نماذج من حياة الشباب (2)
- التفاصيل
د.عائض القرني
3- امرأة ترد زوجها إلى الله: كان هذا الرجل يسافر إلى الخارج للمعصية، فيعصي الله في الداخل والخارج، وفي الليل والنهار، والسر والعلن.
ظن أن الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذات، وهو في الظلمات، وأوقع نفسه في ورطات ونكبات.
آخر سفرة له كانت إلى فرنسا -البلد المظلم المتهتك- سافر إلى هناك، ومكث مدة في حياة بهيمية، يأنف من بعض صورها الحيوان، إنها حياة أعداء الله، أولئك ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)).
ثم عاد إلى أهله، ودماغه ممتلئ بأخبار تلك البلاد وقصصها.
فالعظماء عنده عظماء الغرب، والأدباء عنده أدباء الغرب، والدنيا كلها الغرب.
وكان قد تزوج بامرأة صالحة، امرأة عرفت الله عز وجل: ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)) ولقد كانت هذه المرأة قرة عين، خرجت من بيت يعيش الإسلام حقيقة، وينعم بالإيمان.
بيت، أهله مصلّون، ذاكرون، متصدقون، بيت يشرف بالحجاب والحشمة والعفاف.
هذا البيت لم يعرف الأغنية، وما رأى المجلة الخليعة، والفيلم الهدّام.وبدأت هذه المرأة مع زوجها حياة جديدة، كانت تجذب زوجها إلى الله جذباً ليّناً، كلما وجدت فرصة تكلمت معه عن الإيمان والهداية، يراها مصلية ذاكرة عابدة، تدخل بيتها بذكر الله، وتحضر طعامها باسم الله، وتنهي أمره بحمد الله.
تدعو زوجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة.
نماذج من حياة الشباب (1)
- التفاصيل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليماً، وبعد:
فأخبار التائبين شائقة، وقصصهم رائقة، لأنها تروي لنا حياة البؤس والنعيم، والشقاوة والسعادة، والمخافة والأمن، والقلق والسكينة.
ما ذرّ شارق ولا لمع بارق إلا وعاد إلى الله صادق، وما أفل غارب ولا طرق نجم ثاقب إلا وأناب إلى الله تائب.
التائب منكسر القلب، غزير الدمعة، حي الوجدان، قلق الأحشاء...
التائب صادق العبارة، جم المشاعر، جيّاش الفؤاد، مشبوب الضمير...
التائب خليٌّ من العجب، فقير من الكبر، مقلّ من الدعاوي...
التائب بين الرجاء والخوف، والسلامة والعطب، والنجاة والهلاك...
التائب في قلبه حرقة، وفي وجدانه لوعة، وفي وجهه أسى، وفي دمعه أسرار...
التائب يعرف الهجر والوصال، واللقاء والفراق، والإقبال والإعراض.
لا تساوم على مبادئك...
- التفاصيل
إن الإيمان في قلوبنا والاستسلام لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - يجعل كل واحد منا صاحب مبادئ وقيم عظيمة وسامية, وإن قيمتنا الحقيقية تنبع من التمسك بتلك المبادئ والقيم.
أنتم تعرفون يا بناتي وأبنائي الدفق الثقافي الهائل الذي نتعرض له اليوم, وتعرفون أن كثيراً منه يفد إلينا من ثقافات ومن أمم لا تدين بما ندين به, كما أن العولمة التي تنشر أشرعتها في كل مكان من الأرض, تعمل على دفع الناس نحو البحث عن مصالحهم المادية بعيداً عما تقتضيه القيم والتعليمات الإسلامية السامية, وهذا كله يشكل تحدياً كبيراً لنا جميعاً.
كيف تصبح رجلا!!!!
- التفاصيل
عبدالملك القاسم
تأملت في يوم قادم يقف فيه شاب أمامي ويلح في السؤال: كيف أصبح رجلا؟ واحترت في الجواب من الآن! واسترجعت الذاكرة بعد مشاورة، واستهديت بالآية والحديث، واستوعبت السؤال كاملا.. فإذا الإجابة طويلة ومتشعبة، وكل صاحب معرفة يسير بك في واد، ولكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق!
أيها الشاب:
ستمر بك الأيام عجلى، وتتوالى عليك الليالي سريعة، فإذا بك تقف ممتلئا صحة ونشاطا تطاول أباك طولا وقد منحك الله بسطة في الجسم.
وإن مرت بك الأيام وسلمت من عاديات الزمن وطوارق الأيام فسوف تمر بمراحل العمركلها - بإذن الله - قال الله تعالى: وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَانَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ[الحج:5] وإن قدر الله لك أمرا آخر فأنت ممن قال الله فيهم: وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى[الحج:5].
ولا أخالك أيها الشاب وهذه المراحل السريعة تمر أمامك إلا مسارعا للإمساك بها، والتزود من مراحلها. وها هي قدمك بدأت تخطو الخطوات الأولى في مرحلة الشباب والنضج، وهي مرحلة مهمة خصها الرسول بالحديث المشهور: { لاتزول قدم ابن ادم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عموه فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه.. } [رواه الترمذي]
وليس الذكر كالأنثى
- التفاصيل
لا أريد هنا أن أتحدث عن الأمور التي تجعل من الرجل والمرأة كائنين مختلفين في الكثير من الأشياء، إنما أود أن أشير إلى شيء مهم ، هو أن الاختلاف في الطبيعة والتركيب يترتب عليه اختلاف في الوظيفة.
إن التركيب الجسمي والنفسي والشعوري للفتاة مختلف عن التركيب الجسمي للفتى ، ولهذا فإنك يا ابنتي قدأعددت لتقومي بدور مختلف عن أخيك .
إن الفتاة تحمل وتلد ، وتُعد المسؤول الأول عن تنشئة الأجيال ، وما يثير اهتمامها ، ويستولي على مشاعرها ليس هو الذي يستولي على مشاعر الفتى ، وإن في تعاليم ديننا وفيما اتفق عليه الناس من أعراف وتقاليد ما يجعل المطلوب من المرأة مغايراً لما هو مطلوب من الرجل على الصعيد الاجتماعي، وعلى صعيد العمل والوظيفة.
بعبارة أخرى تحتاج الفتاة إلى أن تكون طموحاتها في المستقبل طموحات امرأة وليست طموحات رجل ، وهذا يعني أن على الفتاة أن يكون هدفها الأول هو الإسهام في بناء أسرة ملتزمة وسعيدة ومترابطة، وعليها أن تعد نفسها ثقافياً وتربوياً لهذه الجليلة. هذه واحدة .