "من لم يمت بالسيف مات بغيره"، هذا هو حال المواطن السوري إن نجا من الغارات الجوية تلاحقه التنظيمات الإرهابية وإن حاول الفرار إلى خارج وطنه فمصيره الغرق أو الموت جوعًا على أطراف وحدود الدول المجاورة.
التقطت عدسة مصور وكالة "رويترز" للأنباء، الصورة من منطقة "دوما" التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق بعد غارات جوية شنها الطيران الروسي عقب وقتٍ قصير على صورة الطفل عمران دقنيش

الاثنين 19 ذو القعدة 1437هـ - 22 أغسطس 2016م
العربية.نت
لم يكن عمران هو القصة المأساوية الوحيدة ولم تكن صورته "الصامتة" أمام هول الصدمة التي هزت العالم بأكمله الوحيدة في حلب أو في سوريا.
ولكن بعد عمران الحكايات توالت وحتى الفيديوهات ظهرت وتكشفت فهنا حكاية إنسانية أخرى لطفل اسمه أحمد يبلغ من العمر 11 عاما ولد من جديد من تحت أنقاض الركام الذي خلفته قوات الأسد في حلب المنكوبة.


ففي فيديو نشرته شبكة "بي بي سي" عثر رجال الإنقاذ على طفل عالق جسده بين الركام والدماء تغطي وجهه وفيما استمروا في محاولة إخراجه لمدة امتدت إلى أكثر من ساعة باستعمال كل ما يمكن من أدوات لتكسير ما حوله من إسمنت وطوب.


بعدما ضاقت مقابر مدينة دوما المحاصرة في ريف دمشق بجثث أبنائها بعد سنوات الحرب، لجأ الأهالي إلى أسلوب جديد في الدفن بإنشاء مقابر عمودية من طبقات عدة تبنى بالطين.
وفي ظل الحصار الخانق من قبل قوات النظام السوري على دوما، بات السكان يعتمدون في بناء القبور على الطين والتبن بدلا من الإسمنت، وهي طريقة قد تحافظ أيضا على الأراضي الزراعية التي هم في أمس الحاجة إليها.
ويشرح أبو عبدو -العامل في المقابر الجديدة- كيفية صناعة المواد الجديدة البديلة عن الإسمنت بالقول "نخلط الطين والتبن بالماء ثم نضع الخليط في قوالب نقويها بوضع القصب داخلها بدلا من الحديد، وننتظرها لتجف وتصبح على شكل حجارة نبني بها القبور".
وأظهر شريط فيديو في المدينة العمال أثناء تحضيرهم للمواد اللازمة للمقابر الجديدة، فوقف اثنان منهم في حفرة وبدوا يخلطون المواد بأرجلهم، قبل أن يضعوا الخليط في مكعبات ستصبح بعد أن تجف


لم يفكر السوري عبد القادر صالح الخطيب يوما في أن قصفاً بالأسلحة الكيميائية سيقضي على معظم أفراد عائلته، التي رزق بها في مدينة زملكا بغوطة دمشق الشرقية، بعد أن أتى إليها يافعاً من مدينة حلب (شمالي سوريا) قبل نحو 45 عاماً.
حكاية الخطيب (58 عاماً) واحدة من القصص المأساوية التي خلفها قصف بالأسلحة الكيميائية اتهمت المعارضة السورية ومنظمات دولية النظام السوري بتنفيذه على غوطة دمشق في 21

أغسطس/آب 2013، وأسفر حينها عن مقتل المئات من المدنيين وإصابة الآلاف.
ويزور الخطيب بشكل متواصل قبور أبنائه وأحفاده العشرة الذين قتلهم القصف الكيميائي، ليدعو لهم ويستذكر أياما ومواقف دافئة عاشها معهم، ثم يعود إلى الحي الذي يقطن فيه بدراجته القديمة،

JoomShaper