علي الرشيد
" سأخبر الله بكل شيء".. كانت هذه آخر عبارة قالها طفل سوري قبل أن يلقى الله مستشهدا، وهي تعكس بلغة بريئة شكوىً مريرةً من الدرك الأسفل الذي وصل إليه حال الإنسانية، التي تتدثر خلفها شعارات المنظمات والمؤسسات الحقوقية التي تتغنى بحقوق الإنسان وبرامج حماية الطفولة... حينما تصرّ على أن تصمّ أذانها، عما يتعرض له المدنيون وبخاصة الأطفال من انتهاكات بشعة في سوريا، وفي مقدمتها انتفاء حقهم في الحياة، وهو حق مقدّس.. لأن أكثر المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب هم الأطفال، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة كما هو معروف.
مأساة الطفولة بسبب إجرام النظام ومن يدعمه أو يسير على منواله ذات أشكال متعددة الإيلام فمن أطفال ماتوا جوعا في مخيم اليرموك، أو قضوا بقصف البراميل مع أسرهم في حلب وغيرها، أو رحلوا بسبب البرد والمرض في بعض مخيمات اللجوء شتاء، أو بسبب المذابح والمجازر والتعذيب في أقبية سجون النظام بدءا من حمزة الخطيب، أو غرقا في البحر ليكونوا طعاما لأسماك القرش، عندما كان أهلوهم يبحثون عن أمل بحياة أفضل في بلاد الغرب، بعد أن ضاقت بهم أرض العرب، ولم تعد كما كنّا نشدو بها " بلاد العرب أوطاني ".

بقلم: سوسن جميل حسن
في سورية كان وضع المرأة الاجتماعي متقدماً على وضعها القانوني، أي على ما تمنحها التشريعات والقوانين. لا يعني هذا أن وضع المرأة كان في أحسن حال، فهي بقيت محكومة باستبداد الثقافة الذكورية المهيمنة والتي رسخت حضورها تاريخياً وتغلغلت في بيئة حضنتها مثلما ساهمت هي بصياغة هذا الاحتضان.
اجتماعياً فرض الاختلاط في مراحل التعليم الأساسي وفي الجامعات نوعاً من التقدم واقتناص المرأة لهامش محدود من الحرية، لكن الواقع العام كان يكرس التمييز ويبقيها في مرحلة دونية كمواطنة، فتبوّؤها المناصب والمواقع الإدارية كان لخدمة الشعارات النظرية التي يطلقها النظام كوسيلة لإعطاء مظهر مدني وعلماني، باعتبار أن وضع المرأة في المجتمعات والدول الحديثة هو مؤشر على تطور هذه الدول والمجتمعات التي تبنى على أساس المواطنة، والدليل هو الحضور الضعيف والخجول للمرأة في هذه المواقع إذا استخدمنا لغة الأرقام والإحصاء. وكانت المرأة تستغل في العمل والبيت، لكونها امرأة أولاً، وهذا ينجم عنه تخلخل الثقة بقدراتها وكفاءاتها، ولكونها فرداً في مجتمع يتحكم به سلاطين العرف والدين والأنظمة السياسية المستبدة، فيلحق بها ظلم مضاعف، فهي دفعت أثماناً باهظة في نضالها الفردي والسياسي. لوحقت اجتماعياً وحوصرت بقوالب السمعة والشرف والعفة، وفي أحسن الحالات بإرغامها على القبول بأن كل ما يمكن أن يقدم إليها من هامش يتيح لها القيام بأي نشاط شخصي أو وظيفة اجتماعية هو نصر كبير ومنّة يمنحها إياها النظام السائد بكل أشكاله.

عبدالله عبدالعزيز السبيعي
الشام لها مكانة كبيرة في ديننا الاسلامي, منذ عهود وحقب زمنية قديمة، منذ عهد الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، فسوريا هي رمز الاباء والفخار والعزة، اللهم اكتب لها ولأهلها وبلاد الاسلام النصر والتمكين والغلبة. اهل سوريا يجب أن نذكرهم دائما بالدعاء والتضرع الى الله تعالى.. ففي سوريا لنا إخوة في الدين يلاقون ما يلاقونه من ظلم واضطهاد واعتداء وحشي، اخواننا هناك يسومهم النظام العذاب والاذلال والتشريد وقطع سبل ووسائل الحياة المعيشية الضرورية! وفي المقابل هناك من يصمت تجاه هؤلاء المعتدين الظلمة. حتى مجرد بيان تنديد لم تستطع ولم تجرؤ الهيئات والمنظمات الدولية على اصداره!! لأن مجلسهم أصبح مجلس الخوف. القوات لم ترحم صغيرا ولا كبيرا ولا رجلا ولا امرأة لأن الرحمة نُزعت من قلوبهم فاستمروا في تقتيلهم وانتهاكاتهم لأبسط الاعراف والقوانين الدولية حتى في أشهر الله الحرم.

حلب- فرهاد حمي
البيان   
بخلاف أولئك السوريات اللواتي ينشطن ولو بنسب متفاوتة في المجال السياسي والإغاثي والإعلامي، ثمة شريحة من النساء مهمشة ويكاد يختفي صوتها، وهي التي دفعت الغالي والنفيس في سبيل ضخ الطاقة الايجابيةالمجتمعية في البلاد، وساهمت بشكل مباشر في تعزيز ديمومة الحراك الثوري ومن ثم العسكري في وجه الانفلات الدموي الممارس من قبل أجهزة النظام وحلفائه.
جهود
فتلك الشريحة التي تبذل جهوداً جبارة في الأرياف والبلدات البعيدة عن مراكز المدن الرئيسية، تسعى للتغلب على ظروف الحصار والحرب والدمار اليومي، لحماية ما تبقى من أفراد العائلة وتأمين المأكل والملبس والمشرب، والمساهمة بشكل طوعي في إنقاذ الجيل الصاعد من آثار الأمية والتأزم النفسي والاجتماعي جراء صدور تقارير دولية تحذر من انتشار الأمية وما يرافقها من العوامل النفسية الشاذة لدى الجيل الصاعد بسبب العنف اليومي.

جاسم إبراهيم فخرو
يعلم الله.. كم نتألم ليلاً ونهاراً من جراء ما يحدث لأحبتنا أبناء سوريا بسبب هذه الفتنة والمؤامرة الدولية حتى تكالب عليها وعلى أبنائها كل العالم.. الذي له أجندات لن يكف عنها حتى يحقق كل مآربه والضحية الشعب السوري كافة. ولكن كل ما يحدث هو بقدر وقضاء من الله سبحانه وتعالى.. والمؤمن يبتلى خلال مسيرة حياته والحمد الله على كل شئ.. لان تلك المرأة التي شاهدها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وهي تحضن طفلها في ساحة إحدى المعارك.. فقال لصحبه إن الله أرحم على العبد من هذه الأم على طفلها أو كما قال.. وما نستطيع فعله نحن أبناء الخليج هو الدعاء لأخوتهم أناء الليل وأطراف النهار والدعم المادي والمعنوي لمواجهة حالة العسر التي تواجه أحبتنا أهل سوريا من نساء وأطفال وشيوخ ورجال.

JoomShaper