سناء علي
«جود مختارة الحيّ» تقول أمل وهي تنظر إلى طفلتها، ابنة الأربع سنوات، وهي تركض أمامها بمرح. تبوح بشيء من الحسرة «لم يتبق لنا أي متنفس سوى الخروج إلى الشوارع، والتنزه قليلاً في السوق بعد أن تركنا بيتنا في قدسيا، بعد أحداث الصيف الماضي هناك، فأصبح كل من في الحي هنا (تقصد المنطقة التي تقطنها خلف شارع البرامكة) يعرف جود ويحبها. ينتظرونها كل صباح ويقدمون لها الحلوى».
تعاني جود، حالة رهاب شديدة تجاه الأصوات العالية لم تكن موجودة سابقاً، فما إن تسمع صوتاً عالياً حتى تبدأ بالبكاء بشكل هستيري، وتدخل في نوبة ذعر لا تزول بسهولة.
وتحدثني أمل أيضاً عن طفلة صديقتها النازحة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق قبل عام تقريباً، موضحة أنها تعاني حالة تبول لاإرادي أثناء نومها، بالرغم من تجاوزها الخمس سنوات، وهذه الحالة يسببها الانتقال من بلد إلى آخر أو الهجرة، وهو من العوامل المولدة للقلق والخوف من المجهول والبعد عن كل ما اعتاد عليه الطفل في محيطه، فيعبر الطفل عن شعوره هذا بالتبول أثناء الليل.

سوسن جميل حسن
أي ثمن باهظ تدفعه المرأة السورية؟
موقف الجهات المسيطرة في بعض المناطق السورية من المرأة، ومحاولة إرجاعها قسرياً إلى حياة الظل وإصدار الفتاوى التي تضعها في مرتبة مهينة لكرامتها وإنسانيتها وتحويلها إلى سلعة للاستخدام البشري بأبشع غرائزه، بدعوى صونها وصون شرفها وعفافها وحياتها انطلاقاً من معايير خاصة يسندونها إلى الدين والشريعة، أثّر كثيراً في الوجدان الشعبي السوري، وساهم في تعميق الشرخ بين أطياف هذا الشعب، وتكريس النفور والرفض، وساهم أيضاً في النيل من صورة الانتفاضة السورية وتشويه صورتها.

معاناة اطفال سورية يعرضها اطفالنا بالجنادرية
الرياض - راشد السكران
صورة إنسانية كبيرة في معناها الأخوي تلك التي جسدها أطفالنا في تجاوبهم لنداء والدهم خادم الحرمين الشريفين بإقامة يوم للتضامن مع أطفال سورية، الصورة جسدها أطفال الطائف المشاركين في جناح وزارة التربية والتعليم بمهرجان الجنادرية، المشهد بما يحمله من أبعاد طاهرة وصدق في الروح الإيمانية المحركة لتلك القلوب النقية بما أفرزته من تفاعل واحساس بمعاناة اخوتهم من أبناء سورية وما يعيشونه من أوضاع مأساوية.
روح الطفولة شمخت بهؤلاء الصغار الى مصاف الكبار في مشاعرهم وإنسانيتهم وصدق تجاربهم مع النداء الإنساني لقائد الأمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للوقوف إنسانياً مع أطفال سورية المعانين من قسوة الظروف التي لا ذنب لهم فيها.

مجازر وانتهاكات جسيمة بحق أطفال لا حول لهم ولا قوة، معاناة قاسية يتكبدها أطفال سوريا منذ بدء الصراع لا توصف ولا يمكن لأي ضمير حي أن يتقبلها.
براءة تسبح في براكين من الدماء تغوص بأجسامها الطرية بين الجماجم، تشتم رائحة الموت، تُدفن تحت الأنقاض حية، تشاهد بعيونها البريئة الخائفة وبقلوبها المرتعدة الذبح والقتل والمجازر، لا لذنب جنته إلاّ لأنها وجدت في غابة تطبق شريعة الغاب "الحياة للأقوى" وآلتها الحربية لم تراع حق الإنسان سواء كان طفلاً أو امرأة أو شيخاً عجوزاً أو معاقاً أو مريضاً.
كارثة إنسانية يعيشها الشعب السوري الشقيق شردت الملايين وحرمت الأطفال الأمان فقدوا الطمأنينة والراحة.. خوفٌ، وهلعٌ، ورعبٌ في كل مكان وتشرد، تقطعت بهم السبل داخل سوريا وخارجها في مخيمات للاجئين!!.

سورية حيث تواجه المرأة السورية الاعتقال والقتل المباشر منذ انطلاق الثورة السورية، وتروي المعتقلة وردة الكثير من أساليب التعذيب، في كتيب مؤلف من قرابة خمسين صفحة، تتحدث فيه عن أساليب التعذيب، وعن ضحايا التعذيب من النساء والأطفال، ومن الملفت للانتباه أن النظام السوري لا يراعي حرمة للنساء، ولا للطبيعة النفسية، ولا لأي شيء.
كما بلغ عدد النساء الذين قتلتهم القوات الحكومية لا يقل عن 12137 امرأة، يتوزعون إلى 3792 طفلة و8345 طفلا، بينهم ما لا يقل عن 483 امرأة قتلت برصاص قناص؛ والنساء اللواتي متن تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز لدى القوات الحكومية بلغن 31 حادثة؛ كما أن هناك 86 حالة قتل لنساء سوريات في حالات مختلفة، مثل الغرق أثناء النزوح، ومثل التفجيرات أو النيران التي لم نستطع تحديد مصدرها.

JoomShaper