أم عبد الرحمن محمد يوسف
يبدأ الزواج وكأنه حلمًا رائعًا وبعاطفة قوية تجمعهما... ثم تتغير الأوضاع وتتلون الحياة بمختلف ألوان الأحداث والمحن والآلام والمتاعب.
وتمضي وكأنها قطار سريع جدًا، ولاهث جدًا، لا يتوقف عند عند محطات التواصل والتفاهم، وإنما –غالبًا – ما يتوقف عند محطات المحاسبة والشقاق... ثم يتوقف طويلا في محطات الألم.. فقد أصبحت العلاقة الزوجية بين شخصين متعارضين، ومن ثم لابد من الصراع، فلا يمكن أن يقف اثنين في نفس البقعة دون أن يقف أحدهما على قدم الآخر، وما لم يتنح أحدهما قليلًا.. وما لم يتحمل الآخر فسيبقى الصراع الذي يتحصن فيه كل طرف من الآخر وراء "ستار حريري" من احتقاره, والميل الدائم لانتقاده والحرص المستمر على الدفاع عن ذاته .

متى يبدأ التصادم؟
كلنا نأكل وننام ونشرب ونعمل ونضحك، بل نحن نضحك على نفس الأمور ولكن...نحن نفعل ذلك بطرق مختلفة ومن هنا تتضارب الاحتياجات والأشياء المفضلة المختلفة لكل فرد عن الآخر، ويكون الاختلاف أمرًا طبيعيًا، بل ومتوقعًا لأن لكل من الزوجين في حياته الأولى أنماط سلوكية وعادات ومفاهيم ومزاج خاص فضلاً عن الثقافة وتأثير البيئة.

الأسرة السعيدة
في بلادنا العربية، نَصِفُ الشخصَ غير المحترم بأنه "قليل الأدب"، و"ليس لديه ذرّة ذوق". لعلّه مَدخَل غريب، بعض الشيء لمناقشة موضوع "الأدب" و"الذوق"، عن صفتين لهما في النفوس أثر طيب. فإذا وُجِدتا في الإنسان تَسلّل إلى روحك، فتجد نفسك تحترمه. وإن فعلت ذلك أحببته. وإن أحبه الناس فهي علامة من علامات القبول كما علّمنا النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القُدسي "أنّ الله إذا أحَبّ فلاناً جعل الملائكة والناس يحبونه". قديماً قالوا: "فاقد الشيء لا يُعطيه". فإذا لم تكن أنت قُدوة لأُسرتك في الأدب والذوق، فكيف تتكلم عن موضوع كهذا معهم؟ وكيف تغرسه في أبنائك الذين سينقلونه إلى أبنائهم وأبناء أبنائهم وأحفادهم، ليَظلّ مشهوراً عن عائلتك أنها عائلة الأدب والذوق؟ الغريب أنّ البعض يعتقد أن الأدب والذوق من الأخلاق الغربية، وأن أُصول "الإتيكيت" كما يُسمُّونه لا علاقة للإسلام بها. لكن الواقع يؤكد أن ديننا عظيم، وأنه دعا إلى الأدب والذوق في كل شيء.. أكرّر: في كل شيء. انظر إلى جَمَال وعظمة القرآن حين يعلّمنا الأدب والذوق في بيوتنا، بدءاً من الاستئذان للدخول على الأب والأم، حيث تجد آية في القرآن يُتلَى إلى يوم القيامة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ) (النور/ 58). آية تضع قاعدة من قواعد الذوق.

رسالة المراة
عندما تعاني المرأة من الإحساس بفقدان ابتسامة زوجها، ويصبح حلمها أن ترى مجرد بسمة زوجها التي يحرم بيته منها ويعطيها للجميع خارج جداران المنزل، فلا تيأس من عودة الحياه إلى ما كانت تحلم به وتتمناه، ولكن في البداية يجب عليك أيتها الزوجة أن تطرحي عل نفسك بعض الأسئلة
إذا دخلت مكان ووجدت من قابلك فيه عبوسا ستقابلينه بابتسامة أم بنفس العبوس؟
إذا كان لك في مكان  ذكريات مزعجة وكئيبة هل ستقبلين عليه بفرحة ومحبة أم ستتردد خطواتك عند القدوم إليه؟
إذا تعودتي عند لقائك لشخص ما أن يسرد لك الهموم والمشاكل هل تستطيعين في كل مرة أن تكتمي غضبك بداخلك أم سياتي يوم وتحاولي تجنب النقاش معه؟
بعد هذه النصائح التي ربما تكشف لك بعض أسباب حرمانك من ابتسامة زوجك، يمكنك الاستعانة ببعض الأفكار التالية:

أم عبد الرحمن محمد يوسف
إليكم أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية:
أسباب عائلية:
1.   التدخل المفرط من إحدى أو كلا العائلتين: ذلك التدخل الذى ينتهك صفة الخصوصية والثنائية في العلاقة الزوجية، ويسممها بمشاعر وأفكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سيء النية.
2.   تأخر الفطام العائلي لأحد الطرفين:
هذا يجعل الزوج أو الزوجة شديد الارتباط والاعتماد على أسرة المنشأ، وكأن الحبل السرى بينه وبينهم لم ينقطع، وعلامة ذلك عدم قدرة هذا الطرف الذى لم يفطم على الإبتعاد ولو قليلًا عن أسرة المنشأ فهو يريد أن يقضي كل وقته أو معظمه لديهم، ويأتي ذلك على حساب شريك الحياة الذى يجد نفسه وحيدًا.

3.  وجود حالات طلاق في العائلة.
فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق، ويجعل الهجر سهلا، ويؤكد أن الحياة بدون شريك ممكنة.

- أسباب دينية:
ـ عدم فهم وإدراك قداسة العلاقة الزوجية: تلك العلاقة التى يرعاها الله ويحوطها بسياج من القداسة ويجعلها أصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل: {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا} {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} {هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن}.

الأسرة السعيدة
يا كل الذين تسألونني: "أين ذهب الحُب؟"، وهل خرج الحب بين الأزواج ولم يعد؟ هل الحب بين الأزواج له تاريخ صلاحيّة؟ سأدلّكم عل "روشتة" قوية وفوريّة: اعبدوا الله معاً حتى يعود الحب. أعرف رجلاً في السبعين من عمره، قابلته في إنجلترا، هو عالم أزهري، وكان قد ذهب إلى إنجلترا ليدرس العلم، وزوجته أتت معه، هي قد تعدَّت الخمسين من عمرها، وهما متزوجان منذ ما يقرب من 30 أو 35 سنة. وكان هذا الرجل يحب زوجته حباً يفوق الوصف. وفي مرة طلب مني أن أذهب معه لشراء هدية لزوجته، وكان حريصاً على أن تكون جميلة، وأنا لم أعلَم، ولم أقدر، أن أسأله لِمَ يُحبّها هكذا؟ وبعد فترة من الزمن، بعد أن رجعنا إلى مصر، ذهبت كي أزوره في بيته، فوجدته أدخلني وطلب مني أن أنتظر مدة نصف ساعة. وبعد أن رجع، وكانت تبدو عليَّ علامات الضِّيق من الانتظار. قال: أنا آسف، ولكن هذا هو الميعاد الأسبوعي لي أنا وزوجتي منذ 20 عاماً. نجلس كل جمعة بعد صلاة العصر، مدة ساعة، نقرأ القرآن، ونذكر الله ونتحدّث. فعلمت أنّ هذا هو سبب هذا الحب. هذا هو الحب الذي أعرفه. قال شخص لسيدنا علي بن أبي طالب: صف لنا علاقتك بابنة الرسول( صلّى الله عليه وسلّم)، السيدة فاطمة، فردّ عليه سيدنا علي بالشعر: وبنت محمد سَكَني وعرسي ***** مشوب لحمها بدمي ولحمي هي زوجتي وحياتي وسَكَني، لحمها مخلوط بلحمي ودمي.

JoomShaper