يعتقدون بأن الرجل بعد الزواج يتحول إلى آلة، لها برنامج تشغيل يجب إتباع خطواته بعناية دون الإبتعاد عنها في شيء، مع مرور الأيام وتقدم السنين على مدار العمر، تتحوّل الكثير من الأشياء الجميلة إلى عادات مملة، أشياء جميلة كانت تبعث السّعادة في الماضي، تصبح روتينا صعب القبول بل وفي بعض الأحيان دوافع للخلاف بين الزوجين، كلّ الأزواج يمرون بهذه الحالة، ولا بد لك عزيزتي من الانتباه لهذا الأمر ومعالجته، لكن كيف؟
الزوجان يقعان في فخ الإهمال بعد الزواج، باعتقاد أنّ العلاقة داخل المنزل لا يراها أحد.
لاشك أنّ اهتمام الرّجل بجذب انتباه زوجته، يخف مع الزمن، هذا الكلام وإن كان وصفا دقيقا لما يمكن أن تؤول إليه حال الرجل بعد سنين من الزواج، إلاّ أنّه يتجاهل تفسير أسباب تحوله إلى هذا النّمط من الحياة.

عمر الســــاكت
الأسرة هي مجتمع مصغر قائم بذاته وهي عماد المجتمع ونواته وأساس ترابطه، والترابط الأسري الذي يجمع أفراده بالدم والعاطفة والمصالح المشتركة لمواجهة الظروف الخارجية التي قد تؤثر سلبا أو إيجابا، وقد جاءنا من الأحاديث النبوية الشريفة ما ينظم ويحدد ويرسم قواعد وحدة المجتمع السليم المترابطة، فعن أبو موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعيه متفق عليه، وهذا يحض على معاونه أفراد المجتمع بعضهم لبعض حتى تسود المودة والرحمة بين أفراده ولا يكون ذلك إلا من خلال ترابط الأسرة أولاً، والذي ينعكس على المجتمع بالأمن والأمان وقلة الإنحرافات والجرائم والمشاكل والتصرفات اللا أخلاقية .

ناصر الجاروف
الشيخ حسين المصطفى يقول ربما لا يمكننا أن نأتي على معرفة حقيقة ذلك بصورة حاسمة، بل في كل سؤال يطرح عن دور الأسرة، لا يمكننا الإجابة عليه إلا بعد وقوفنا على العوامل المؤثرة في بناء الأسرة واستقرارها. ويمكن أن ندرج هذه العوامل تحت عنوانين رئيسيين:
أحدهما: عوامل من داخل الأسرة:
1 - إنّ أساليب التنشئة التي تتبعها الأسرة لها علاقة وثيقة بالسلوك ألانحرافي للأبناء ؛ فالسلوكيات المنحرفة التي تصدر عن بعض الأبناء تعد نتاج للقصور في التنشئة السوية للأبناء، وكثيراً ما يؤدي عدم اتفاق الوالدين على أسلوب معين للتنشئة إلى انحراف الأبناء، كما تؤثر طموحات الآباء الزائدة على مستقبل أبنائهم، ومن أهم مظاهر سوء التنشئة داخل الأسرة وآثارها السلبية على الأبناء هي:
• النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات والخلافات والمشاجرات المستمرة تؤدي إلى سوء تكيّف الصغار وإلى كثير من ألوان السلوك الخاطئ ودفعهم للبحث عن رفاق خارج البيت.

الدستور ـ طلعت شناعة
هل الأُبوة غريزة ، بمعنى هل تنمو معنا أم أننا نكتسبها بعد أن نصبح آباء؟ نادرا ما يفكر الرجال بهذه المسألة. فهم يعتمدون وربما بحكم تربيتهم ، على الزوجة لتقوم بدور الأب والأُم معا.
وعادة ما يخطر ببالنا سؤال: لماذا لا تكون "دورات" لتدريب الرجل على ممارسة "الأُبوة" ، تماما كما تفعل المرأة حين تذهب الى مراكز الصحة والأُمومة والطفولة لكي تتعلم وهي في فترة الحمل كيف تتعامل مع"وضعها" الجديد.
وفي دول الغرب ـ بعضها ـ يحرصون على تواجد الزوج في غرفة العمليات لكي يرى زوجته وهي تضع مولودها وبالتالي يرى معاناتها الحقيقية في أصعب ما قد تتعرض له المرأة في حياتها (الولادة).

ميسرة طاهر
سألت كم سنة مضى على زواجكما فقالت الزوجة ما يزيد على عشر سنين، قلت: وهل الخلافات بينكما قديمة؟ فقال الزوج: من نهاية السنة الثانية، سألت بعدها سؤال ــ وليتني لم أسأله ــ قلت: وما هي الموضوعات التي تختلفان عليها؟ وبدأ كل منهما يرد على الآخر، تارة بلهجة تهكمية، وتارة بتذكير الآخر بما فعله في مواقف سابقة، وتارة ببكاء من الزوجة، وأخرى بضحك ساخر من الزوج، ومرة بتقديم حجج وبراهين على صحة وجهة نظر المتحدث والتي تصب في النهاية في مصلحة تخطيئه للطرف الآخر، سندت ظهري على كرسيي وصرت أتابع ما يجري أمامي، واستمر الحال لأكثر من عشرين دقيقة، نسيا خلالها أنني موجود، وبتقديري لو لا أنني تحدثت مقاطعا لهما لاستمر ما سمياه حوارا، وهو بتقديري لا يعدو أن يكون شجارا، فهو لا يتصف ولا حتى بالحد الأدنى من صفات الحوار، إن سميناه شجارا فتسمية صادقة بلا شك، وإن سميناه نحرا أو انتحارا فهو كذلك.

JoomShaper