أبواب- رزان المجالي - تتعدد فوائد الصيام ، وكل عضو أو جهاز في الجسم يجد راحته في ممارسة هذه العبادة العظيمة ، ومن هذه الاعضاء المهمة هو الجهاز البولي والكليتين ، فالصيام يشكل فرصة لتنقيتهما وتنظيفهما وتجنب تكون الحصى المؤلمة فيهما. وتعد كلية الإنسان أعظم مرشح ومنظم للسائل الحيوي في العالم،وهذا العضو الذي لا يتجاوز حجمه قبضة اليد يحتوي على مليون وحدة تنقية تسمى النيفرونات تعمل على مدار الوقت دون توقف .
ويتلخص دور الكلية في الحفاظ على الاتزان الحيوي في الجسم البشري عن طريق الظائف عديدة منها استخلاص المواد الإخراجية من الدم وإخراجها في البولو تخليص الدم من الماء الزائد. وبذلك تحافظ على نسبة الماء في الدم ثابتة مما يثبت الضغط الأسموزي للدم كذلك المحافظة على مكونات الدم الرئيسة مثل خلايا الدم والجلوكوز والأملاح وغيرها.
وفي العادة ينصح مرضى المسالك البولية الذين يعانون من تكون الحصى او الالتهابات البولية المتكررة بشرب كميات كافية من السوائل خلال اليوم ولذلك كان الأطباء والبعض منهم ما زال يعتقدون أن الصيام يؤثر على مرضى المسالك البولية بشكل سلبي، وخصوصًا الذين لديهم قابلية لتكوين الحصيات الكلوية، أو الذين يعانون من ضعف كلوي فينصحون مرضاهم بالافطار وتناول كميات كبيرة من السوائل، وقد أثبتت الأبحاث العلمية ان هذا الإعتقاد ليس صحيحا في مجمله وانما يخص فئة محدودة جدا من المرضى. وقدتوصل العلماء لنتيجة مفادها أن الصيام يرفع معدل الصوديوم في الدم وينخفض في البول، وهو ما يمنع الكالسيوم من تكوين بلورات لأن الصوديوم يزيدها، اضافة الى ان حصوات الكلى لا تتكون ولا تلتف الا حول نواة بروتينية وهو ما قد ثبت عملياً انه لا يمكن حدوثه في نهار رمضان اثناء الصيام لأن عملية الهضم والامتصاص تتوقف ولا يعمل سوى عملية التغذية الذاتية فالصيام يساعد على عدم ترسب املاح البول التي تكون حصوات المسالك البولية. ومع هذه الفائدة المتحققة فان مرضى المسالك البولية ومن يعانون من تكرار تكون الحصى ينصحون بالاكثار من شرب السوائل بين الافطار والسحور نتيجة لزيادة نسبة الاملاح والبروتينات في الجسم بعد الافطار وذلك لتحقيق التوازن في الجسم، كما يجب إرشادهم إلى توخي الموازنة في طبيعة المأكولات وذلك بالابتعاد عن بعض الأصناف التي تسبب للمريض ارتفاعا في بعض مكونات الدم والإدرار مما يسبب ترسب الحصى لديه، كما ينصح هؤلاء بعدم التعرض للحرارة الشديدة وتجنب بذل المجهود الذي يؤدي إلى فقدان كمية الماء بالجسم، كما يتعين عليهم تحديد كمية البروتينات الموجودة في اللحوم ومادة الأوكسالات الموجودة في المكسرات والمشروبات المنبهة كالشاي والقهوة وتقليل كمية الملح والسكر في الطعام، مع الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة وذلك حسب نصيحة الطبيب المعالج.