خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى، لكنه جعل بينهما فروقاً في الشكل الخارجي: أي الجسدي، والداخلي: أي الذهني. ومنح كل واحد منهما قدرات ومهارات محددة، أثّرت في نظرتهما إلى مسائل الحياة اليومية، وجعلتهما يختلفان كثيراً في طريقة تعاملهما مع المشكلات التي تعترضهما.
كيف يمكن لهذين الكائنين أن يتعايشا بسلام ووئام تحت سقف واحد؟ يقول أحدهم إن "الإنسان هو عبارة عن مجموعة من الأسرار، فإذا نجحت في اكتشافها وفهمها، تمكنت من التعامل معه بسهولة، وضََمنْت التعايش معه بشكل يخلو من المشاجرات والخلافات المعقدة". ويوضح أن "طريقة تفكير المرأة تختلف عن تفكير الرجل". ويعطي مثالاً بسيطاً على ذلك، لافتاً إلى أنه "عندما تفكر الفتاة في الزواج، تقول في قرارة نفسها، متى أتزوج وأصبح حرة، فأسافر معه وأخرج كل يوم من دون أن اقلق من مراقبة أهلي. أما الرجل عندما يفكر في الزواج، فيقول: متى أتزوج وأستقر في البيت وتصبح لدي زوجة تعتني بي وتهتم بشؤوني"؟
هذا الاختلاف في التفكير بحسب نظره ، "يؤدي حتماً إلى حدوث تصادم بين الرجل والمرأة، لاسيما عندما يعيشان في منزل واحد". لكن هذا لا يعني أن التعايش بينهما أمر مستحيل. إذ يشير إلى أن "نجاح الزواج أو الشراكة بين الرجل والمرأة أمر ممكن ويعتمد على مدى فهم الزوج أو الزوجة طريقة تفكير شريكه".

موقع رسالة المرأة
من أجل أن تنعمي بحياة زوجية هادئة لابد أن تضعي لنفسك بعض الخطوط الحمراء التي تضمن لك عدم إثارة غضب الزوج في أي مرحلة من مراحل حياتك، وهذه الخطوط الحمراء ستكون بمثابة إرشادات واضحة لك على طريق الحياة الزوجية تجعلك طوال الوقت على يقين من أنك حتى لو وقعتِ في بعض الأخطاء أو الهفوات فإنها لن تصل إلى الدرجة التي تتسبب في حدوث شقاق بينك وبين زوجك.
الخط الأحمر الأول: الأسرار الزوجية
- بعض النساء إذا حلت بهن مشكلة قمن بإذاعتها ونشرها بين الأهل والأصدقاء بحجة المشورة أو الفضفضة عن النفس، ويقمن أثناء السرد بإخراج ما في جعبتهن من مساوئ الزوج مع إخفاء المحاسن، فترتسم في الأذهان صورة مشوهة لذلك الزوج المسكين، مما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه، وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين والصورة السيئة لذلك الزوج تظل في الأذهان.
- كثرة الاستشارات والآراء في المشكلة قد تؤدي إلى تعقيدها؛ لأن كل من يدلي برأيه يكون بعيدا عن العواطف التي تربط الزوجين، كما أنها قد تؤدي إلى التندر بالمشتكية واتخاذها وحياتها الأسرية مصدرا للتفكُّه مع لومها في غيبتها على إذاعتها لأسرارها.

كرم البارودجي
إلى مَن اختارها اللهُ لتكونَ لي أحنَّ الناس وأطيبهم، ولتكونَ لي عنوان الفخر والعز.
يا سيدتي الفاضلة، إنكِ أعظم امرأةٍ رأتْها عيوني، وكيف لا تكونين أعظم النساء، وأنتِ التي كنتِ لي غيمةً تُمطِر الحب والحنان، وكنتِ لي الحارس الأمين؟! فكم سهرتْ عيونكِ لتحرسَني وتطمئن عليَّ! وكنتِ دومًا قريبة مني، وكأنكِ ظلِّي الذي يرافقني دومًا.
يا معلمتي التي علمتْني السَّير وأنا كنتُ لا أُجِيدهُ، وعلَّمتني الكلام وأنا كنت أصمَّ، وعلمتني التفكير وأنا كنتُ لا أعرف كيف أفكِّر، وعلمتني القراءة والكتابة وأنا كنتُ أمِّيًّا لا أجيد حتى رسم الحروف، يا شمسًا أشرقت لتعطيَني دفئًا يحتضنني في كل يوم، ويا قمرًا يُنِير لي ظلمات طريقي في كل مساء، كم أنتِ عظيمة يا غاليتي! فما جزعتِ ولا ضجرتِ من تصرفاتي الطائشة، وتحملتِ العناء بشقاوتي، وكنتِ تتبسَّمين عندما تَرَينني أتصرَّف بجنون، فهذا هو الحب يا صاحبة القلب الحنون، يا مَن زرع الله فيكِ الحنان والحب والعاطفة، كبرتُ وأصبحتُ رجلاً بأعين الناس جميعًا، ولكن حتى الآن أنا بعينيك الجميلتين طفلٌ صغيرٌ، ولو تعلمين يا أميرتي أني حتى الآن عندما أجلس بقربكِ أرغبُ أن أغفُوَ بحِضنكِ الدافئ؛ لأنِّي أجد فيه الحب والحنان والأمان، قد يحبُّني جميع الناس لحاجةٍ لهم بي، لكنك أنتِ أحببتِني عندما كنتُ لا أنفع في أيِّ شيء، فأحببتني في الله وحدهُ لا غير، عندما كنتُ طفلاً صغيرًا، يا خيمةً تجمع بيني وبين إخوتي، فلولا وجودُكِ بقربنا لتفرَّقنا وتخاصمنا وأصبحنا ضعفاء مشتَّتين، لكنكِ دومًا بحنانكِ بيننا بالحب والمودَّة تجمعين.

مجدي داود
يمثل الطلاق مشكلة كبيرة في مجتمعاتنا، إذ صارت نسبة الطلاق مرتفعة خلال الأعوام الأخيرة، وسط تجاهل شعبي ورسمي لهذه الظاهرة، وعدم العمل أو حتى التفكير في إيجاد حلول لها، ومن ذلك التجاهل عدم وجود دراسات شاملة موثقة تبين نسب الطلاق خصوصًا في المناطق الريفية والنائية عن المدن الكبرى، متضمنة أسبابها وتداعياتها، وبالتالي إيجاد الحلول أو كيفية معالجة الأزمة بشكل جيد.
أتذكر أنه منذ عامين، ذكر أحد أئمة وخطباء قريتنا أن القرية شهدت 17 حالة طلاق في شهر رمضان من ذلك العام فقط، وبتتبع تلك الحالات تبين أنها كلها حالات زواج حديثة، تتراوح ما بين الأشهر وبضع الأعوام، وبالطبع لم تكن تلك الحالات هي كل حالات الطلاق التي شهدتها القرية خلال الأربعة أعوام الماضية، بل تضاعف العدد مرات ومرات، مما ينذر بكارثة حقيقية في ظل حالة السلبية الشعبية والرسمية كذلك، التي تعيشها مجتمعاتنا.
إنَّ أسباب الطلاق كثيرة ومتنوعة، ولا يمكن حصرها في أي مصنف أو مؤلف، لكونها تختلف من حالة إلى حالة، ولأنها أسباب تراكمية في أغلبها، وإن ما قد يدفع البعض للطلاق مع بعض الأشخاص أو في بعض الحالات، هو ذاته قد لا يكون مبررًا للطلاق في حالة أو أشخاص أخر، ولكني سأتطرق هنا إلى أسباب الطلاق التي تبدأ مع أول يوم في مسيرة الزواج.

الشيخ طه محمد الساكت
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربتْ يداك))؛ رواه الشيخان[2].
المفردات:
• الحسب: ما يَعُده الناس من مفاخر الآباء، مأخوذٌ من الحساب؛ لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدُّوا مناقبهم ومآثرَ قومهم، ثم حكَموا لمن كان أكثرهم مناقب وأوفاهم شرفًا.
• والحسب أيضًا: الفِعال الحَسنة؛ كالجود، والشجاعة، وحُسْن الخُلُق، وقد حسُب حسَبًا فهو حسيب.
• وتَرِبت يداه: في أصل كلامهم دعاءٌ عليه، كأنه افتقر حتى لُصِق بالتراب، لكنهم أكثروا استعمال هذه الكلمة، وتوسَّعوا فيها حتى أخرجوها عن حقيقتها؛ قصدًا إلى الإنكار، أو التعجب، أو التعظيم، أو الحث كما هنا، وللعرب كلمات تَجري على ألسنتهم، ولا يريدون بها معناها الأول، ومن هذا القبيل: قاتَلَه الله، لا أب له، لا أم له.
عادات الناس في الزواج:
يحدِّثنا - صلوات الله وسلامه عليه - عن عادات الناس في الزواج، ويُحلِّل رغباتِهم فيه تحليلاً لا يدَع لباحث قولاً؛ يبيِّن أن مقاصدَ الناس في النكاح على اختلاف نزعاتهم، وتعاقُب أعصارهم، على أربعة أنحاء؛ فإما أن تُقصَد المرأة لمالها؛ ليستمتِع به الزوج في حياته، ويُورِثه أولاده منها بعد مماتِه، ويُخفِّف به أثقال العيش وأعباء الحياة، وإما أن تُراد لحَسَبها، يبتغي زوجها العزة بقومها، والمنزلةَ بشرفها وجاهِها، والمصاهرة لحُمة كلحمة النَّسب، وإما أن تُرغَب لجمالها، إذا كان الزوج عبد الهوى وأسير الشهوات.

JoomShaper