تختلط الكآبة بكثير من البراءة في عيني أحمد بينما يحمل عدّة صغيرة يجول بها في شارع الحمرا بالعاصمة اللبنانية بيروت، يسأل عن رزقه الذي -ومن دون سابق إنذار- أصبح في هذه العلبة التي يمارس من خلالها مهنة مسح الأحذية.

ليس أحمد الذي لم يبلغ سنواته العشر سوى طفل سوري آخر ممن لم تعد المدرسة حلما يجرؤ أن يعيشه، كما أن الكرة لم تعد لعبة يستطيع ممارستها، منذ أصبح "رجلا" يعمل ليعيل عائلته كي لا تضطر للتسول في زاوية أخرى من شارع الحمرا، كما يقول للجزيرة نت.

قبل نحو ثلاث سنوات، كان أحمد يحمل على كتفيه حقيبة مدرسية ويتوجه ليتابع صفوفه في إحدى مدارس درعا، واليوم يحمل علبة على كتفه ويلاحق الرجال ليمسح أحذيتهم. وحين تسأله: هل يريد العودة إلى المدرسة؟ يومئ برأسه بطريقة غامضة وكأن المدرسة ترف لأطفال من عمر معين لم يعد ينتمي إليه.

وتشير إحصاءات دولية بينها تقرير لمنظمة العمل الدولية أن قرابة خمسين ألف طفل سوري يعملون بلبنان في ظروف صعبة ولساعات طويلة يتعرضون خلالها لشتى أنواع المخاطر، وذلك بغية إعانة عائلاتهم.

مخيم الزعتري - الدستور -

وجه اطفال مخيم الزعتري رسائل استغاثة الى العالم بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، حملت شعار «للعودة طريق» وشعارات تطالب بحماية الاطفال والشعب السوري ووقف المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري.

وطالب أطفال الزعتري في برقيات ارسلوها خلال احتفال نظمته المفوضية السامية للاجئين بمناسبة يوم اللاجىء العالمي داخل المخيم الى كافة منظمات المجتمع بضرورة المحافظة على حق العودة السريعة الى بلادهم، من اجل الاستقرار والتخفيف من المعاناة الكبيرة التي يتعرضون لها سواء في المخيمات او في الداخل السوري.

وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين علي بيبي «أنه بيوم اللاجئ العالمي على العالم أن يقوم بدعم اللاجئين السوريين، خصوصا في الدول المستضيفة لما تتحمله هذه الدول من اعباء كبيرة في سبيل توفير الامن والامان والخدمة الانسانية اللازمة للاجئين السوريين».

فرانس برس

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تقريره الشهري إلى مجلس الأمن الدولي الجمعة، أن "عدد السوريين الذين يحتاجون إلى مساعات إنسانية عاجلة ارتفع إلى 10.8 ملايين شخص، أي حوالي نصف سكان هذا البلد البالغ عددهم 22 مليون نسمة".

وقال إن "4.7 ملايين من هؤلاء السوريين موجودون في مناطق يصعب إن لم يكن يستحيل وصول العاملين في المجال الإنساني إليها، بما في ذلك 241 ألف شخص في مناطق محاصرة".

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنه "من أصل 10.8 ملايين شخص يحتاجون إلى المساعدة، وهي زيادة نسبتها 17 في المئة أو 1.5 مليون شخص عن التقديرات السابقة، هناك حوالى 6.4 ملايين نازح في الداخل". وتابع أنه "لا يوجد أي تقدم على صعيد وصول المساعدات الإنسانية إلى كل الأشخاص الذين هم بحاجة إليها في سورية، وخصوصاً المتواجدين في مناطق يصعب الوصول إليها".

أخبار الآن | دمشق – سوريا – (ريما ميداني):

هرول مسرعاً من صف مدرسته المتواضعة، تاركاً ورائه الباب مفتوحاً، ومعلمته بحالة ذهول! ليعود بعد دقائق منهك القوى من شدة الجري، وهو يحاول التقاط أنفاسه المتسارعة، توبخه معلمته مستفسرة منه عن سبب خروجه المفاجئ من صفها دون إذنها، ويأتي جواب ثائر ليبكيها!..

نشر من قبل: تقارير أخبار الآن، شوهد: 56

يأتي تبرير ثائر منفعلاً: "أعذريني يا معلمتي؟  والله، قد ذهبت إلى مطبخ مدينة الحجر الأسود الخيري، لأحجز دوراً لي، للحصول على وجبة الطعام قبل أن تتشرذم صفوف الجائعين على مواعين الطعام الخيرية وينفذ نصيبنا منها، فأبي وأمي مريضان".   

مراد السوري: كلنا شركاء

في خضم الحديث اليومي عن المعارك داخل سوريا، واهتمام الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، بمن هو صاحب السيطرة الأوسع على الأراضي في هذا البلد، النظام أم المعارضة، ووسط بحث الدول عن مصالحها على حساب الشعب السوري، لا تزال قضية اللاجئين السوريين تمثل معضلة لازمت القضية السورية منذ بدء الثورة السورية حتى يومنا هذا.

ولم يكن مستغرباً أن يصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قبل ثلاثة أشهر، ما يجري في سوريا بأنه “أكبر مأساة في القرن الواحد والعشرين”، إضافة إلى اعتبار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن المأساة السورية “أفظع مأساة إنسانية في العصور الحديثة”.

وانطلاقاً من هذا وفي الوقت الذي تستعد فيه المنظمات الإنسانية والدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة، لتسليط الضوء من جديد على معاناة اللاجئين في العالم، خلال مناسبة “يوم اللجوء العالمي”، الذي يصادف يوم 20 يونيو/ حزيران الجاري، فلا يبدو أن هناك أزمة للاجئين في العالم حالياً تفوق أزمة لاجئي سوريا الذي يصح أن يكون وصف “مأساة القرن” متصلاً بهم.

JoomShaper