أميمة الجابر
تشكو بيوتنا كثيرا من جفاف العلاقة الزوجية بين الزوجين , وذهاب المحبة والمودة التي دائما ما تحدث الناس عنها , ولايجد الزوجان رابطا يربطهما – بعد سنين من الزواج – غير رابط الأولاد الذين هم بينهما , وقد تظل معاناة الزوجين فترات طويلة على المستوى النفسي والواقعي بلا حلول يمكنها أن تزيل تلك المعاناة
وقد بنى الإسلام الأسرة المسلمة بناية متينة على أساس لايبلى ولا يفتر , ذاك الأساس هو المودة المتبادلة بين الزوجين والقائمة على إرضاء الله سبحانه .
فأراد الإسلام منهجا يعمل به على ذاك الأساس , وشكلا للعلاقة الزوجية تقوم على نبت المودة والرحمة بينهما , قال تعالى " وجعل بينكم مودة ورحمة "  , فيتولد الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما وتنبت المودة والرحمة والرفق وحسن السلوك .

د. كمال إبراهيم مرسي    
-تعريف التوافق الأسري:
يأخذ علماء النفس التوافق الأسري بمعنيين نلخصهما في الآتي:
المعنى الأوّل:يجعل التوافق "حالة State" تظهر في تآلف أفراد الأسرة وتقاربهم، وإجتماع كلمتهم، وارتباطهم معاً بروابط المودّة والمحبّة والرحمة، ويقابلها عدم التوافق، الذي يظهر في عدم التآلف والإختلاف والتنافر وعدم إجتماع الكلمة حول أمور الأسرة، وعدم الرضا عنها. ويقال التوافق الأسري في مقابل عدم التوافق الأسري.
أمّا المعنى الثاني:فيجعل التوافق، "عملية Process" يتم فيها إنجاز أعمال، وتحقيق أهداف، وإشباع حاجات، ومواجهة مشكلات، وتحمّل ضغوط، واحتواء أزمات في الأسرة، وينقسم إلى: توافق أسري حسن Family Well-Adjustment عندما تكون سلوكيات أفراد الأسرة وأهدافهم مُرْضية لهم نفسياً ومقبولة إجتماعياً في مواجهة ما يحدث في الأسرة من أحداث يومية أو أحداث طارئة، وتوافق أسري سيِّئ Family Mal-adjustment عندما تكون السلوكيات والأهداف غير مُرْضية نفسياً وغير مقبولة إجتماعياً.

« إعـداد / أ.حسن الجـامد »
افتتح سماحةالشيخ الحبيب محاضرته بقول الله تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) وأشار إلى أن
كل أب وكل أم يبحثان عن الولد المطيع ، يبحثان عن الولد الذي يكون امتداداً لها في أفكارها وفي سلوكها ، وقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل تحدثنا عن امتدادها الخالص عن مبادئ القيم ، وتحدثنا عن الأب الذي لا يفرض على ابنه أوامره ، مع أنه أمر سماوي ، بل أنه شاوره وأعطاه حرية التفكير .
وفي زمننا هذا نجد بعض الآباء يشتكون من أبنائهم ، مع أن هذه الشكوى قد تكون عليهم وليس لهم من أمرهم شيئا ، لأنهم مسوؤلون عن تربية أبنائهم تربية سليمة ، لأن التخطيط في التربية هو عامل أساس .

تتوالى الأزمات داخل محيط الأسرة , ويأتي الصبر الذي هو من أهم الأخلاق التي لابد على كل فرد في الأسرة أن يتربى عليه, وقد ورد ذكر الصبر في القرآن في نحو مائة موضع , وما ذلك إلا لأهميته والحاجة إليه .
ومن تلك النصوص :  ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))[البقرة:153] ((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ))[آل عمران:146]
((وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ))[النحل:126] .
وحتى يكون الكلام أكثر تأثيراً في واقع المنظومة الأسرية فإني أهمس بهذه الهمسات :
1- الزوج يحتاج إلى الصبر في :
- ضعف استجابة الزوجة له .
- نقصان جهد الزوجة في أمور المنزل .
- مرض الزوجة وما يتطلبه من جهد بدني أو نفقة مالية .
- مرض أحد أفراد الأسرة .
- التأخر الدراسي لدى الأبناء والبنات .
- انحراف أحد الأبناء أو تقصيره في أمور دينه.

التربية السوية أحد العناصر المهمة لتنشئة طفل سوي نفسياً واجتماعياً ، لذلك تنعكس علاقة الأم والأب مع بعضهما البعض داخل وخارج المنزل علي الرغم سلوك الأطفال لتشكل حاضرهم ومستقبلهم  الأطفال, بل تحدد نوعية اختيارهم لشريك الحياة, والأكثر من ذلك مدي نجاح أو فشل حياتهم الزوجية فيما بعد.
وتشير د. هبة محمد وجيه قطب إلى أن الأم تحاول تربية طفلها بنموذج عكسي , فمثلا إذا كان أبوه عصبيا في تربيته يقرر أن يكون هادئا مع أولاده. ولكن المشـكلة التي تقـررها د. هبة هي أنه مهما حاول الشخص أن يكون مختلفا عن أسلوب تربيته فسيفاجأ بأنه ــ بطريقة تلقائية ــ يتعامل مع ابنه بنفس الأسلوب الذي تربي به بل ويقول نفس الكلمات التي كان يسمعها من أهله ويكرر نفس الأخطاء. فإذا تربي أب في بيت عصبي وقرر أنه سيكون هادئا مع أولاده وأصرعلي ذلك ودرب نفسه فسينجح مادام الوعي موجودا أما لو تعرض لموقف أو مشكلة ما فسنجد لاشعوريا العصبية هي أول رد فعل طبيعي له.

JoomShaper