وائل بن إبراهيم بركات
لكل مشكلة سبب ومسببات، وإذا تم معرفة هذا؛ سهل علينا إيجاد الحل. بل وتجنب هذه المشكلة.
والحياة الزوجية، حياة بين اثنين زوج وزوجة. ولكل منهما خصائصه وأفكاره وآراؤه ومعتقداته، وميوله واهتماماته،  وقد ينسجما معا، وقد يقتربا من بعضهما، وقد يختلفا فلا يلتقيان.
فمن أين تنشأ الخلافات الزوجية؟ ولماذا تنهار الأسرة وتنفصم العلاقة الزوجية ؟ وهل المشكلة والخلاف والانهيار هي التي تحشر نفسها بين الزوجين، وتأتي من الخارج لتطرق الباب وتقول لهما: اجعلوني ضيفا لديكما؟ أم أن هذه الانهيارات والشروخ  والجراحات سببها الزوج والزوجة! وجهل الزوج بكونه زوجا، وجهل الزوجة بكونها زوجة؟  فلا هو ولا هي يعرفان بالشكل الصحيح معنى الحياة الزوجية!

د. كميل موسى فرام*
الحياة لكل منا فصول متتالية، نرسم البعض منها بأيدينا، ويُرسم البعض منها لنا بأيدي الآخرين حكما أو ظرفا ودون اختيار، وفصل الزواج يمثل الفصل الأهم استحقاقا ونتيجة، فترتيبه ضمن التسلسل الحياتي يمثل قدراً يحدد لنا ما ننقشه على صفحات العمر القادمة، فمنطق الحكمة يفرض علينا أن نؤهل أنفسنا للاستمتاع بصفحات العمر بالتوقيت المناسب، ودون تأجيل للغد الذي قد يتأخر أو يأتي بظروف غير مناسبة، لنكون بواقع مرير يفرض علينا الاحتكام للتصرف الصحيح ضمن درجات الاجتهاد، ولا باس من الابتعاد عن فكرة التوفير لزيادة الرصيد بل علينا البحث والاجتهاد للظفر بوسام السعادة وهو هدف مشروع لمن يناله بالتوقيت المناسب.

د. عبد العزيز الغدير
بائسة تخوض معركتها قضائيا مع زوجها للحصول على حضانة أبنائها، تروي قصتها قائلة ''أنا الزوجة رقم 3 في حياته، وهو مشغول بأعماله وزوجاته، وعندما يحضر للمنزل يعني ذلك شجارا، وذات ليلة احتدم النقاش بيننا حول مصروف المنزل وحقوقي الزوجية، أمسكني من شعري وضربني بالحائط ثم طردني خارج المنزل في منتصف الليل مع ابنتي الرضيعة. ونمت في حديقة الحي حتى الصباح، حيث سلمت نفسي إلى دورية للشرطة، وأعادوا تسليمي إلى زوجي كما تجري العادة. وحصلت على الطلاق لاحقا بينما طالب زوجي بحضانة الأبناء، واستطاع أن يكسب القضية. وسافرت إلى أهلي، ولكن لم يهدأ لي بال وأبنائي معه، فعدت إلى الرياض بعد أشهر، لأجد أولادي في حالة نفسية لا يعلم بها أحد سوى الله، بعد تعرضهم إلى ألوان من العذاب على يد والدهم من حرق بالنار، وضرب مبرح بأدوات صلبة وحادة، فطالبت بحضانتهم قضائيا''.

تري الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس أن السبب الرئيسي فيما نطلق عليه الثالوث المرعب "العنوسة  الزواج العرفي  الطلاق" مرده سوء التربية أو بمعني أدق "التنشئة الأسرية" فليس هناك عنوسة. وليس هناك زواج عرفي بمعناه الصحيح وليس هناك شباب يمكن الاعتماد عليه!!
ولكن يا دكتورة بماذا تفسرين تلك الظواهر الاجتماعية المزعجة؟
الأمور واضحة تماما لمن يتأمل في هذه المشكلات. أنا باقول احنا ماعندناش عنوسة.. احنا عندنا عنوسة اختيارية بسبب الطموحات المادية. فقد تلاشت المعايير الأصيلة. التي يقوم عليها الزواج وتؤسس عليها الأسرة. وأصبح تقييم العروسين يقدر بما لديهم من مادة أو بما يقدمون من تسهيلات مادية. فقد اختلفت المعايير وبدلا من اختيار الرجل الخلوق الملتزم الحريص علي زوجته وبناء أسرته علي القيم والاخلاق أصبح الاختيار متوقفا علي قيمة الشبكة ومكان الفرح وماركة السيارة وموديلها. فالعروس عايزة "واحد تفصيل" والسنين بتعدي ومعها يعدي قطار الزواج.

تبوك، تحقيق - بسمة الشامان
قد يحتاج الزوج إلى مساعدة زوجته مادياً في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها، لكن نجد كثيراً من النساء يخشين من الإقدام على تلك الخطوة؛ خوفاً من تعود زوجها والاتكال عليها في المصاريف، وأحياناً احتياجات المنزل والأولاد، كما يخشين أيضاً من "انقلاب أزواجهن" عليهن إما بنكران الجميل، أو الزواج عليهن، أو سلب وضياع حقوقهن.. والسؤال: ما حدود مساعدة المرأة لزوجها؟، وما توقيتها؟، وكيف تضمن حقوقها؟.

JoomShaper