لحواء
إنّ من أهم أسباب الخلاف بين الزوجين، هو إضطراب الشخصية عند الزوج العصبي، والإفتقار إلى علاقة زوجية سليمة بين الزوج والزوجة، وبالتالي يختل التوازن في العلاقة الزوجية.
وهناك الأمراض النفسية التي يصاب بها أحد الأبوين أو كليهما، مثلاً الشخصية المبتلية بمرض الوسواس والتي تتصف بتقلّب الرأي والعناد وعدم التسامح، والشخصية الإنطوائية التي تتميّز بالصمت وعدم القدرة على التلائم مع المجتمع المحيط، وهناك العواطف السلبية الناجمة عن عدم التوافق النفسي والإجتماعي والثقافي والعقائدي.
هذه هي أهم أسباب الخلافات الزوجية وإذا أهملت هذه الخلافات نتجت عنها مضاعفات وخيمة تؤثر على جو الأسرة.
ويترتب عنه الإحساس بفقدان الأمان عند الطفل، والشعور بالقلق، ويظهر هذا في عدّة أشكال مثل العصبية والسلوك العدواني، وتصاحبه بعض العادات السيِّئة مثل الكوابيس الليلية.

يحيى البوليني 
نظرة قاصرة ورؤية ضيقة أن يتم اختزال مفهوم المسئولية عن الأسر المسلمة في ذهن الزوج بالعمل والسعي المادي لكسب الرزق وتأمين حاجات الزوجة والأبناء المادية من مطعم ومشرب وملبس ومسكن , وأن يتم اختزال مهمة الزوجة في الاهتمام المادي بالبيت والقيام بشئونه ..
وبرغم أهمية كلا العملين وضرورتهما وكونهما واجبين لقيام الأسر واستمراريتها إلا أنهما لابد وأن يوضعا في حجمهما الصحيح , فلا تبنى البيوت المسلمة فقط على مجرد فكرة الطعام لتتوزع مسئوليته بين الزوجين ما بين إحضاره وتحضيره فحسب . فمفهوم الحياة الأسرية في الإسلام أشمل وأوسع ويتعدى هذه النظرة الضيقة التي يختزل الناس فيها المسئولية الزواجية ,
فالأسرة هي المحضن النفسي والتربوي والثقافي الذي يحتضن لبناته منذ أن تتفتح عيونها حتى تخرج للمجتمع لتؤدي دورها فيه , وان اقتصار المسئولية أو تخيل انتهاء أدائها عند مفهوم الطعام فقط هو تقليص وتملص من المسئولية الزواجية وينتج عنه من الخلل الكثير .

حسن منصور
الأسرةُ المسلمة من أفضلِ ما حرص الإسلام على وجودِها ورعايتها والحفاظ عليها؛ لأنَّ المجتمعَ المسلم ما هو إلا جماعُ هذه الأسرةِ، وبناؤه مرهون بوجودِها القوي السليم، المؤدي إلى قوةِ البنيان الاجتماعي وتقدمه.
وإذا كان اختيارُ الزوجة الصالحة ضروريًّا وهامًّا؛ لأنها المدرسة الأولى للنشء، فإَّن اختيارَ الزوج لا يقلُّ عن ذلك في الأهميةِ؛ لأنَّ الزوجَ هو ربُّ الأسرة، وهو القدوة للزوجة وللأبناء معًا، وهو قائدُ السفينة في بحر الحياة المتلاطم الأمواج.
وأهمُّ معيار لاختيار الزوجِ هو أن يكون متمسكًا بكتابِ الله، عاملاً بسنةِ رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكفئًا لزوجتِه؛ علميًّا، وصحيًّا، وبدنيًّا، وفكريًّا، وماديًّا، وحول هذا المعيار يحدِّثنا الأستاذُ حسن حسن منصور:
إنَّ اختيارَ الزوج لا يقلُّ أهمية عن اختيارِ الزوجة؛ لأنه على أساس كل من هذين الاختيارين تنشأ نواةٌ جديدة في المجتمعِ، وهي الأسرة، ونظرًا لأهميةِ هذه النواة؛ فقد أولى الإسلامُ الحنيف جلَّ عنايتِه في وضعِ المعيار القويم، الذي يتمُّ بناءً عليه اختيار كل من الزَّوْجين، ومعيار اختيار الزوج معروفٌ لدى فقهاءِ الشريعة الإسلامية، بشرطِ الكفاءة بين الزوجين، وهو شرطٌ لصحةِ الزواج.

خالد رُوشه 
رائعة هي أخلاق الإسلام , ونبيلة هي أوامره وتوجيهاته ونصائحه , فترى البيت المؤمن الملتزم بتلك الأخلاق وتلك التوجيهات والنصائح سائرا على درب مستقيم , تبتعد عنه الشياطين وتكتنفه المودة و وتغشاه السكينة , وتستقر فيه الأخلاقيات العالية الرفيعة حتى في أشد اللحظات شدة وهي لحظات الخلافات الزوجية التي قد تعصف بالبيوت فتذرها قاعا صفصفا ، وتعصف بالأبناء فتذرهم عالة تائهين .
ولحظة الخلافات الزوجية لحظة من اللحظات الكاشفة للأخلاق الحقيقية التي يتصف بها الزوجان وهي لحظة مثبتة أو نافية لكل دعاوي الشرف والوفاء والعدل وغيرها مما ادعاه أحد الزوجين أنه يلتزم به من أخلاق وصفات .
الواقع أن كثيرا من الأزواج يبتعد عن الأخلاق الإسلامية أثناء الخلافات الزوجية , و تسيطر عليه مشاعر الغضب أو الرغبة في الانتقام , أو الحرص على المصلحة الشخصية و أو غير ذلك , فيكون الناتج صراعا بلا أخلاق , ونزاعا قد اتصف بالوحشية واللا آدمية , أو خلافا قد تنصل من معان النبل والشرف !
فربما انتهت بعض الخلافات الزوجية إلى جرائم كبرى , وربنا وصلت إلى هدم للبيوت , أو إلى صراع عائلي واسع النطاق أو إلى أكل الحقوق , ونكران الواجبات , وغير ذلك مما هو معروف وكثير .
لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحسن الرجل إلى زوجته إحسانا , فقال صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله " فجعل ههنا خطا عريضا من خطوط العلاقة الزوجية على أساسه يبين مدى أهمية هذه العلاقة ومدى أهمية الإحسان فيها .

ضياء الدين أديب
قرأت في العدد الثالث من السنة الثانية من مجلة التمدن الإسلامي الغراء، مقالاً للعلامة البيطار بحث في حكمة تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأسباب الداعية إليه مدلياً بما يجعل القارئ يرى هذا التعدد لازماً فجزاه الله خيراً.
وقال في آخر المقال (وأذكر القارئ بأن تعدد الزوجات في ذلك العصر كان من الضروريات لكثرة القتلى من الرجال وحاجة نسائهن إلى من يكفيهن لأن أكثر أهلن من المشركين فالمصلحة فيه للنساء لا للرجال. ولذلك كن يسعين أو يسعى الآباء أو غيرهن لمن يقتل زوجها أو يموت بكفؤ يتزوجها وإن كان له زوج أو أزواج غيرها).
ذكر الأسباب الداعية لتعدد الزوجات في ذلك العصر وقد زالت تلك الأسباب وإباحة التعدد لا تزال مشروعة عند المسلمين مقبولة لديهم فلا يرغبون عنها بديلاً أبد الدهر.
فلكي لا يتوهم الضعفاء من تلك العبارة أن التعدد شرع للضرورة وقد زالت. وأن حكمة التعدد مقصورة على كثرة قتلى الرجال في ذلك العصر، رأيت إتماماً للبحث زيادة التوضيح والتوسع في حكمة التعدد وما فيه من الفوائد ملخصاً من محاضرة في (تعدد الزوجات) لمفتي جبلة الأستاذ المفضال الشيخ محمد راغب فأقول:

JoomShaper