حـسـام جـابـر   
لا نجد في قاموس البشرية كلمة أجمع الناس عليها غير هذه الكلمة (الحُبّ)! فهي كلمة تشتاق لها القلوب .. وتشرئب لها الأعناق .. وتهفو لها النفوس .. وتطرب لها الآذان. ورغم أنها كلمة لا تتجاوز الحرفين إلا أن لها من السحر والجلال في قلوب الناس ما لا تحدثه أحرف أخرى .
غير أن هذه الكلمة قد حُملت زوراً وبهتاناً بأمور ليست لها أي علاقة بها، الأمر الذي جعل من (الُحبِّ) أمراً غير إسلامي! وإذا ذُكرت كلمة (الُحبِّ) في الإسلام فلا يُفهم منها إلا حب الله ورسوله – وهو بالطبع أعظم أنواع الحب على الإطلاق وأسماه- ولكن (حُبُّ) الرجل للمرأة، و(حُبُّ) المرأة للرجل فهو في نظر الكثيرين أمراً غير موجود في الإسلام!
والحقيقة التي تغيب عن أذهان الكثيرين هي أن الإسلام جعل هناك طريقين للحب، طريق محرم لا يحصد أصحابه إلا الخزي والخذلان، وطريق شرعي إسلامي، فصل فيه الإسلام تفصيلاً من (الألف) إلى (الياء)! فجعل فقهاً لمبتدأ (الحُبِّ) حينما يصير (وعداً) ألا وهو فقه (الخِطبة)، ثم فقهاً للحُبِّ حين يصير (عقداً) وهو فقه الزواج، ثم آداب العشرة التي تخيط من الحُبِّ جنة (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) – الروم 21-، وجعل من ثمرة هذا الحب (زينة) في الدنيا (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) –الكهف 46-، ثم جعل مخرجاً إذا ضاع الحب واستحالت العشرة فكان فقه الطلاق والخلع في الإسلام.

رسالة المرأة
شبَّه الكثير من الفلاسفة الحياة الزوجية بالطبيعة من حولنا في جمالها وتقلباتها، بهدوئها وعواصفها، بحرّها وبردها، وبمدّها وجذرها، ومن يريد النجاح والسعادة عليه أن يُوازن ويُوائم بين كل هذه التناقضات، فيخفض رأسه قليلا وينحني لتمر العواصف والخلافات، وإحدى هذه السبل تقديم الاعتذار دون إحساس بالعيب أو المهانة أو الانتقاص، فالاعتذار دليل تسامح وحسن خلق، وعلامة حب وتقدير، وكأنك تفتح صفحة جديدة في قلب زوجتك. الامر الذي يدعو الى التأكيد على حاجة الرجال لاكتساب "ثقافة الاعتذار"، لمعرفة أصولها وفوائدها.
الغالبية من الرجال لا يعترفون بخطئهم، ولا يقدمون اعتذارا، من باب العِند  والأنانية والكبرياء، وفي الغالب خوفا من فقد الهيبة، أو الظهور بمظهر  الضعف والانهزام، في حين أن بعض الرجال على استعداد لتقديم  الاعتذار، ولكن بصورة غير مباشرة.
تكوين الرجل لا يميل إلى الاعتراف بخطئه، أو الاعتذار المباشر -بالتحديد- فهم صامتون لا يعتذرون، يخافون على هيبة الزوج الشرقي القوية المسيطرة أمام زوجاتهم، والتي تربوا عليها منذ الصغر، ولهذا ينصح كل زوج بألا يبخل على زوجته بكلمة اعتذار؛ حتى لا تختزن بداخلها الطاقات السلبية تجاهه من تمرد  وإحساس بالمهانة والدونية، فتنفجر مرة واحدة وبلا مقدمات.

مجدي داود
كثير من الرجال يحفظون قول الله تعالى في كتابه الكريم {‏‏وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ‏}. النساء -34، بل إن أردنا الدقة قلنا إنهم لا يحفظون من هذه الآية إلا كلمة "واضربوهن"، ليبرروا لأنفسهم ضرب زوجاتهم ثم يبررون فعلهم بما جاء في كتاب الله عز وجل.
واقع أليم
يشهد واقعنا الاجتماعي في كل بلاد المسلمين بلا استثناء، واقعا أليما مزريا، فكثير من الأزواج يعتدون على زوجاتهم بكل أنواع الضرب والعنف، دون مراعاة لما قيده الشارع فيما أنزله على رسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فنجد أحدهم يمسك بعصا غليظة ويضرب زوجته بكل قسوة، فيسبب لها الكسور والجروح الخطيرة، التي تستلزم الذهاب للمستشفى والعلاج المكثف، وتجد أحدهم يلطم زوجته على وجهها حتى يسقط "قرطها من أذنها" وحتى يخرج الدم من وجهها، بل إن البعض يلجأ إلى الأسلاك الكهربائية الرفيعة فيضرب بها زوجته فتتناثر الدماء من جسدها، وغير ذلك من الحوادث البشعة التي نراها بأعيننا ونسمع عنها.
وأشهد أني قد رأيت أكثر من مرة، من يمسك بالعصا التي لا يستطيع الرجل أن يمسكها بيد واحدة، بل بكلتا يديه، ويرفعها وينزل بها على جسد زوجته، حتى يبلغ به التعب مبلغه فيتركها ويذهب غير مبال بما حدث لها، ولا يعنيه إن كان يضربها في بيتها أم أمام أعين الناس في الشارع.

سلوى النجار    
يقول الله سبحانه وتعالى في (سورة النحل/ 72):
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ).
فالزواج من نعم الله الكبرى على الفرد والمجتمع، به يتحقق السكن، وفيه تتكامل منظومة الحقوق والواجبات.
لقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج، وإرتضاه لعباده، وحثهم عليه ورغبهم فيه، وما ذلك إلا لمقاصد عظيمة وأهداف ومنافع جمة يحققها الزوج. ومن المؤكد أن معرفة تلك المقاصد والحكم والأهداف المرجوة من وراء الزواج تجعل الشبان والشابات أكثر إقبالاً على الزواج، وأشد حرصاً على إنجاحه، وأكثر وفاء بالالتزامات والواجبات التي تترتب عليه. وفي بيان جانب من مقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية، وتوضيح أهم الحقوق والواجبات المترتبة عليه، تتحدث مديرة حملة أهل القرآن العالمية، في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إيمان إسماعيل.


رسالة المرأة
العثور على الحب خطوة كبيرة ولكن الحفاظ عليه تحدي صعب. كيف يمكنك الحفاظ على زواج متين، وقوي، وغني بالحب والمشاعر؟ توجد بعض الاستراتيجيات لحماية الحب وإبقاء جذوته مشتعلة.
الحفاظ على الإيجابية
عندما تبدأ المشاكل بالظهور، يصبح من السهل الإنزلاق في نمط سلوكي سلبي بدلا من إيجاد الحلول مثل البالغين، مما يسبب ظهور المزيد من المشاكل. والسماح لنفسك بمعاقبة الطرف الأخر عقليا أو شفهيا يشبه فعليا إحداث ثقوب صغيرة في الرباط القوي الذي يجمعكما لدرجة التلف. بدلا من الإستسلام لغرائزك الأقل نضجا واطلاق التعابير القاسية والانتقادات اللاذعة، حاولي الامساك بلسانك وابتعدي عندما تشعرين بأنك على وشك أن تجرحي الطرف الأخر.

JoomShaper