سمية عبد الكريم بكار
إن تقبل نقد الآخرين الجارح أمر صعب,  لكننا في مرحلة من المراحل نستطيع تقبله في حالتين: إما نعتبره رأي آخر و اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, و هذا ما يجب أن ندرّب أنفسنا عليه.
أو نستصغر من قيمة النقد وأهميته، فلا نجعل له أهمية قد تخدش ثقتنا بأنفسنا.
فالنقد الجارح إما يؤذينا لأننا أخذناه بعين الاعتبار، أو لا يؤذينا لأننا لم نجعل له أهمية و كما يقال: "لا أحد يؤذيك دون رضاك".
و هذا لا يعني أن نتجاهل النقد البنّاء، فهناك الكثير من حولنا يحبنا و يحب لنا الأفضل, فيعطينا من خبراته و تجاربه و أرائه ما نستفيد منه, فالننصت له، و نغرف من فوائده و حكمه, و نحترم رأيه, و نسمعه بصدر و عقل منفتحين.

أماني داود
إليك جزيل الشكر والعرفان لك بالجميل والفضل علي. أرسل لك باعتذار أرجو أن تقبله عن تقصيري وبعدي وتأخري للرد على رسائلك التي أرسلتها لي، فلقد تضمنت كل أحوالي ما تركت موقفا من مواقف حياتي إلا وكنت معي فيه ناصحا ومرشدا ومعينا وهاديا لي بما ينفعني ويسعدني.
تسعفني برأيك وترشدني باستشارتك، وتخطط لي وتضع قدمي على الطريق المستقيم. تقبل أسفي على قدر حبي لك وشوقي لرؤيتك.. آسفة ...آسفة جداااااااااااااااااا، أعترف أنه لا يكفى الاعتذار والأسف، وكيف أعترف بحبك والشوق لك وأنا على هذا التسويف والتقصير؟ وكيف يكون هناك حب بلا عطاء وأدلة تثبت هذا الحب؟
ومن أين لهذا الحب أن يدوم وينمو دون تواصل مني معك وبك؟ يدفع يأسي ويضيء ظلمة حسرتي على حالي وما وصلت له, أنوار البشرى بثقتي في حلمك وكرم أخلاقك ورحمتك بالكبير والصغير وعفوك وتسامحك مع كل من أساء إليك.

أحمد عبد الله
هم صمام أمان الأمم والمجتمعات, بقوتهم يقوى المجتمع وبضعفهم يضعف. غالبية الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية للعالم الإسلامي والعربي, تقول بأننا مجتمعات شابة أي أن غالبية السكان ضمن المرحلة العمرية الواقعة ضمن فئة الشباب, وهذا على قدر ما يبشر بخير على قدر ما هو خطير.
يبشر بخير طالما أن الفئات الشبابية عاملة منتجة وقادرة على اتخاذ القرار بعد صنعه, وتأخذ المبادرات الجادة وتوجه طاقاتها للإبداع ولفائدة المجتمع .وهو خطير أولا إذا تُرِكَ الشباب وحدهم في مواجه الأخطار المحيطة بهم من الخارج أو من الداخل, وإذا تُرِكَ الشباب دون توجيه.
وهو خطير ثانيا إذا تَرِكَ الشباب أنفسهم ولم يأخذوا هم مبادرات لأنفسهم, تقيهم وتساعدهم في عملية توجيه ذاتي بعيدا عن الأخطار ومصادرها.

أسرة البلاغ    
كثيراً ما نجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد وقت لزيارة صديق، أو حتى الاتصال به هاتفياً، ونعتذر بأننا مشغولون، وكثيراً ما نجد أنفسنا نتخبّط في عمل واحد بدأناه قبل أسبوع ولم ننهه بعد، لأننا ببساطة نبدؤه ثم نتركه، ونبدأ عملاً آخر ثم نتركه، ونعود إلى الأول. أحياناً، نضيع الكثير من الوقت في إتمام مهام قد لا تكون مستعجلة ولا مهمة، لكننا نقوم بها لأننا نحبها أو لأنها سهلة، ونترك المهام المهمة التي تؤثر في إنتاجيتنا، وتكون النتيجة إرهاقاً عصبياً وتوتراً وتسرُّعاً في إنجاز أعمال نتركها دائماً إلى آخر لحظة.
- راقب نفسك:
قبل أن نبدأ في تدبير وقتنا، نحتاج أولاً إلى أن نحصر وندوّن، ثم نحلل ما نفعله حالياً: كيف نقضي أوقاتنا كل يوم؟
راقب خط سيرك اليومي، واكتب مثلاً، أنك تضيع ساعتين في اليوم في قراءة الـ"إيميلات" الطفيليّة، التي لا تعرف حتى أصحابها، وساعات عديدة في مشاهدة برامج تلفزيونية، على الرغم من أنها لا تعجبك فعلاً، وفي قضاء ساعات في ألعاب على مواقع اجتماعية مثل "الفيسبوك".

أسرة البلاغ
ليس هناك اختيار حرّ مطلق إلّا في النادر، فالمؤثِّرات الخارجية على قراراتنا كثيرة.. تحاصرنا في كلّ قرار إلّا ما رحم ربِّي، فأنت حينما تسمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "كلّ مولود يُولَد على الفطرة وأبواه يُهوِّدانه أو يُمجِّسانه أو يُنصِّرانه"، تفهم أنّه حتى الاختيار العقيدي الديني لا يخلو من تأثير، ولذلك فالشخصية المستقلة، التي تحاول أن تتصرّف بمعزل عن الضّغوطات الخارجية محدودة جدّاً.
ولأجل أن نكون موضوعيِّين أكثر، فإنّ اختياراتنا لا تتأثر بالعوامل الخارجية فقط، بل بالعوامل النفسية الداخلية غير المنضبطة، أي بانفعالاتنا وحماستنا الزائدة، فقد يكون اختياري ردّة فعل، أو استجابة لنزعة أو نزوة ذاتية، لا امتثال فيها لحكم العقل.
وعلى أيّة حال، فإننا إذ نذكِّر بالمؤثِّرات الخارجية في صياغة اختياراتنا، نحاول – ضمناً – أن نلفت عناية المختار إلى ضرورة أن يكون صريحاً مع نفسه على الأقل في اختياراته، فيطرح عليها أسئلة من قبيل: هل اختياري هذا هو اختيار حرّ فعلاً، أم أنّه استجابة لمؤثِّر أو ضاغط خارجي؟ هل أقوم به بمحض إرادتي أم أنني أفعله خجلاً من البعض؟ هل هو فعل أم ردّة فعل؟

JoomShaper