الطفولة والحرب في سوريا
- التفاصيل
منذ أن بدأت الأحداث في سوريا انعكست تجلياتها بشكل كبير على الأطفال الذين كانوا ومازالوا هم الفئة الأكثر حساسية من المجتمع الذي تأثر برمته بالحرب الطاحنة الدائرة رحاها على امتداد سوريا ، إن الطفل السوري يرزح ما بين سندان الحاضر الأليم ومطرقة مستقبل قد لا يرحم إذا بقي الحال على ما هو عليه أو تطور .
أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف " بتاريخ الحادي عشر من مارس 2014م تقريراً للوضع المأساوي للأطفال السوريين قالت فيه إن عدد الأطفال الذين أثرت عليهم الحرب الأهلية في سوريا زاد أكثر من ضعفين خلال العام الماضي مع تقطع السبل بمئات الآلاف من السوريين الصغار في المناطق المحاصرة.
(( أطفال سورية: بين أَلَمِ الواقع، و مخاطر المستقبل ))
- التفاصيل
إذا كان الواقع الذي يعيشه أطفال سورية مُؤلمًا، فإنّ المخاطر التي تترقبهم أشدّ إيلامًا، و علينا أن نفكر فيهم قبل غيرهم؛ و ذلك لسببين اثنين:
ـ الأول: أنهم الأكثر تضررًا على مستوى اللحظة الراهنة بسبب تعرضهم للقتل، واليتم، والتجنيد، والعمل في سن مبكرة بسبب صعوبة الظروف المعيشية للأهل، وفقدانهم لحقهم في التعليم والرعاية الصحية الأولية.
ـ الثاني: أن مستقبل سورية سيكون في مهب الريح؛ لأنهم هم من سيلقى عليهم مهمةإعادة البناء، و الإعمار بعد انتهاء الأزمة.
قد نلتفت في اللحظة الراهنة إلى عظم المأساة التي يلاقيها عموم المجتمع، ممثلة في تزايد أعداد القتلى، والنقص الكبير في المأوى والمأكل، و لكن علينا أن نلتفت إلى مستقبل ملايين الأطفال الذين حرموا لأعوام من الذهاب للمدارس، وتعرض عشرات الآلاف منهم للإصابات الجسدية والنفسية البليغة.
و هذا هو الخطر الحقيقي الذي يحدق بمستقبل سورية، و هوأشد، وأنكى على المستوى البعيد المدى من المخاطر الأخرى التي نعايشها في كل صباح.
تاريخ لن يُكتب
- التفاصيل
مهما توسعت كتب التاريخ فلن تتحدث إلا عن الأحداث الكبرى، ولن تذكر دقائق كثير من الأمور. لكن من فوائد الإنترنت أنها أتاحت لكل واحد أن يكتب ما عنده من معلومات، فلربما يأتي بعض الباحثين لاحقاً وينبش عن الدقائق والتفاصيل. إنما الكم الهائل من المعلومات في الإنترنت يجعل عملية الوصول إلى كل شيء ضرباً من المستحيل.
من التاريخ الذي لن يُكتب تاريخ الأفراد الذين لم يحتلوا مناصب عالية. لكنهم احتلوا مكانة مرموقة بين أهلهم وذويهم ومحيطهم. ولاشك أن كل قبيلة وكل عشيرة وكل أسرة تحتفظ بتاريخ رجالها، إن لم يكن على الورق ففي الصدور.
كتب صديق ينعي عمته السورية التي وافاها الأجل عن ثلاثة وتسعين عاماً. وأضاف بأنها اضطرت للهجرة من بلدها هرباً من البراميل المتفجرة التي يتم إسقاطها من الطائرات فتهدم البيوت وتقتل البشر! فماتت غريبة عن وطنها. وحتى هذه اللحظة ليس في رسالته شيء خاص، فهذا حال الملايين من المهجرين والمشردين السوريين! لكنه أضاف بأن عمته هذه سبق أن اعتُقلت يوم كانت في الستين من عمرها، وخضعت لتعذيب شديد. نعم تعذيب شديد لامرأة في الستين! إلى أن نفر الدم من قدميها، وكُسر أنفها تحت التعذيب. وكل ذلك لانتزاع اعترافات يريدها المحقق، وزاد في تعذيبها لأنها لم توافق على الاتهامات الموجهة ضدها، فخرجت غير مُدانة!
عشرة آلاف طفل!
- التفاصيل
تخبرنا الروزنامة أن الثورة السورية دخلت منذ يومين عامها الرابع.
تخبرنا اليونيسيف، من جهتها، أن عشرة آلاف طفل قد قُتلوا في سوريا خلال الأعوام الثلاثة الفائتة. هذا من دون أن نحسب حساب اولئك الذين لا يزالون "رسمياً" على قيد الحياة، لكنهم موزّعون بين مشرّدين وجائعات، بين مقاتلين ويتيمات، بين مجبرين على العمل في الشارع ومجبرات على الزواج بعمر الورد.
عشرة آلاف طفل اختفوا، هكذا. ما عادوا في الوجود. أصبحوا رقماً فحسب. تخيلوا معي مساحة ملأى بعشرة آلاف طفل، يضحكون ويلعبون ويحلمون، ثم تخيلوا أن الأرض تنشقّ وتبتلعهم فجأة. عشرة آلاف طفل لم يقعوا في مياه المحيط مثلما حصل مع ركاب الطائرة الماليزية، ولم يتعرضوا لـكارثة طبيعية غير متوقعة، أو لحادث مشؤوم: لقد قُتِل هؤلاء على أيدي مَن يفترض بهم حمايتهم.
في أحد الأيام، لن يبقى في سوريا سوى القتلة، وأشباح جرائمهم.
العربية نت :أطفال سوريا وقود الحرب.. والأمم المتحدة تحذر
- التفاصيل
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن هناك أكثر من مليونين ومئتي ألف طفل سوري لا يتلقون التعليم، وأن هناك مدرسة من أصل خمس مدارس أصيبت بأضرار بسبب المعارك.
وأضاف خلال نقاش في مجلس الأمن حول مصير الأطفال في النزاعات المسلحة، أن نحو 40% من المستشفيات العامة في سوريا لم تعد تعمل، وأن هناك مدرسة من أصل خمس مدارس أصيبت بأضرار، أو يقيم فيها أشخاص أجبروا على ترك منازلهم بسبب المعارك.
من جهتها، أكدت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المكلفة بهذا الملف، ليلى زروقي أمام المجلس، أن "الأطفال لا يزالون يقتلون في سوريا بشكل واسع"، موضحة أنهم يجندون من قبل أطراف النزاع. وأضافت "لا يمكننا أن نسمح بخسارة جيل كامل في سوريا".