من أعظم النعم الإلهية بعد نعمة الإيمان والتقوى أن أنعم الله على عباده بنعمة الزوجية، وفيها ما فيها من معاني الألفة والود والتراحم، مما يساعد على سير الحياة سيرًا طبيعيًا كما أرادها الله تعالى، لتكون معبرًا إلى دار القرار، وطريقا معبداً يسلكه السائر حتى يصل إلى مراده ومقصوده، وليس أبلغ من التعبير القرآني العظيم في وصف علاقة الزوجية بكونها [الميثاق الغليظ]، وبما تعنيه الكلمة القرآنية من بلاغة وروعة من العهد والقوة والتأكيد الشديد لأهمية الحفاظ عليه والوفاء به.
ـ وليس من نافلة القول أن نكثر الحديث عن المشاعر أو نتحدث عن الأشواق التي تختلج في الصدور، فنجعل منها بركاناً يتقد أو مناجاة يُسمع لها دوي يفطر القلوب الحية، وهل بقي للناس غير المشاعر؟!
وقلما تصفو الحياة بغيرها، أنها تُحس ولا تُرى، تلك هي لغة المشاعر وصياغتها، وكيفية التعامل معها والأنس بها بما يملأ الزمان والمكان، وقليل هم أولئك الذين يحسنون التعامل مع هذه القلوب وتلك الأرواح فيبلغون فيها عبقرية جادة، فيهنأون بعيش كريم ويسعدون غيرهم بجمال الكون وما فيه.

إعداد : فاطمة داوود
قال تعالى " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن " سورة النساء أية 34 ..
في العصر الحديث دار حول حوارا وجدلا واسعا حول قوله تعالى { وَاضْرِبُوهُنَّ } ( النساء : من الآية34 ) ، وفهم الناس أن معنى ذلك حق الزوج في ضرب زوجته بالمعنى الدارج والشائع لمفهوم الضرب .
- وقد أدى هذا الفهم الخاطئ للأمر الإلهي إلى التناقض بين هذا الأمر والهدي النبوي في معاملة المرأة ، ومن أغرب ما شاهدت وسمعت هذا الدكتور في إحدى الفضائيات العربية الذي يقول إنني أوجع زوجتي ضرباً امتثالاً للأمر الإلهي ، والمعلوم أن المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يضرب زوجة من زوجاته قط ، وأنه قال : ( خيركم من لا يضرب ) وعندما حدث خلاف كبير بين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونسائه لم يضرب واحدة منهن ، بل ترك لهن الحُجُرات واعتكف في المسجد .

بقلم: مصطفى محمد عون
تعتبر الأسرة هي الأساس المتين واللبنة الأولى في بناء المجتمع؛ فهي كالمضغة في الجسد إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ولذلك فهي الخلية التربوية الأولى، ومن هنا وجب أن يكون الكيان الأسري ذا أساس سليم ومتماسك، فالأسرة التي تقوم على أسس من الأخلاق القويمة والتعاون والفضيلة، وتعتبر نواة لمجتمع مترابط متعاون يعرف فيه الفرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات، فالعلاقة بين الفرد والأسرة والمجتمع علاقة مترابطة لا يمكن أن يستغني فيها أحد عن الآخر؛ فالفرد السليم الصحيح الصالح هو الذي يكوِّن الأسرة، والأسرة ترعى شئون الفرد من وقت ميلاده إلى ما بعد وفاته.

علي شهوان
الزواج, الطلاق, المشكلات الأسرية, دراسات فقهية, قواعد للحياة, مجلة الفرقان, مشكلة وحل, من فقه الواقع | محرر1 | نوفمبر 15, 2011 الساعة: 8:54 ص
ورد في القرآن العظيم إباحة تعدد الزوجات. قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:3].
وتعدُّد الزوجات كان موجوداً قبل الإسلام، ولكنه لم يكن منضبطاً؛ بحيث يستطيع الرجل أن يجمع من الزوجات العدد الذي يريده، فجاء القرآن العظيم يُهَذِّب التعدُّد ويُقَنِّنُه ضمن قواعد وأسسٍ تتوافق مع الفطرة ومصلحة المجتمع، ومصلحة الزوجين على الخصوص؛ فالتعدُّد في القرآن العظيم تعدُّد له ضوابطه وشروطه، وليس حُكْماً منفلتاً.
القرآن الكريم أباح تعدُّد الزوجات ورخَّص فيه، ولم يأمر به أو يندب إليه، وإنما أذن به لمن أراد، ولكنه قَيَّده بقيود منها: الاستطاعة، وتحقيق العدل بين الزوجات، وعدم حصول ضرر أكبر منه بسببه، فإن اختلَّ واحدٌ من هذه القيود وجب الإمساك عن التعدد، وكما أن النهي يفرض نفسه في حال عدم الاستطاعة وعدم العدل، فإن الوجوب -أيضاً- يفرض نفسه في حالات؛ ككفالة العدد الزائد من النساء وإحصانهن؛ خوفاً من الانحراف والكَبْت(1).

د.فاطمة عمر نصيف
الأنباء
الحلقة الولى
استهدفت العولمة في العقود الأخيرة من القرن العشرين الاجتماع والثقافة، وركزت تركيزا خاصا على الأسرة، ـ نواة المجتمع ـ وسعت جاهدة لضرب مواطن القوة في المجتمعات بفرض أنظمة وقوانين من شأنها أن تجعل النظام الأسري والاجتماعي واحدا وقد كان تركيز أعداء الإسلام أيضا على شخص «المرأة»، إذ انها حجر الزاوية في الأسرة وهي بيت القصيد واستخدموا الجمعيات النسائية التي يمولونها، ومؤتمرات المرأة والإسكان ووسائل أخرى كثيرة للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم، كان من نتائج هذه المعاملة السيئة للنساء أن هبط مستوى تربية الناشئة وظهرت صور مشوهة للمسلمين فأساءوا بذلك للدين الإسلامي الذي ينتسبون له، مما جعل النظام العالمي الجديد يعمق وجوده في المجتمعات الإسلامية الأمر الذي دفع د.فاطمة عمر نصيف للكتابة في هذا الموضوع عبر كتابها: «الأسرة المسلمة في زمن العولمة» اذ نادت فيه بضرورة تنبه المسلمين والمسلمات من الأخطار المحيطة بهم، وحثهم على اتخاذ الخطوات اللازمة، ووضع الخطط المحكمة لمواجهة هذه التحديات، وغيرها من المواضيع التي تطرق لها الكتاب الذي تنشره «الأنباء» على حلقات.

JoomShaper