رسالة المرأة
المرأة لغز يصيب الكثير من الرجال بالحيرة وفي الوقت نفسه تشعر النساء أن الرجال بمثابة آبار عميقة يصعب رؤية نهايتها وبين الاختلافات المعروفة بين طريقة تفكير الرجل والمرأة، ولهذا تبدأ الخلافات الصغيرة التي سرعان ما تتحول إلى مشاكل ضخمة قد تنتهى بدفع العلاقة بينهما إلى النهاية.
ومن أهم أسباب إخفاق العلاقات العاطفية والزوجية بين الرجل والمرأة الآراء المختلفة وعدم التوافق فالقاعدة الفيزيائية تقول إن اقطاب المغناطيس المختلفة تتجاذب بينما المتشابهه تتنافر، والسؤال هو هل يمكن تطبيق تلك القاعدة على العلاقات العاطفية؟
الحقيقة أن الكثيرين يجدون فكرة اختلاف الآخر من ناحية الأفكار والآراء أمر مثير ومتجدد، ويبعد الملل المتوقع في العلاقات الطويلة، لكن البشرمثل بصمات الأصابع قد يتشابهون شكلياً لكنهم في الواقع مختلفون.

د.ديمة طارق طهبوب
«يحرص على الصلاة في وقتها أكثر مني ولكنه يهينني أمام أولادي!».
استوقفتني هذه العبارة تحديدا في معرض شكوى صديقة توشك على الطلاق من زوجها وذلك بعد أن سألتها عن دينه! فقد دخلت الإجابة الى أذني سماعيا ولكن العقل وقف لها بالمرصاد! فكيف يمكن أن يحرص على الصلاة بالذات التي هي المطهرة المتكررة من الذنوب والجرس الدائم الذي يقرع قلب مؤديها، إن ميزان قبولها هو الانتهاء عن المنكر والقيام بالمعروف ومن ثم يؤذي أقرب المقربين؟! ببساطة لم تفعل الصلاة فيه فعلها التي شرعت من أجله بأن تصلح أمره أولا ثم تكون منطلقا وزادا لاصلاح الحياة، بل لقد جاء الأمر الرباني موحيا بظلال علاقة الرجل بأهله «وأمر أهلك بالصلاة» وإن حرص الرجل على الصلاة يولّد حرصا على أهله ومن أراد حماية أهله من النار يوم القيامة لن يقبل أن يصيبهم شيء من عنت الدنيا وسموم نكدها، بهذا الفهم فقط تترابط الخيوط ويستقيم فهم العبادات والشعائر كوسائل لبناء الإنسان وإعمار الحياة.

عبدالكريم الملا
عندما يصر أحد الطرفين على الطلاق وتتفاقم الأمور وتنسد الأبواب والنتيجة أصبحت محسومة، فمن الصعب تدارك الأمور خصوصا إذا وصل الموضوع إلى باب مسدود، فيأتيه شعور بالإحباط والضيق فقد عاش عمراَ طويلا مع هذه الأسرة هذه زوجته كيف يفارقها "وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ" وكيف يفارقها "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" فقال بعض أهل التفسير: هن فراش لكم وأنتم لحاف لهن، كل هذه المعاني الجميلة قد انتهت. وفوق ذلك فرحة اللقاء مع الأبناء والجلوس معهم تحت سقف واحد صار من المستحيل.
فما هو العمل؟
هل هناك أمور نقوم بها في هذه اللحظة الأخيرة؟ نعم هناك أمور لا أقول من بطون الكتب لا بل من واقع الحياة وإليك هذه النقاط:
1 ـ مدى قناعة الشخص بحل المشكلة، فالقناعة تزداد بمدى تعلق المحبوب بالمحب، فكلما زادت المحبة زادت القناعة بعدم الطلاق، فإذا تمكنت محبة الزوجة من قلب الرجل لا شك أنه يضحِّي بكل ما يملك، وكذلك محبته لأفراد أسرته، فحبك بأن تعيش مع ابنائك وتوفر لهم البيئة المناسبة والحياة الآمنة هدف لا يتحقق إلا بالاستقرار الأسري والزواج السعيد. وقد يصر البعض بعدم الطلاق ليس حبا لزوجته أو أبنائه بل رغبة في الحفاظ على حياته الاجتماعية وصورته أمام الناس.

عبد الرحمن المراكبي
ديننا الإسلامي الحنيف دين يحث على الألفة والمحبة والعشرة بالمعروف والآيات والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء:19]. وقوله عز وجل: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ} [البقرة:228].
وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بالنساء والإحسان إليهن، والصبر على عوجهن فقال في الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لم يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا" [1].
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مؤمنة إن كَرِهَ منها خُلُقًا رضي منها آخَرَ" [2].
وفي حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [3]. وقال صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".

من حاجيات الطفل الأساسية الشعور بالمحبة.. وهي حاجة نفسية إنسانية تحقق الأمن والطمأنينة للطفل وتشبع غرائزه الذاتية التي فطّره الله – سبحانه – عليها.
وحاجته إلى المحبّة لا تقل أهمية عن حاجته إلى الطعام، ولذلك نجد الإنسان عبر مراحل عمره يبحث عن بناء علاقات إنسانيّة توفر له هذه الحاجة ويشعر من خلالها أنّه محبوب.
إنّ الشعور بالانتماء لدى الطفل منذ بداية إدراكه لا يتحقق إلّا بإبداء المحبة له، وتوفير جوّ من الإحساس بالأمن والطمأنينة داخل الأسرة كأوّل خلية إنسانيّة تحقق للطفل حق الانتماء.
هل نحب أبناءنا؟
سؤال وجيه لو وجّهناه للآباء لكان الجواب الطبيعي.. نعم نحب أبناءنا، ولكن الأسئلة المهمة هي:
1-    هل تعبر لابنك عن محبتك؟
2-    كيف تعبر لابنك عن محبتك؟
3-    هل يعلم ابنك أنك تحبه؟
وهذه هي الأسئلة المهمة التي ينبغي التركيز عليها.

JoomShaper