نتيجة تنازل بعض الرجال عن دورهم وإلقاء الحمل على كاهل المرأة ملامح الحياة الأسرية الناجحة تغيب عن الأبناء
- التفاصيل
نسرين درزي
تسير الأوضاع في الاتجاه العكسي داخل المؤسسة الزوجية عندما يتنصل بعض الأزواج من مسؤولياتهم التي تفرضها عليه الحياة العامة القائمة على التعاون . وبغض النظر عن الأسباب التي تبعدهم عن القيام بالدور المطلوب، فإن عقبى الأمور لا تنقلب على الزوجة وحدها لأنها ليست المتضررة الوحيدة، وإنما كذلك على الأبناء الذين لا يكونون صورة واضحة عن ملامح الحياة الأسرية الناجحة.
(أبوظبي) - على الرغم من الاعتراف بأن هناك العديد من الأسر التي تعتمد في أسلوب حياتها على التعاون والمشاركة بين الزوج والزوجة، إلا أن هناك أسراً تتحمل فيها الزوجة مهام إضافية تضطرها إلى القيام بأمور هي من اختصاص الزوج، الذي يفترض أنه شريكها في الحياة، وضع بات يتكرر في كثير من البيوت. فالزوجة إضافة إلى كونها أما وعاملة بدوام كامل معظم الأحيان، تجد نفسها ملزمة بأن تضع يدها في كل شاردة وواردة لقضاء احتياجات بيتها وزوجها وأبنائها.
خبيرة علاقات زوجية: التوافق الفكرى بين الطرفين يساوى زواجًا ناجحًا
- التفاصيل
تؤكد خبيرة العلاقات الإنسانية، شيماء فؤاد، على ضرورة وجود حالة من التوافق الفكرى بين الزوجين وإن كانت الاختلافات مهمة فى الحياة الزوجية، شريطة أن تكون اختلافات تكميلية حتى تكسر حاجز الملل بشرط أن تبتعد عن اختلافات التضاد,
وهذه الاختلافات مسموح أن تشمل جوانب الحياة كلها، ولكن بعيدا عن الجانب الفكرى، حيث إن غياب التوافق الفكرى ووجود حالة من الاختلاف الفكرى يسبب مشكلات كبيرة فى الأسرة, بسبب وجود طرفين كل منهما يفكر بطريقة مختلفة عن الآخر.
هكذا نحل مشاكل بيوتنا
- التفاصيل
(جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة، فلم يجد عليًّا، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: انظر أين هو؟ فقال: هو في المسجد راقد، فجاءه وهو مضطجع، وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (قم يا أبا تراب...قم يا أبا تراب) [متفق عليه].
المشاكل وحلولها:
عندما نتأمل إلى ذلك البيان النبوي الشريف يتبين لنا كيف أن السيدة فاطمة رضي الله عنها لم تخبر النبي صلى الله عليه وسلم بطبيعة الخلاف وماهيته، بل كل ما أخبرته به هو وجود خلاف فحسب، ولننظر أيضًا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأنه لم يدع مجالاً لكي يتسع الخلاف والغضب، فترك زوجته وذهب إلى أفضل مكان ترتاح فيه الأعصاب وتصفو النفوس.
(ولنتأمل أيضًا في حكمة النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه لم يسأل فاطمة رضي الله عنها عن التفاصيل وأسباب الخلاف، كما أنه لم يعاتب عليًّا، بل داعبه ولاطفه بأسلوب كان له أبعد الأثر في زوال رواسب الغضب والضيق، وهذا ما يجب علينا اتباعه أزواجًا وزوجات وآباء في مثل هذه المواقف، سواءً كان التوتر من جانب الزوجة أم من جانب الزوج) [فن العلاقات الزوجية في ضوء القرآن والسنة والمعارف الحديث، محمد الخشت، ص(139)].
حتى لا تنفذ كلمات الحب بين الازواج
- التفاصيل
لهنّ -
تتعالى صرخات النساء عالية وتتساءل هل من قرار يمنع تداول كلمات الحب والاهتمام بها بعد الزواج؟ هل هناك حظر تجوال على تعاطي العواطف بين الأزواج؟ الدراسات تؤكد هذه الظاهرة، أما المشكلة الكبرى فهي أن معظم الأزواج لا يلاحظون فرقًا.
طبقًا لدراسة أعدتها جامعة «أريزونا» الأمريكية، فإن تبادل كلمات الحب اللطيف بين الزوجين يساعد كثيرًا على تقوية العلاقة بينهما والمحافظة على الزواج نفسه، واعتمدت الدراسة على إحصائية أجريت على 1200 زوج وزوجة مضى على زواجهم أكثر من 7 سنوات، ولوحظ أن تبادل كلمات الحب الرقيقة تتناقص تدريجيًا خلال السنوات القليلة التي تلت تاريخ الزواج الرسمي، وهذا ما اعترفت به 65 % من الزوجات، في حين أن 70 % من الأزواج لا ينظرون إليها كمشكلة.
الدراسة تحدثت عن التأثير الفعلي لتناقص كلمات الحب، وعدم تداولها بين الزوجين، فغياب هذه الكلمات تؤدي إلى الإضرار بالاحترام المتبادل بين الزوجين؛ وذلك لأن المرأة بطبيعتها عاطفية تميل إلى سماع تقدير زوجها لها فيما تقوم به من أعمال في المنزل، أو ما تحدثه من تغيرات لإرضائه. كما توصلت الدراسة إلى أن غالبية الأزواج لا يشعرون بهذا الاحتياج الأنثوي لكلمات الحب الحانية.
أخطاء يرتكبها الآباء مع الأبناء
- التفاصيل
عملية التربية ليست سهلة بالمرة، وتكون أصعب في حالة وجود أبناء في سن المراهقة، لأنهم يحتاجون لطريقة تعامل خاصة جدا، لذا يقع الآباء والأمهات غالبا في بعض الأخطاء التي قد تؤدي بالمراهق للابتعاد عنهما أكثر وأكثر والتقوقع داخل عالمه الخاص المليء برفاق من نفس السن يشاركونه تجاربا قد تضره. ومن أبرز هذه الاخطاء:
إلقاء الأوامر والمحاضرات بدلا من مناقشة الأبناء
يريد الوالدان أن يكبر الأبناء ويتجاوزوا مرحلة المراهقة سريعا حتى يصبحوا بالغين متحملين للمسئولية ويمكنهم اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم. ورغم هذا الهدف الجميل والنبيل، ينسى الأب والأم أن تحقيقه يحتاج لمنح بعض المساحة من الحرية للأبناء للتفكير والتعبير عن أرائهم، ويواصلان دائما إلقاء الأوامر غير القابلة للنقاش والمحاضرات المملة التي لا تخرج عن كونها سرد لخبراتهما السابقة في الحياة دون مراعاة لفارق العصر والزمن.
لا نقول أن الأبناء لا يحتاجون للتوجيه والمتابعة في هذه المرحلة، بل العكس تماما هو الصحيح، لكنهم بحاجة أيضا للتفهم وبعض الحرية في اتخاذ بعض قراراتهم بأنفسهم بعد مناقشتها بموضوعية وباستفاضة مع الوالدين. بمعنى ألا يصبح الابن متلقيا سلبيا للأفكار والأوامر، بل يشارك في صنع القرار الذي يتعلق بحياته.