أحمد عباس
الزواج في حياة الإنسان ليس بالعلاقة العادية أو العابرة التي يمكن أن يتعامل معها بصورة سطحية أو بدون اهتمام، لأن العلاقة الزوجية هي اللبنة التي ينبني عليها قوام المجتمع بالكامل، وبقدر ما تكون هذه اللبنة سليمة وقوية ومتماسكة وقادرة على التحمل بقدر ما يكون المجتمع ككل مجتمعاً صلباً منتجاً قادراً على النجاح والابتكار والإبداع.
في حياة كل إنسان العديد من الأمور والاعتبارات والأهداف والمشكلات لكنه في سياق حياته التي يعيشها لابد أن يعيد النظر بشكل متكرر ومتجدد لطبيعة حياته الزوجية ومدى تأثيرها عليه سواء كان ذلك التأثير إيجابياً يدفعه نحو النجاح ويحقق له السعادة أو كان سلبياً يقوده إلى الفشل ويملاً أيامه بالنكد والألم والحسرة.

فيصل سعد الجهني
الأسرة هي النواة الرئيسة التي تشكل المجتمع، ثم تقوده بعد ذلك إلى مسارب الحضارة،أو إلى دروب الجهل المظلمة.وعندما يقولون بأن دور الأسرة تكمن أهميته في السنوات(الست)الأولى من عمر الطفل-لوجود عدة بيئات تعليمية تربوية بعد ذلك كالمدرسة والمسجد-فإن في ذلك لياً لذراع الحقيقة،لأن المخرجات المنتظرة في مؤسستنا التعليمية ضعيفة وغير قادرة-على الاطلاق-لبناء
شخصية الفرد بناء دينياً(عميقاً)وعلمياً وثقافياً.
كما أن دور المسجد،يختلط أحيانا بالحفظ والتلقين فيما يختص(بالعلاقة المعرفية مع كتاب الله..القرآن الكريم)،وببيانات عامة عن العقيدة والتوحيد والبراءة من الكفر والالحاد،بدون
اهتمام واضح بالسلوك الاجتماعي والقيم الأخلاقية،التي جاء رسولنا الكريم محمد بن عبدالله ليحتفي بها ويتممها ويختم بها عهد النبوءات والرسالات"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
أزعم أن دور الأسرة يمتد طويلاً،حتى بعد إنتاج الجيل القادم من الأحفاد في الأسرة،وإحالة الأبوين إلى(المعاش)و(البيت)من جديد.

رسالة المراة
من الأمور المهمة التي يجب أن تأخذيها في الاعتبار لمنع تدخل الأهل بصورة سلبية في حياتك الزوجية ضرورة محاربة الأفكار الشائعة لأن من الأفكار السلبية الشائعة في المجتمع كراهية الحماة والكنّة حيث أصبحت عادة مكتسبة وذلك لأن بعض الحماوات يكرهن زوجة الابن فقط لأنها كنّة أما كره الكنة فهو شائع اجتماعياً.
ومن هنا يستحسن على الزوجة أن تحارب هذه الأفكار وأن تبادر إلى كسب ودّ الحماة من خلال الاحترام والتقدير المتبادل، التهادي بالمناسبات وغير المناسبات، المدح والشكر لكل ما تقدمه، الكلمة الطيبة، مقابلة الإساءة بالإحسان، عدم توجيه الانتقادات أو الأوامر والملاحظات المباشرة.
ويجب أن يشعر الأهل أن الزوج أو الزوجة، أي الطرف الجديد في كل من العائلتين، إنما هو مثل الابن الحقيقي في العائلة الواحدة.
ويجب أن يتفق الزوجان على أن يعاملا أهلهما بدوبلوماسية وأن يدعم كل واحد منهما الآخر.

لا جدال بالطبع حول صعوبة الحياة والظروف النفسية الصعبة التي يعيشها الأبناء لو وقع الطلاق بين الوالدين، خاصة إذا كان هؤلاء الأبناء في فترة المراهقة.
لكن لو قلبت الأمر رأسا على عقب، ونظرت له من الجانب الآخر لبث بعض التفاؤل في نفس كل يعاني من مشكلة طلاق والديه.
فلو وقع الطلاق، لا قدر الله، بين والديك، ابذل جهدا متواصلا في محاولة النظر إلى نصف الكوب الممتلئ، واستخراج أي مميزات قد يوفرها لك مثل هذا الوضع، بما أن حدوثه ليس خطأك بالطبع، كما أنه ليس بيديك تغييره.
وفيما يلي بعض الإيجابيات التي ربما تشعر بها بعد طلاق الوالدين، بحسب ما ذكر موقع "ياهو مكتوب":
- حياة بلا توتر ومشاحنات
لابد أن وقوع الطلاق قد سبقه الكثير من المشاجرات والمشاحنات المؤسفة بين الوالدين، والتي حولت حياتك في المنزل بلا شك إلى جحيم متواصل. أما وقد وقع الطلاق بالفعل، وغادر أحد الوالدين المنزل، فستعود حالة من الهدوء النسبي إلى المنزل، وهو ما سيساعدك في الحصول على بعض الهدوء والسلام في حياتك.

رسالة المراة
يجب على كل زوجة أن تحذر من تدخل الأهل في الحياة الزوجية لأن هذا الأمر يعتبر من الأسباب الرئيسة التي قد تفضي إلى الطلاق في المنطقة ولابد أن تتساءل الزوجة عن متى يكون تدخل الأهل إيجابياً، ومتى يكون تدخلهم سلبياً، وكيف يمكن أن تحمي البيت من تدخل الأهل السلبي؟ وكيف توازن بين العلاقة الزوجية والعلاقة مع الأهل.
لو استمر تدخل الأهل في خصوصيات الحياة الزوجية لأبنائهم، فيجب على الزوجين منعهما من ذلك وأن يكون شعارهما "هذه حياتنا وليست حياتكم".
وهناك بعض الحالات التي تعتبر أكثر تأثراً وتفاعلاً مع تدخل الأهل في الحياة الزوجية مثل حالة الابن الوحيد، وحالة اعتماد الابن على والديه اقتصادياً سواء من خلال العمل مشترك أو عندما ينفق الأب على أسرة ابنه أو في حالة التبعية الاقتصادية، إضافة إلى حالة السكن مع أهل الزوج أو أهل الزوجة في منزل واحد مشترك.

JoomShaper