عبدالعزيز محمد الحمادي
لاشك أن الصراحة هي قوام الحياة الزوجية السليمة وأنه لا غنى عنها بأي شكل من الأشكال كما أنها ضرورية لإيجاد التفاهم وحصول المودة ولكن اختلفت الأقاويل حول مدى الصراحة الواجب توافرها بين الزوجين وتعريفها ومدى علاقتها بالرجولة أو الأنوثة وهل هي مطلقة أم مقيدة، واجبة أم مستحبة، وكم هي نسبتها بين الزوجين هل هي على مستوى واحد أم متفاوتة؟ وكيف تتحول من نعمة إلى نقمة؟
ومما لا تختلف فيه الآراء هو أن الصراحة هي أساس الحياة الزوجية وهي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك والأمراض التي قد تهدد كيان الأسرة بالانهيار وأنه إذا ارتكزت الحياة الزوجية عليها كانت حياة هادئة هانئة أما إذا أقيمت على عدم المصارحة فإنها تكون حياة تعسة يفقد خلالها كلا الزوجين ثقته في الآخر.

هيفاء بنت أحمد العقيل
نعيش في هذه الدنيا متقلبين بين الرخاء والشدة، بين الفرح والحزن، نسعد  بالفرح، ونهنأ بالرخاء حينما يعم علينا، وحينما يعترضنا ما يعكر صفو حياتنا  نجد أن البعض  تضيق عليه الدنيا بما رحبت، و تتوتر حياته،  و يلزمه  الصمت، وإن تحدث يبدأ بجلد الذات من لوم وعتاب  لنفسه أو لمن حوله فيزيد الهم هماً، والمشكلة تكون أكبر أو يبدأ يتفوه بعبارات لا تليق بنا نحن المسلمين أن نتفوه بها: "حياتي كلها مشكلات. لم أذق طعم الراحة بهذه الحياة . أخرج من مشكلة إلى مصيبة " وغيرها من هذه العبارات.  يشعر أنه الوحيد من  حلت به مشكلة أو نزلت عليه مصيبة، حينها يعم الأسرة التوتر والقلق  والنفور. وينسى الإيمان بقضاء الله وقدره.

لهنّ    
- تعاني الكثير من العائلات من فتور العلاقات بين أفراد الأسرة، والتي ينجم عنها أكبر الأخطار على الأسرة، وهو تفككها وعدم وجود روح التعاون الجماعي بين أفرادها. أما العائلة التي تعيش حالة من التماسك والوحدة يتمتع أفرادها بصحة جيدة، وتعرضهم للأمراض أقل بكثير من أفراد العائلة التي تغيب عنها مقومات التماسك والترابط العائلي.
وتتدخل الحالة العاطفية للعائلة حتى في الصحة العقلية لأفرادها، كما توضح دراسة للخبيرة الاجتماعية البرازيلية سيلفانا دوغلاس، ورغم أنه ليس من السهل تحقيق التماسك بين أفراد العائلة؛ ولكنه ليس بالمستحيل أيضًا، لذلك فتماسك العائلة ووحدتها يعني أيضا نجاح أفرادها في الدراسة والعمل والحياة اليومية، بالإضافة إلى الثقة بالنفس أمام المجتمع بشكل عام.

حددت سيلفانا تسع نصائح اعتبرتها مهمة جدًّا لتحقيق التماسك والوحدة بين أفراد العائلة، أوردتها مجلة "سيدتي" وهي:
اعترف بخطئك
أفضل حل لتصحيح الخطأ هو الاعتراف به أولاً، ومن ثم محاولة تصحيحه بالشكل السليم. ولن تفيد أي جهود لتصحيح الخطأ إذا لم يكن هناك اعتراف به. وتنصح سيلفانا، كل سيدة بتعليم أبنائها إدراك أخطائهم تجاه بعضهم البعض والاعتذار عن ذلك الخطأ والاعتراف به وتحمل المسؤولية. "إن إدراك كل فرد من أفراد العائلة لأخطائه يساعد على عدم تطور سوء التفاهمات وتفاقم المشاكل؛ لأنه متى أدرك الفرد خطأه واعترف به فإن الغموض يختفي وتصبح الصراحة هي الأساس".

يطل شهر رمضان بعبقه وأريجه وما يحمله من معانٍ جميلة ، ليضفي على الحياة الزوجية مزيداً من البريق والإشراق ، ويمسح عنها غبار الخلاف والشقاق ، ويخفف عن الزوجين هموم الحياة ومتاعبها ، عندما تتقارب القلوب ، وتسمو الأرواح ، ويخرج الزوجان من هذا الشهر أكثر محبة ومودة وانسجاماً .
ولكي يتحقق ذلك لابد من بعض الأمور التي ينبغي أن يراعيها الزوجان في هذا الشهر الكريم ، فمع دخول شهر رمضان يتغير نمط الحياة المعتاد ويحدث انقلاب في مواعيد النوم والطعام والعمل، وقد تتغير تبعاً لذلك شخصية المرء وطباعه، مما يفرض على الزوجين التكيف مع الوضع الجديد ، وترويض الطباع والعادات ، والتعاون لتوفير الوقت والراحة النفسية للطرف الآخر حتى يؤدي عبادته بدون أي منغصات أو مكدرات.
وشهر رمضان يعطينا أعظم الدروس في سعة الصدر ، والصبر والحلم ، والتسامح والتغافر ، والمقصود من الصوم في الحقيقة تهذيب النفس ، وصقل الروح وترويض العادات، ولذا فإن على الزوجين أن يحافظا على هدوئهما - في هذا الشهر الكريم- ويضبطا انفعالاتهما ويتحكما في أخلاقهما ، وعليهما أن يضيقا فرص الخلاف والمشاكل ما أمكن ، وأن يسعيا جهدهما لإزالة أي سوء تفاهم ، وليعلما أن ذلك سيكون على حساب عبادتهما ، وأن الشيطان أحرص ما يكون في هذا الشهر على أن يستثمر أي موقف يفسد عليهما لذة هذا الشهر وروحانيته وأجره.

*عمرو خالد
1- الحنان والعطف: فعن أبي بكرة قال: "سمعت النبي، (صلى الله عليه وسلم)، على المنبر، والحَسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: ابني هذا سيِّد، ولَعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين". وعن بريدة قال: كان رسول الله يخطبنا، إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران (يتعثران في المشي)، فنزل رسول الله من المنبَر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: "صَدَق الله: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ...) (التغابن/ 15). نظرت إلى هذين الصبيين يَمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما".
2- اللقاء الأسبوعي: بمعنى قضاء أوقات ممتعة وسعيدة مع أفراد الأسرة، كالخروج للتنزّه أو حضور عشاء أسبوعي يتبادَل فيه الجميع الحوار أو الكلام والسَّمَر والضحك والمزاح أو اللعب.
3- موضوع ما، أو أي مجال مشترك: كالرياضة مثلاً، ومشاركة أهل البيت وأفراد الأسرة فيها، أو في التسوق أو الذهاب إلى التنزه، إلى آخر ذلك من الموضوعات والمجالات المشتركة.

JoomShaper