لها أون لاين
وسط تجاهل عربي وعالمي، يعاني ملايين اللاجئين والنازحين السورين أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة؛ بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة، وفاقمت من الأوضاع المأساوية التي يعيشها السوريون في مخيماتهم، مما تسبب في وفاة ما لا يقل عن 12 طفلا سوريا، أحدهم لم يتجاوز شهره السادس، بحسب بيان للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقد حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين، المتدهور أصلا في ظل نقص الغذاء والدواء، بسبب موجة البرد القارس، الأمر الذي دفع آلاف اللاجئين في المخيمات لإطلاق نداءات الاستغاثة، تستصرخ المسلمين والضمير الإنساني في كل مكان في العالم  لتقديم يد العون لهم.

تناقلت وسائل الإعلام أرقاما متباينة عن أعداد القتلى بين النازحين السوريين جراء العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة وصلت إلى نحو عشرين قتيلا داخل سوريا وخارجها.
وزادت موجة الثلوج والصقيع من معاناة نحو 2.3 مليون لاجئ سوري بدول الجوار خاصة الأردن ولبنان وتركيا، وفاقم البرد القارس من أزمة 6.5 ملايين نازح داخل الأراضي السورية، تشردوا جراء القصف والمعارك بمناطقهم، وفق أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ستة أطفال حديثي الولادة وسيدة مسنة توفوا في مخيمات النزوح واللجوء بسوريا وتركيا، منهم أربعة أطفال توفوا بمخيم للنازحين في بلدة جرابلس قرب مدينة منبج بمحافظة حلب قرب الحدود مع تركيا.

مرور 1000 يوم على الأزمة السورية
بعد مرور 1000 يوم على الأزمة السورية وفي ظل حالة البرد القاسية، سيطرت صور أطفال سوريا بسبب العاصفة الثلجية "ألكسا" التي تضرب مدن سوريا ومحافظاتها هذه الأيام ، على وسائل الاتصال السورية، وبات الابتهال والدعاء لحماية أولئك الأطفال أشبه بتعويذة تحتل كل الصفحات السورية.
وإن كان الإعلام اهتم بتغطية مخيمات اللجوء السوري وظروف البرد القارس والموت شبه الأكيد، فإن ما يعانيه السوريون داخل سوريا يمكن تصنيفه تحت بند الموت البطيء، ويبقى الفارق ما بين الحالتين أن الأولى في خيمة والأخيرة تحت سقف وبين أربع جدران، فالمدن السورية كلها تقريباً محرومة من الكهرباء معظم ساعات اليوم، وفي بعض المدن محرومة كلياً، عدا عن شبه انقطاع للوقود في المدن، وبالتالي صعوبة إيجاد وسيلة للتدفئة تساعد الأطفال والكبار على مقاومة الموت البارد.
وسجلت أول حالة وفاة سورية بسبب البرد كانت من الرستن، حيث توفيت أمس الطفلة نضال اسكيف بعد أن تجمدت يداها من البرد وتوقف قلبها لشدة الصقيع.

 


كشفت صورة لطفل سوري في أحد مخيمات اللاجئين، عن مدى تدني الظروف والأوضاع الإنسانية التي يعيشها اللاجئون السوريون في البلدان المختلفة.
ويظهر في الصورة طفل سوري، يتوسد الثلج في أحد مخيمات، ويضع فوقه وأسفل منه “سجادة الصلاة” كوسيلة وحيدة وجدها ليخفف برودة ذلك الجو القارس البرودة، بينما الثلج يكسو الأرض من تحته.
وقد أثارت تلك الصورة المؤلمة، عاصفة من التعليقات على شبكة الإنترنت، واستياء الكثير من النشطاء على حال اللاجئين السوريين، فيما تذكر بعضهم حكايات الأطفال عن جنية الثلج التي تأخذ الأطفال برحلة ثلجية، مع فارق بسيط أنها (أي تلك الجنية) تدفئ من معها، ويبقى الطفل السوري نائماً متجمداً في حال استطاع قلبه أن يقاوم البرد والصقيع ليحافظ على حياته.

 

علي الرشيد
عندما تنظرون إلى أولادكم وهم حولكم، في أمن وأمان، وسلامة واطمئنان، تجتمعون بهم تحت سقف واحد، تحيطونهم برعايتكم، وتهتمون بشؤونهم المادية والمعنوية، وتسعون لتوفير سبل الحياة الطيبة لهم، وتخططون ليكون مستقبلهم زاهرا، أرجوكم في هذه اللحظات أن تتذكّروا أطفال سوريا المقهورين، وعددهم وصل إلى الملايين، بعد انقضاء ألف يوم من عمر الثورة السورية، ممن يهيمون على وجوههم بين صحراء اللجوء وبيداء النزوح.
المحنة في سوريا تبدو طويلة، وهي حقيقة مؤلمة لابد من الاعتراف بها، وهو ما يعني أن جيلا كاملاً ولد من رحم هذه المعاناة، أو نشأ أو سينشأ في ظل آلامها ومعاناتها الفظيعة، الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية، على اعتبار أن الأطفال والناشئة والشباب هم الأمل المرجو للمجتمعات والأمم، وبالتالي فإن إهماله أو تجاهله أو غضّ الطرف عما لحق ويلحق به، يرقى إلى أن يكون جريمة إنسانية بحق الشعب السوري ومستقبله المنظور، تضاف جرائم التقصير الذي يلحق عارها بكل ذوي القربى أو غيرهم عبر العالم، على مستوى اللحظة الراهنة، والماضية التي مضت عليها قرابة ثلاث سنوات.

JoomShaper