فهد السيف
فتاة في مرحلة المراهقة.. طاهرة القلب.. لم تسمع بالأشرار.. أو سمعت بهم دون أن تراهم أو تحادثهم.. كانت تظنهم يلبسون لباسًا خاصًا بهم، أو أن لهم ملامح تميزهم عن الآخرين، كان أبوها جاف العواطف، يخاطبها بصفة رسمية، إنه يبتسم أحيانًا، لكنه منذ بلغت ابنته التاسعة من عمرها بدأ يخاطبها بأسلوب الأوامر، لم تسمع منه يومًا كلمة حانية ورقيقة، أما أمها فمما يحسب لها أنها حريصة جدًا على تعليم ابنتها شؤون المنزل والضيافة وكذلك الحياء.
لقد كان ينتابها شعور أحيانًا بأنها عادية الجمال، وغير لافتة للنظر، فكرت بالزواج وأنه استقلال وتربية أولاد ومشاكل، رأت مسلسلات تلفزيونية، فتعرفت على شيء اسمه الحب فتمنت أنها في بيئة غير بيئتها الصحراوية ذات الجفاف العاطفي.
دق عليها جرس الهاتف وهي تذاكر ليلاً:
- نعم.
- أهلا بهذا الصوت العذب.
- من أنت؟ وماذا تريد؟!
- أنا شاب مهموم و...
أغلقت السماعة في وجهه، لكن ضميرها بدأ يؤنبها بأنها أخطأت في حقه، وبأنه هو الوحيد في العالم الذي يعرفها حق المعرفة!!
ألم أقل لكم إنها طاهرة القلب؟!!
اتصل ثانية فردت عليه ووقعت في شراكه..الخ القصة
نعم إنها قصة مكرورة ومعروفة، لكن هل التمسنا أسبابها من جميع الجوانب؟
وهل فكرنا في أن نطرق أسبابًا أخرى غير ما نكرره من إلقاء اللوم على الشباب والفتيات؟
ألم نفكر يومًا في دورنا نحن في القضية، وما هي الأساليب التي كانت سببًا في سهولة وقوع فتيات الطهر والعفاف في شراك شياطين الإنس؟
لست أزعم هنا أنني سأتعرض للأسباب، ولكني أكتفي بذكر سبب واحد فقط.

فاطمة عبد الرءوف
الإيثار صفة جميلة من تلك الصفات النادرة التي يتحلى بها المؤمنون وهي قيمة خلقية تعني أن الإنسان الذي يتخلق بها ارتفع فوق طبيعة البشر الذين غالبا ما يتمنون كل الخير المادي والمعنوي لأنفسهم دون كثير اعتبار للآخرين بل وفي أحيان كثيرة في رغبة شرهة على الاستحواذ والاستيلاء على ما عند الغير .
ونستطيع أن نقول أن الإيثار مقياس دقيق لدرجة إيمان الإنسان فكلما قوي الإيمان استطاع الإنسان بسهولة أن يتحلى بخلق الإيثار {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر- 9.
ولو تحدثنا عن الإيثار بين الزوجين فلاشك أنه حديث يحمل نكهة مختلفة إذ أن الإيثار من أكبر الأسس والدعائم التي تقوم عليها الحياة الزوجية السعيدة لأنه الترجمة العملية للحب وبه تستنبت بذوره وتطيب ثماره وكثيرا ما يستخدم لفظ التضحية للتعبير عن قيمة الإيثار.
المرأة بطبيعتها الرقيقة المرهفة وبفطرتها التي فطرها الله عليها تمتلك قدرة ضخمة للعطاء والتضحية خاصة من أجل زوجها وأولادها ولكنها في بعض الأحيان لا تدرك القوانين والأصول لهذه التضحية ومن ثم تقع فريسة للندم والإحباط لذلك سوف نلقي الضوء على بعض النماذج لزوجات قدمن تضحيات ثم وقعن فريسة الندم ومن ثم نتعرف على الأصول والقواعد التي ينبغي على الزوجة الانتباه لها وهي تقدم هذه التضحية.

رسالة المرأة
رغم مرور فترة على الزواج إلا أن شعورا جارفا بالإرهاق العاطفي قد ينتاب الزوجة نتيجة كثرة الدوران في فلك تقلبات شريك عمرها المزاجية، الأمر الذى قد يصيبها بانخفاض حاد فى درجة حرارة أحاسيسها تجاهه.
والمرأة العاطفية بطبعها تكره الفشل وتخشى عواقب النهايات، وبالتالي فهي تحس بمرض جفاف المشاعر الناجم عن الصمت والإهمال، والخطورة في هذا المرض أنه يبدأ بالسكتة العاطفية وينتهى بالموت المفاجئ للزواج.
وفي هذه المرحلة يجب على الزوجة أن تتذكر أن الأنانية تعتبر من أمراض المشاعر التى تفشت في الكثير من العلاقات الزوجية وهى تظهرعادة بعد شهر العسل حيث تهدأ العواطف وتبدأ المشاركة الفعلية.
وتلاحظ الزوجة أن كل طرف يحاول الحصول على أكبر قسط من الراحة لنفسه دون النظر لاحتياجات الآخر، مما يسفر عن تولد ضغائن صغيرة، ويومًا بعد يوم تزداد هذه الحالة لتبنى حواجز بينهما.
وعلاج هذه المشكلة ممكن إذا أدرك الطرفين المفهوم الصحيح للمشاركة وسعى كل منهما نحو القبول بمبدأ الأخذ والعطاء المتبادل، فضلاً عن ضرورة المصارحة بما يحتاج كل طرف من الآخر، فكثيرمن الأمراض الزوجية تتولد من سوء الفهم الناجم عن الصمت وهذا ما يجعل الصدق والمشاركة هما الدواء الواقي من جميع أمراض المشاعر الزوجية.

مي عباس
يتتبع كل أنثى.. يسيل لعابه وراء أي امرأة، مهما بلغت وضاعتها أو قبحها.. ولكن هذا الدوران المستمر وراء النساء والذي أضاع كرامته ولطخ سمعته، سرعان ما يتحول برودًا وانقباضا أمام زوجته..
يحلو للكثيرين تحليل هذه الحالة برمي التقصير على زوجته، وافتراض علة وهمية فيها تدفع هذا "المسكين" للبحث في الشوارع!
ولكن ماذا إذا كانت زوجته قد قاربت المحال في إرضائه وملء عينيه ولم تيأس بسهولة أو تهرب عند أول صدمة وخيانة؟
وماذا إذا كانت أجمل وأكثر أنوثة ودلالا من كل النساء اللاتي تتبعهن في الحرام؟
إنها حالة مرضية تنتشر أو تقل حسب قوة المجتمع وسلامته الحقيقية، ولقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج، فيما رواه الهيثمي وغيره أنه "أتى على قوم بين أيديهم لحم ثـمين طيب ، إلى جنبه لحم غث منتن ، يأكلون من الغث المنتن ، ويتركون السمين الطيب ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ من هؤلاء يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء ، ويذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن"‏‏.‏‏
إنها صورة واضحة وبشعة لكل من تتبع الحرام والحلال بين يديه، لفساد دينه، وفساد ذوقه، وفساد فطرته.
وكأن هذه الصورة تصف حال المجتمعات التي بعدت عن ربها، واستشرى فيها حب الحرام، حيث يزهد الرجل في الحلال لا لشيء إلا لأنه حلال، وتتطلع نفسه للحرام فقط لأنه حرام.

أحمد عباس
حتى تكوني زوجة ناجحة وتتقدمين في علاقتك الزوجية نحو ما هو أفضل لابد أن تكوني شفافة وواضحة مع زوجك وتعبري عن احتياجاتك ووجهات نظرك ورغباتك، حتى تكون علاقتك الزوجية قائمة على التفاهم والمكاشفة.
أولاً: عبري عن مشاعرك واحتياجاتك كزوجة
زوجك لا يعلم الغيب وكل البشر لا يعلمون اغيب، ومن الخطأ الفادح أن تنتظري أن يفهم زوجك بعض الأمور التي تخفينها في أعماقك، لاسيما إن كان زواجك في السنوات الأولى، وبالتالي فلابد أن تعبري عما تشعرين به وما تحتاجين إليه وتجعلي زوجك يدرك حقيقة ما يدور في أعماقك، وثقي أنك بهذا تستطيعين أن تصلي إلى ما تريدين بدون خسائر كبيرة، وبدون أن يقع سوء فهم بينك وبين زوجك قد يسبب الكثير من المشكلات التي لا داعي لها.
ثانيًا: تحدثي عن نفسك بدلاً من الشكوى
يمكنك أن تجعلي حياة زوجك جحيمًا من خلال توجيه الشكاوى واللوم وإشعاره بالذنب والتقصير في حقك طوال الوقت، لكن هذا الأسلوب سيعود عليك في نهاية المطاف ليدمر حياتك واستقرارك، وبدلاً من هذه الطريقة السقيمة في التعامل مع الزوج يمكنك استعمال أسلوب التعبير عن نفسك فإذا أردتي أن تشكي من انشغال زوجك عنك بعمله أو أصدقائه أو عائلته، حاولي أن تتحدثي إليه عن احتياجك لوجوده، وقولي له إنك تشعرين بحاجة ماسة إلى إلى اهتمامه وقربه منك.

JoomShaper