الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هل مررت -عزيزى المربي- بلحظات شعرت خلالها أن التقارب بين أفراد أسرتك ليس كما تتمنى؟
إن كان الأمر كذلك ومع قدوم شهر رمضان تكون فرصتك أسهل، وفيما يلى نعرض خمس عشرة فكرة تساعدك على تنمية الألفة والتقارب بين أفراد أسرتك:
1- مائدة القرآن: اتفق مع أبنائك على جلسة يومية طوال الشهر الكريم، على أن تكون مخصصة لقراءة جزء من أجزاء القرآن الثلاثين، فما اجتمع المسلمون على مائدة أكثر بركة ونفعًا من مائدة القرآن.
2- رحلة عائلية: اذهب مع أبنائك فى رحلة يومية بعد الإفطار إلى مسجد تتفقون على أداء صلاة التراويح وقيام الليل فيه، ففي ذلك تعويد لهم على أداء تلك العبادة المحببة في جماعة، لأنه ثبت عمليًا أن لها فائدة صحية عظيمة فضلا عن تأثيرها النفسي العظيم.

عبدالمجيد بن مسعود
الأسرة الحصن المستهدف
إن شأن الأسرة في الإسلام شأن عظيم، فهي الأساس الذي بقدر ما يكون راسخاً متيناً، يكون صرح المجتمع وبناؤه شامخاً منيعاً، لما يختزنه من عوامل القوة والحيوية والنماء.
ومن ثم كانت عناية الإسلام بمؤسسة الأسرة عناية بالغة وفي غاية الدقة والشمول.
فالأسرة ليست مجرد إطار عادي، يتصرف فيه كل عضو بمحض حريته وإرادته، بل هي إطار تحكمه ضوابط وتسيجه أحكام الشرع الحكيم التي ترتب على الزوجين وظائف ومهام مقدسة، تتمحور حول غاية سامية كبرى، هي الحفاظ على استمرار وجود الأمة الإسلامية متماسكاً قوياً، قادراً على أداء رسالته الحضارية العظمى، التي هي نشر دين الله في أرض الله، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، والدفاع عنه ضد قوى البغي والكفر والعدوان التي تريد أن تطمس نوره وتعطل رسالته.
ولتؤدي الأسرة وظائفها وتضطلع برسالتها، لابد أن تقوم على دعائم وأسس، تظل في غيابها كياناً مهزوزاً قابلاً للنقض في أي وقت وحين.
لقد ظلت الأسرة المسلمة قلعة شامخة وحصناً منيعاً حينما كان قوامها الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً.

التداخل بين الحياة الأسرية والمهنية طريق التفكك العائلي
* جورج فهيم/
صدق من قال إنّ الأشخاص ظل لوظائفهم، لأنّها لا تحدد فقط من يكونون، ومن هم الأصدقاء والزملاء، وإنما تتحكم أيضاً في طريقة تفكيرهم وتقاليدهم، ومنظومة الخطأ والصواب في علاقاتهم، ومثلما يمكن أن تكون الوظيفة سلماً للصعود إلى قمة النجاح، يمكن أن تكون أيضاً هوة سحيقة للسقوط في براثن الفشل، عندما تتعارض متطلبات الحياة المهنية مع متطلبات الحياة الأسرية، وعندما تتقاطع الإلتزامات الوظيفية مع الوجبات العائلية.
الآن أكثر من أي وقت مضى تتعالى صرخات مئات الألوف من الزوجات والأزواج من أن وظائفهم على وشك أن تخرب بيوتهم وتفرق شمل أسرهم، بسبب تعارض متطلبات الحياة الوظيفية مع متطلبات الحياة الأسرية، وعجزهم المتزايد عن التوفيق وتحقيق التوازن بين عالمين لا يلتقيان، هما عالم الوظيفة وعالم الأسرة، يفصلهما شلال متدفق من التحديات المعيشية التي تفرضها المجتمعات العصرية التي لا تنام 24 ساعة، سبعة أيام في الأسبوع.
تأثير مهنة الزوج والزوجة في الحياة الأسرية ونمط العلاقات السائد فيها والمشكلات والتحديات التي تواجهها كان موضوعاً لمئات الدراسات والأبحاث العلمية في عدد من أعرق الجامعات العالمية. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة "أوهايو" الأمريكية، التي اعتمدت على تحليل بيانات 3000 زوج وزوجة خلال الفترة بين عامي 1987 و2002، فإنّ الوضع الوظيفي لكل من الزوج والزوجة يمكن أن يؤثر في كل منهما بالتفكير في الطلاق، وإن اختلفت طريقة التأثير من الرجل إلى المرأة.

يحيى البوليني /
لا يشك عاقل في حب كل أم وأب لأبنائهم , بل ولا في رغبتهم للخير لأبنائهم , كي يعيش أبناؤهم حياة مستقرة وسعيدة وهادئة وخاصة مع بدايات انتقال الأبناء لطور حياتي جديد عندما يبلغون مرحلة الزواج وبناء كيانات اجتماعية جديدة تضاف إلى لبنات المجتمع .
ولكن الجملة الشهيرة التي نقلت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " كم من مريد للخير لا يبلغه " تصدق في حال بعض الآباء والأمهات الذين يتصورون أنهم حينما يربطون أبناءهم بهم – بعد استقلالهم وزواجهم – رباطا وثيقا شديدا يحكمون فيه السيطرة عليهم وعلى تصرفاتهم فلا يتحركون خطوة إلا بموافقتهم , فينتج عن ذلك أن يقدم كل من الزوجين الجدد رأي أهله – مهما كان – في كل القضايا الكبيرة منها والصغيرة على رأي زوجه الذي يعيش معه وكأنه لا يزال داخل شرنقة ضخمة لا يريد أن يخرج منها ولا يسمح له أيضا بالخروج والفكاك .

مفهوم السعادة وأسبابها
يختلف الناس في تحديد مفهوم السعادة وأسبابها، فمنهم يرون بالثراء والمراكز سعادة، وآخرون يجدونه بالحياة العصرية الصاخبة، الا أن السعادة الحقيقية التي تسعى الأسرة الى الحفاظ عليها تكمن في القناعة.
•تتطلب سعادة الأسرة أسساً متينة تُقوي الروابط العائلية وتعزز القيم والقناعة بما لدينا، فأهم من الثراء والمراكز هو أن نقتنع بما نحن عليه فنشعر بسلام داخلي يجعلنا نحب الحياة ونستمتع بها.
•إن وجود العاطفة التي تقوي الروابط بين الوالدين والأبناء من مودة ورحمة وثقة واحترام متبادل يُعد مسكناً للنفس وعامل استقرار للحياة، وهذه العاطفة الدائمة تسمح بتقاسم أعباء الحياة اليومية والمشاركة في أفراحها وأتراحها، فتحقق التفاهم والسعادة.

JoomShaper